مدونة عبدالحكيم الأنيس


رؤوس أقلام (منوعات في العلم والأدب) (201)

د. عبدالحكيم الأنيس | Dr. Abdul Hakeem Alanees


12/07/2024 القراءات: 83  


-كلمتي في اجتماع الهيئة الاستشارية لمجلة (تدبر):
دعا فضيلة الأستاذ الدكتور محمد العواجي رئيس تحرير مجلة (تدبر) الهيئةَ الاستشاريةَ إلى لقاء للبحث في شؤون المجلة، وكان لقاء افتراضيًّا، وذلك يوم الأربعاء (17) من شوال سنة (1443) الموافق (18/ 5/ 2222م). وهذه كلمتي في ذلك اللقاء:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن والاه.
وبعد: فقد روى الحافظُ السِّلفي أنَّ الرماني سُئل، قيل له: كلُّ كتابٍ له ترجمة [عنوان]، فما ترجمة كتاب الله؟ فقال: (هذا بلاغ للناس ولينذروا به).
وهذا البلاغ إنما يتم بالتدبُّر، قال السيوطي: "وتسنُّ القراءة بالتدبر والتفهم، فهو المقصود الأعظم، والمطلوب الأهم، وبه تنشرح الصدور، وتستنير القلوب، قال تعالى: (كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته)".
مِن هنا تظهرُ أهمية هذه المجلة التي أخذتْ على عاتقها تعميقَ هذا المنحى، وتحقيقه، ونشره، وتعليمه، والدعوة إليه.
ولصاحبِ الفكرة والعاملين في السرِّ والعلنِ الشكرُ والثناءُ، والتقديرُ والدعاء.
ولهم الشكر على ضمِّي إلى منتداهم، وإسهامي في عملهم الخيِّر المبرور.
ومِن فضل الله على المملكة أنْ تصدر فيها مجلاتٌ قرآنيةٌ متخصصةٌ منها:
-مجلة "البحوث والدراسات القرآنية" الصادرة عن مجمع الملك فهد.
-ومجلة "تدبر" التي جاءتْ بعدها بعشرة أعوام، وحققتْ إلى اليوم إنجازاتٍ تُذكر وتُشكر.
وإني لسعيدٌ بأعدادها الاثني عشر، وبحوثها الستين، وتقاريرها النافعة المركزة.
ومبتهجٌ بافتتاحيات رئيس تحريرها وفقه الله.
ومسرورٌ بوجودِ الباحثات إلى جانب الباحثين، واستقطابِ المجلة لأهل هذا الاختصاص مِن بلدان مختلفة، وجامعات متنوعة.
- أقترح:
- مزيدًا من التدقيق اللغوي، والإملائي.
- مزيدًا من التدقيق الإخراجي، يشمل:
• الجري على طريقة واحدة في التقويس.
• حذف التشكيل الكثير عند الاقتباس من "المكتبة الشاملة".
• ملاحظة الضبط كالنَّورَسي والصواب: النُّوْرْسِي.
• تعديل محرم إلى المُحرَّم.
- تدخُّلَ الإدارة بالتعليق على بعض المصادر التي لا تصح نسبتُها إلى مَن نسبت إليهم. مثال ذلك: "درج الدرر" في العدد الثاني (ص: 273).
- إضافة زوايا تساعدُ على انتشار المجلة في أوساط ثقافية، كزاوية: عالِم من علماء القرآن. المكتبة القرآنية. ويتم فيها ذكرُ ما يصدرُ مِن جديد في هذا الميدان، مِن تفاسير قديمة وحديثة، وكتبٍ محققةٍ، ودراساتٍ حديثةٍ.
- ذكر كشافٍ بكل ما اشتملتْ عليه الأعدادُ السابقةُ في كل عدد، ويكون هذا بإيجاز، وبحجم حرف صغير، حتى لا يأخذ مساحة كبيرة.
- إرسال المجلة إلى مكتبات الجامعات.
- القيام بجولات تعريفية بهذه المجلة وبحوثها، وزيارات مباشرة، ولقاء الباحثين.
- نشر أخبار الاعتراف بها في المجالات الأكاديمية.
- تشجيع المحقِّقين على نشر بحوثٍ محققةٍ لتلوين أنواع المنشور فيها.
- نشر فهارس للبحوث القرآنية في مجلات المملكة وغيرها، غير المختصة بالدراسات القرآنية.
- تسجيل ملخصات البحوث ونتائجها في فيديوهات، فيديو لكل بحث، ونشرها.
- إحداث زاوية: صدى مجلة تدبر.
- إضافة مكان الولادة وتاريخها في التعريف بالباحثين.
- ذكر عناوين مقترحة.
***
-في رواق الرفاعي:
من علماء القرن السابع أبو حفص عمر بن محمد بن أبي نصر الفرغاني الفقيه الحنفي، قال بعضُ المؤرخين: "شيخ صالح قدِمَ بغداد وأقام بها مدة برباط الزَّوْزَني المجاور لجامع المنصور.
ثم انحدر إلى واسط وأقام عند بني الرفاعي، سائحًا متعبِّدًا، وانتفع به بنو الرفاعي واشتغلوا عليه.
ثم عاد إلى بغداد بعد سنين، وأصعدَ إلى سنجار فأقام بها مدة يُقرأ عليه في جامعها الفقه والأدب.
ثم عاد إلى بغداد وأقام برباط العميد مدةً، ثم نُدِب إلى تدريس الطائفة الحنفية لما فُتحت (المدرسة المستنصرية)، فلم يزل بها إلى أنْ مات.
قيل: دخل إليه الشيخُ محمد ابن الرفاعي فصبَّحه غلطًا وكان مساءًا فقال ارتجالًا:
أتاني مساءً نورُ عيني ونزهتي ... ففرَّجَ عني كربتي وأزاحا
فصبحتُه عند المساء لأنه ... بطلعتهِ ردَّ المساءَ صباحا".
توفي رحمه الله في بغداد سنة (632).
وفرغانة التي يَنتسب إليها تقع في أوزبكستان.
والشيخ محمد ابن الرفاعي هذا هو شمس الدين ابن عبدالرحيم بن عثمان بن حسن بن عسلة بن حازم. وأمه زينب بنت السيد أحمد بن علي الرفاعي. وهو الرابع من مشايخ الرواق الرفاعي، توفي سنة (619). و"كان جده السيد أحمد يحبه ويوصيه، ويبجله ويدنيه، ويلقبه سيف الدولة، ورُمانة القبّان".
***
-قرة العين ليس للصيادي:
كنت نشرت في حلقة سابقة: (جاء في برنامج "خزانة التراث" نسبةُ مخطوطٍ بعنوان: "قرة العين بشرح ورقات إمام الحرمين" إلى أبي الهدى الصيادي، في دار الكتب الوطنية بتونس برقم (979)، و(1587)، وذُكر ثانية بعنوان: "حاشية على قرة العين" في المكتبة المذكورة برقم (3871)، ولم أر هذا في مصادر ترجمته، ولم يذكره هو في قائمة مؤلفاته في كتابه "الفرقان"، وليت أحدًا من أهل تونس يقوم بفحص هذه النسخ).
وقد استعنتُ بالأخ المحقق الفاضل نزار حمادي في تونس فلبى مشكورًا وكتب إليَّ يقول:
"جميع نسخ "قرة العين" في المكتبة الوطنية بتونس منسوبة للحطّاب، والحاشية منسوبة للشيخ الهدة السوسي، ولم يُنسب منها شيء لأبي الهدى الصيادي".
قلتُ: فظهر أن ما جاء في برنامج (خزانة التراث) خطأ، ولعل سبب الخطأ وجود كتاب لأبي الهدى بعنوان: "قرة العينين"، ولكن هذا ديوان شعري، وتتمة العنوان: "في مدائح أبي العلمين".
فأرجو إصلاح هذا الخطأ في هذا البرنامج.
***


منوعات


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع