مدونة ا.د/ فاطمة محمد عبد الوهاب الخليفة


برنامج مقترح لتنمية المهارات الحياتية لدي التلاميذ المعاقين عقليا بالمرحلة الابتدائية قائم علي

فاطمة محمد عبد الوهاب الخليفة | fatma mohamed abdelwahab


19/07/2022 القراءات: 2269  



برنامج مقترح لتنمية المهارات الحياتية لدي التلاميذ المعاقين عقليا بالمرحلة الابتدائية قائم علي التكامل بين الأسرة والمدرسة--- البحث منشور في الملتقي السادس للجمعية الخليجية للإعاقة تحت شعار " نحو مشاركة فاعلة علي قدم المساواة " والمقامة في سلطنة عمان / مسقط في الفترة من27/ 2 /2006 – 1 /3 2006
المقدمة :
يقاس تقدم الأمم بمدي الاهتمام بشعوبها واستثمار طاقاتهم وامكاناتهم إلي أقصي درجة ممكنة بحيث يستطيع كل فرد من أفراد المجتمع أن يساهم في بناء وتقدم نفسه وأسرته ومجتمعه .

ويختلف أفراد المجتمع فيما بينهم اختلافا كبيرا في قدراتهم، فنجد أن هناك أفراد عاديين وأفراد ذوي احتياجات خاصة .

ويقع الأطفال ذوي الإعاقة العقلية القابلين للتعلم Educable Mentally Retarded ( EMR) ضمن فئة الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة الذين يحتاجون إلي رعاية وخدمات تعليمية وتربوية وأسرية ومجتمعية وتأهيلية بهدف مساعدتهم علي الوصول إلي أفضل مستوي من حيث التوافق الشخصي والأسري والاجتماعي والمهني بالإضافة إلي التخفيف من حدة المشكلات التي تواجههم .

ويتزايد أعداد المعاقين علي مستوي العالم وفي الدول النامية بشكل خاص نظرا للظروف الاقتصادية والاجتماعية وغيرها التي تواجه هذه الدول وتترواح نسبة أعداد المعاقين في الدول النامية مابين ( 10 – 12 % ) كما أن أعداد المعاقين يتزايد باستمرار بتزايد أعداد السكان في هذه الدول وبالتالي يجب الانتباه إلي ضرورة تقديم الخدمات المناسبة لهذه الفئة وبشكل علمي وسريع حتى لاتشكل خطورة علي تقدم الأمم .

وتسعي المجتمعات الراهنة لحماية الحقوق المدنية لهؤلاء الأطفال وتحسين أنماط حياتهم عن طريق سن التشريعات، وتعديل الاتجاهات وأنماط الخدمات التي يتم تقديمها لهم سواء أكانت تعليمية أو تأهيلية أو صحية أو اجتماعية، وذلك لكي تصبح ظروف حياتهم قريبة قدر الامكان من ظروف حياة الأفراد العاديين في المجتمع ، ورغم هذا التقدم ما تزال هناك تحديات كبيرة تواجه الأسر والمهنيين وأن الجهود الدفاعية تبقي مهمة دائما مهما كانت .

ووفقا لإعلان حقوق المعاقين عقليا الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة بتاريخ 20 ديسمبر عام 1971 ، و 9 ديسمبر 1975 م فإن للطفل المعاق عقليا الحق في الرعاية والتعليم والتدريب والتأهيل والتوجيه بما يمكنه من تنمية قدراته لأقصي طاقة لديه . ( محمد الشناوي ، 1997 ، 558 )

ويفترض أن يكون الهدف النهائي من التأهيل والتربية هو تحسين نوعية الحياة Quality Of Life للأفراد المعاقين ، وتشهد المجتمعات المعاصرة اهتماما كبيرا بالدفاع عن حقوق الأشخاص المعاقين مثل الدفاع عن الحقوق المدنية ، والجهود التي تبذلها المنظمات أو الهيئات المتخصصة ، وأولياء الأمور هم الذين أوصلوا التربية الخاصة إلي وضعها الراهن عبر أصواتهم الجماعية ، وتواصل المجتمعات المعاصرة وبذل الجهود لتطبيق حقوق الإنسان والعدالة الاجتماعية وتكافؤ الفرص وقبول التنوع ومناهضة التمييز .
( جمال الخطيب ، 2005 )

وقد دعت مصر إلي جعل عام 1990 عاما للطفل المعوق حتي يمكن بذل المزيد من الجهد في تربيته وتعليمه لذا قامت وزارة التربية والتعليم بالتوسع في إنشاء مدارس الأمل للتلاميذ المعاقين سمعيا ومدارس النور للتلاميذ المعاقين بصريا ومدارس التربية الفكرية للتلاميذ المعاقين عقليا .
( الإدارة العامة للتربية الخاصة ، 1992 ، 11 )

وتمر عملية تربية وتعليم التلاميذ المعاقين عقليا القابلين للتعلم في مصر بالمراحل التالية :
1- مرحلة التهيئة ومدتها سنتان ويقدم من خلالها التدريبات الحسية والعقلية والفنية والرياضية والموسيقية للتلاميذ .
2- المرحلة الابتدائية ومدتها ست سنوات وتهدف إلي تهيئة التلاميذ للتفاعل مع بيئتهم ومجتمعهم واستغلال قدراتهم إلي أقصي درجة ممكنة ومن ثم إعدادهم للحياة .
3- مرحلة الإعداد المهني ومدتها ثلاث سنوات وتهدف إلي توجيه التلاميذ للمهنة المناسبة لقدراتهم ويمكنهم التدريب عليها مثل النجارة ، السجاد ، الاقتصاد المنزلي ، التريكو ، وغيرها .

وقد أجمع علماء النفس والتربية علي أهمية وخطورة السنوات الأولي من عمر الطفل في تكوين شخصيته وإعدادها بشكل مناسب بحيث يكتسب من خلالها المعلومات والمهارات والخبرات التي تؤثر في حياته تأثيرا كبيرا فيما بعد .


المهارات الحياتية - المعاقون عقليا- التكامل بين الاسرة والمدرسة-


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع