مدونة يحيى محمود سالم التلولي


الحكمة من نزول القرآن الكريم عربيا

د. يحيى محمود سالم التلولي | Dr. Yahya Mahmmoud Salem Tlouli


31/10/2020 القراءات: 4131  


الحكمة من نزول القرآن الكريم عربيا                                                                                                                                                                                              بقلم/ د. يحيى محمود التلولي        
     مما لا شك فيه أن القرآن الكريم نزل به الروح الأمين بلسان عربي مبين على قلب النبي الصادق الأمين –صلى الله عليه وسلم- يُتْلَى إلى يوم الدين، فقد بين ذلك في العديد من الآيات الكريمة، فقال تبارك وتعالى: {إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} [الزخرف : 3] وقال: {نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ (193) عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ (194) بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ (195)} [الشعراء : 193 - 195] ولعل سائلا يسأل: ما الحكمة من نزول القرآن باللغة العربية؟ وللإجابة عن هذا السؤال يمكن القول بأن هناك حكما كثيرة من وراء نزول القرآن الكريم باللغة العربية لا يتسع المجال هنا لذكرها، ولكن نذكر بعضا منها: أولا: الحكمة الشخصية: أي التي تتعلق بشخص النبي –صلى الله عليه وسلم-، وهي: 
1- اللغة العربية هي لغته التي يتحدث بها، فكان لا بد من نزوله عليه بهذه اللغة، فقال عزّ من قال: {فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لِتُبَشِّرَ بِهِ الْمُتَّقِينَ وَتُنْذِرَ بِهِ قَوْمًا لُدًّا} [مريم : 97]. 2- رفع لشأن النبي –صلى الله عليه وسلم- وتكريما له. ثانيا: الحكمة القومية: أي المتعلقة بقوم النبي–صلى الله عليه وسلم- وهم العرب الذين يقطنون الجزيرة العربية وما حولها من بلدان، وتتمثل في الآتي:
1- اللغة العربية لغتهم التي يعبرون بها عن حاجاتهم الفكرية والشعورية والمادية، وهم أول من أُنْذِرُوا بهذا القرآن، فكان لزاما أن ينزل بلغتهم التي برعوا فيها، فقال –عزّ وجلّ-: {وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا وَتُنْذِرَ يَوْمَ الْجَمْعِ لَا رَيْبَ فِيهِ فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ} [الشورى : 7].
2- تكريم هذه الأمة، ورفع شأنها بين الأمم، فبذلك أَعَزَّهم، وهذا يؤيده قول الخليفة الراشد عمر ابن الخطاب- رضى الله عنه- الذي لم يتجاوز الحقيقة به عندما قال: "نحن قوم أعزنا الله بالإسلام فإن ابتغينا العزة بغيره أذلنا الله." ثالثا: الحكمة اللغوية: وهي الحكمة الخاصة باللغة العربية نفسها، فقد حباها الله –عزّ وجلّ- من الخصائص التي ميزتها عن غيرها من لغات العالم الأخرى، ومنحتها طابعها الخاص بها، فجعلت منها لغة حية نامية متطورة على مر العصور والأزمان، فكل ذلك أَهَّلَهَا لتكون لغته الخاصة.


الحكمة- القرآن- اللغة العربية


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع