كانت الجزائر ومنذ فجر الاستقلال، تضع في نصب عينها التنمية البشرية وتراهن عليها في المحافل الوطنية والدولية وبتعاقب الرؤساء والحكومات وتغير السياسات المنتهجة في كل القطاعات، بقي هذا التحدي مرفوعا خصوصا وموقعها في العالم النامي يعتبر مصدر لفت انتباه لما تتمتع به من شساعة وثروات ظاهرية وباطنية لا يمكن أن تستغل إلا إذا تم تكوين يد عاملة مؤهلة، ومخرجات بشرية مواكبة لنهضة التطور والتقدم العلمي والتكنولوجي. لذا كان على عاتق المدرسة الأخذ بشأن البلاد ومستقبلها في العمل والتقدم على الامام فأصبحت تقدم التعليم والتربية وضمان الحد الأدنى من الدراسة لكل أفراد المجتمع لأن التربية تحتل أهمية كبرى في جميع المجتمعات البشرية ولم يعد يقتصر دور التربية المدرسية على نقل التراث الثقافي والمعرفي بل أصبحت أداة فعالة في تحقيق التنمية الاجتماعية والاقتصادية، وخرج دورها عن الخدمات الاستهلاكية المقدمة للناس لأنها أصبحت اداة بيداغوجية تصنع مختلف الإيديولوجيات وتؤسس لها خارج جماعة المنزل والحي والأصدقاء. حيث يمكنها أن تصنع لنا المثقف والسياسي والإمام والعامل والإرهابي والمتطرف لأنها وسيلة لينة ويسهل التعامل معها كيفما أردنا. لذا فالمدرسة اصبح دورها هاما ومحوريا في تحقيق التنمية والتنمية المستدامة ومردودها وإن كان يطول انتظار ثماره إلا أنه يحقق نتيجة مرضية في الأخير إن تم تسييره واستغلاله استغلالا حسنا.
تاريخ النشر
02/12/2018
الناشر
مركز فاعلون بالشراكة مع المعهد العالي للغات المطبقة بالمكنين جامعة المنستير
بن عرفة إبراهيم | Benarfa Brahim | 10844