مدونة الاستاذ الدكتور جاسم يونس الحريري


تأثيرات الربيع العراقي على دول الخليج

الاستاذ الدكتور جاسم يونس الحريري | JASIM YOUNUS MOHAMMED


11/01/2020 القراءات: 2408  


لا يبدو أن الربيع العراقي قد يطال دول الخليج على المدى القريب. وان
1/4
تناثرت شرارته على لبنان وإيران، من حيث زخم الاحتجاجات، وتقارب الشعارات،
والأهداف التي خرجت من أجلها الجماهير، الا أن دائرة اتساع تأثيراته على منطقة دول
مجلس التعاون الخليجي وخاصة المجاورة للعراق كالكويت تبدو ضعيفة على المديين
القريب والمتوسط.
اذ تنشغل شعوب هذه المنطقة باحتمالات تحول الخليج الى ساحة للصراع الايراني-
الأمريكي. وهذه الاحتمالات والتي تحولت الى مخاوف شعبية من احتمال صراع إقليمي
انعكست على الجمهور الخليجي وتطلعاته التي تناغمت مع بعض نظم الحكم الخليجية
الساعية لتطويق خطر تمدد النفوذ الايراني أكثر من الاهتمام بمسار تداعيات ما يجري
في العراق.
شاع مصطلح الربيع العربي عام 2011 بعد انفجار التظاهرات العارمة في عدة دول عربية أبرزها تونس،
مصر، سوريا، ليبيا، واليمن. تداعيات هذه التظاهرات التي عرفت بالربيع العربي انتقلت في شكل
احتجاجات ولو كانت محدودة الى بعض دول مجلس التعاون الخليجي أبرزها البحرين، سلطنة عمان،
السعودية، والكويت.
وليس ببعيد عن دول الخليج، يحل الربيع بأشكاله الثورية والاحتجاجية منذ شهر أكتوبر من هذا العام في
العراق وهذه المرة بشعارات مختلفة أبرزها مكافحة الفساد. شعار يجد صدى أيضا في عدد من دول
الخليج، وألهم شعوبه وناشطيه في فترة من الفترات حراكا مناهضا للفساد. حراك وأن بقي محدودا لكن
قد تؤثر فيه مآلات الربيع العراقي أن لم تكن عجلة الإصلاح في هذه الدول تسير بوتيرة تنسجم مع
تطلعات الشعوب الخليجية.
الاحتجاجات الضخمة التي انطلقت من بغداد، والمحافظات الجنوبية ماتزال مستمرة احتجاجا على سوء
الحالة المعيشية، والخدمات، وعدم توفر فرص كافية للتوظيف، وغلبة المحسوبية، والحزبية والفساد في
دوائر الدولة المختلفة. وهنا يثار تساؤل حول مدى إمكانية تأثر بعض دول مجلس التعاون الخليجي التي
لديها حدود ملاصقة مع العراق على غرار الكويت والسعودية بزخم استمرار هذه الاحتجاجات وتطورها مستقبلا.


الربيع العراقي/دول الخليج


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع