مدونة أ.د فائزة احمد الحسيني مجاهد
كيف تواجه مدارسنا عواصف الإشاعات الطلابية؟
أ.د فائزة احمد الحسيني مجاهد | Prof.dr.FayzaAhmed alhussini Megahed
10/10/2020 القراءات: 5510
تواجه بعض المدارس في الوقت الحالي طوفانا ضخما من الإشاعات الطلابية، التي يطلقها بعض الطلاب المتخصصين في إطلاق الشائعات.
والإشاعة لغة هي اشتقاق من الفعل الثلاثي ( شاع ) أي ظهر وانتشر، ويقال: شاع بالشىء: أي أذاعه، والإشاعة الطلابية هي مجموعة من الأخبار المؤذية أو المسيئة والتي ليس لها أي أساس من الصحة يطلقها طالب أو مجموعة من الطلاب المرجفون في المدرسة ، بهدف الإهانة والإساءة والتشويه، أو الرغبة في التعتيم وإخفاء الحقيقة وتحطيم المعنويات، و تعمد تبرير الفشل الدراسي، أوالرغبة في الانتقام، فيتناقلونها سريعاً من أجل إحداث حالة من التوتر وعدم الاستقرار والبلبلة وسوء الظن بالآخرين في المدرسة، ويكثر انتشارها كلما ازدادت درجة الغموض مع قلة المعلومات حول حقيقة الأخبار التي تنشرها هذه الإشاعات الطلابية، ويوجد طالب يطلق عليه مصدر الاشاعة، وهو الذي يقوم بنسجها ولدية دافع لنشرها، وهناك طالب آخر متلقي الاشاعة الذي لديه رغبة في معرفتها. وتهدف الإشاعات الطلابية الى إحداث تشويه مقصود أو إساءة معينة لشخص داخل المدرسة ( طالب، معلم، إداري …………) وهي لون من ألوان الفساد الذي حذر الله تعالى منه، قال تعالى “يا أيها الذين أمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين” (سورة الحجرات: الآية 6). ويلجأ بعض الطلاب المرجفين لإطلاق الاشاعات بسبب:
– تبرير الفشل في الدراسة والقاء اللوم على الآخرين.
– انتشار الحسد المذموم بين بعض الطلاب داخل المدرسة وينتج عنه الغيبة والنميمة والتفنن في اختلاق القصص والافتراءات الكاذبة على الطلاب المتفوقين .
– رغبة بعض الطلاب في تحقيق أطماعهم الدنيئة ( تحطيم المعنويات، معرفة بعض الأمور الشخصية عن زملائهم كمحاولة للشهرة ………).
– تبرير حالة الخوف المسيطر عليهم مثل خوفهم من المستقبل، وتوتر علاقاتهم مع الآخرين في المدرسة، فيطلقون الإشاعات
– رغبة بعض الطلاب إثارة الرأي العام في المدرسة فهم لا يحرصون على مصلحة المدرسة، ولا يعرفون الاخلاق السامية بعد أن ملأ الحقد قلوبهم.
ويوجد نوعان للإشاعات الطلابية :
– الإشاعات الفردية وهي الإشاعات التي يصدرها الطالب ضد (زميل، معلم ، مدير…..الخ ) لتحقيق غاياته وأطماعة الرخيصة وتشويه الآخر.
– الاشاعات الجماعية التي مصدرها مجموعة من الطلاب بهدف تخفيف العبء من المذاكرة ، أو حذف جزء صعب من المقرر ، او لاجبار واضعي أسئلة الامتحانات على تجنب الاسئلة في هذه الاجزاء ، او لتبرير الفشل الدراسي والغش في الامتحانات .
وتتنوع صور الإشاعات، ومنها (الإشاعة التحريضية لنشر الغصب والسخط بالمدرسة، الإشاعة الاستطلاعية لمعرفة رد الفعل تجاه موضوع معين، الاشاعة الهجومية للتقليل من مكانة الاخرين ، الاشاعة الزاحفة التي تنتشر ببط ء حتى يعلمه جميع العاملين بالمدرسة، الاشاعة الغاطسة التي تظهر في ظروف معينة وتختفي ثم تعاود الظهور، الاشاعة الطائرة التي تنتشر بسرعة وتختفي بسرعة، الاشاعات التبريرية، الاشاعة الاسقاطية ليسقط مروجها صفاته السيئة على الآخرين، الاشاعة السوداء لبث الكراهية لتحقيق الفرقة بين الطلاب…….).
ومن هنا أصبحت الحاجة ملحة لمواجهة الإشاعات الطلابية التي تعكر صفو العملية التعليمة داخل المدرسة ، ولهذا اتجهت بعض الدول المتقدمة في التعليم الى مواجهتها بكل الأساليب الممكنة ففي فنلندا تحرص الادارة المدرسية على تنمية الوعي النقدي لدي الطلاب لمواجهة خطر الاشاعات من خلال الندوات والحوار المفتوح مع الطلاب ، وحرصت اليابان على بث روح الحب بين فريق العمل المدرسي والطلاب. وفي ماليزيا، تسعى الإدارة المدرسية إلى الاهتمام بالأنشطة الطلابية المختلفة، وتعريف الطلاب بالآثار السلبية للإشاعات. كما حرصت استراليا على تطبيق العديد من الاساليب مثل مواجهة الإشاعات الطلابية بالكشف الفوري للحقائق وعرضها في شكل وقائع محددة أمام فريق العمل بالمدرسة ، واسلوب التكذيب الفوري ، او بعدم الكلام والتجاهل. وقد لجأت المانيا إلى مواجهة الإشاعات بالتحكم في المناخ المشجع على انتشارها ، وبالرفض المبرر، أو بتأجيل كشف الحقيقة فترة من الزمن.
ولهذا أقترح لمواجهة الإشاعات الطلابية ضرورة عقد برامج تدريبية للمعلمين ومديري المدارس لتدريبهم على الاساليب الحديثة لمواجهة الاشاعات الطلابية وتوعية الطلاب بأهمية استشعار أمانة الكلمة فلا يشيعون خبرا كاذبا، ولا يصدقون فاسقا، وتفعيل دور الإعلام التربوي في تنمية قيم الانتماء للمدرسة وللوطن والتوعية بخطر الإشاعات الطلابية وغرس قيم المواطنة الرقمية لديهم، وأهمية إجراء حوار تربوي مع الطلاب أصحاب السلوك المتطرف لتصحيح المفاهيم الخاطئة لديهم، ومد جسور التواصل بين المدرسة والاسرة على مدار العام الدراسي، وضرورة إنشاء مرصد للاشاعات الطلابية داخل كل مدرسة لتعقب وتحليل الاشاعات الطلابية التي تحتوى على أفكار خاظئة في مواقع التواصل الاجتماعي ، والرد عليها أولا بأول، وتقديم كافة المعلومات التوضيحية عن أسباب ترويجها ، ومن يقوم بنشرها لاتخاذ الاجراءات القانونية ضده، وأهمية التعاون بين وزارة التربية والتعليم ، ووزارة الاتصالات، ووزارة الاعلام، ومؤسسات المجتمع المدني لمواجهة الإشاعات الطلابية.
الاشاعات الطلابية - المدارس
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع
مواضيع لنفس المؤلف
مواضيع ذات صلة