مدونة دكتور هاني حامد عز الدين السيد
تأثير ايكيا ومهارة التفويض
د. هاني حامد عز الدين السيد | Dr.HANI HAMED EZELDIN ELSAYED
17/02/2024 القراءات: 1037
تأثير ايكيا ومهارة التفويض
------------------------------------------------------------------------------------------
بقلم : د. هاني حامد عز الدين
-----------------------------------------------------------------------------------------
ارتباط التفويض بالتعاون
لا يتعلّقُ التفويض بمجرّد التخلص من المهامِ، بل بمشاركةِ رؤيتكَ وتطلعاتكَ مع الغير، وطرح الكثير من التساؤلات. وعندما تفوّضُ، فأنت لا تزال جزءاً من العمليةِ، وبغضِّ النّظر عن مدى إتقانكَ لإيصالِ رؤيتكَ، فإنّ الشّخص الذي تفوّض إليه المهمّة سيصل على الأرجح إلى 70% فقط من توقعاتكَ في المرّة الأولى؛ وليس ذلك بخطئه، ولكن لكون طبيعةُ العملِ. تقتضي ذلك
تجنب الوقوع في فخ الإدارة التفصيلية
قد تتطوّرُ الأخطاءُ في التفويض بسرعةٍ وتأخذُ منحىً آخر، فيه يتحوّلُ الأمرُ إلى تطبيقِ الإدارةِ التّفصيليةِ. وعندها يكون الحلُّ في الحفاظِ على نوعٍ من التّوازنِ ما بين إعطاءِ التّوجيهاتِ ومنحِ صلاحيّاتِ الإدارةِ الذّاتيةِ للغيرِ، الأمرُ أشبهُ برحلةٍ إدارية تبدأ من التعاون الفعال في العملِ على إنجازِ المهام ، إلى منحِ الموظّفين كاملَ الصّلاحيّةِ للتّعاملِ معها مع منح الثّقةِ في الاختيارات وصولا لنجاح المهمة .
تأثير إيكيا على التفويض
هل تعرفُ ما هو "تأثير إيكيا؟" سأشرحه لك.. عندما تقومُ بتجميعِ أثاثِ إيكيا بنفسك، عندها يتكوّن رابطٌ يجمعُ ما بينك وبينه ويجعلك تتّحدُ به. فعندما تبتاعُ طاولةً من هذه الشّركةِ، فهي لن تكون مجرّدَ طاولةٍ، بل طاولتكَ التي تحملُ طابعك ولمستك الخاصّةَ. ويُلخصُ هذا التّأثير بالشعورِ بالفخرِ والتّملكِ تجاه شيءٍ قد بذلتَ جهداً للحصولِ عليه.
ولكن لتكون لك بصمتكَ المميّزة حقّاً في عمليّةِ التّفويض، حاول غرسَ مفهوم تأثير إيكيا في أذهانِ فريقِ عملك. فبدلاً من مجرّدِ تكليفِ المهامّ، أشرك الموظّفين في خطواتِ اتّخاذِ القرارِ. ودعهم يأتون بتصميمهم الخاصّ من تلك الطاولةِ من إيكيا. يجب أن يشعروا أنّ المهامَّ التي فُوضت إليهم تنتمي إليهم وتقع ضمنَ مسؤولياتهم الخاصّةِ، ما يساعدُ على تعزيزِ شعورهم بالفخرِ في إنجازاتهم.
سحر المساءلة
مثلُ التّفويضِ بدون متابعةٍ كمثلِ زراعةِ بذرةٍ وعدمُ سقيها البتّة. إذ يتطلّبُ التّفويضُ النّاجحُ التزاماً من جميعِ الأطرافِ. وذلك من خلال وضع توقّعات واضحة، ومواعيد نهائيّةٍ محدّدة، وفحص بشكلٍ منتظمٍ، وليس لمجرّدِ ضمانِ إتمامِ المهمّةِ، وإنّما أيضاً للتأكّد من تقدّمِ سيرها بالتّنسيقِ مع رؤيتك الخاصّةِ.
التفويض استثمار
يوجدُ افتراضٌ خاطئٌ يقولُ بأنّ التفويض هو طريقةٌ مختصرةٌ لإنجازِ المهامّ. لكنّه في الحقيقةِ الطّريقُ الأطولُ والأكثرُ متعةً. وبينما يُمكنني إكمالُ مهمّةٍ في يومٍ أو يومين بمفردي، ربّما يمتدُّ هذا الجدولُ الزّمنيّ إلى أسبوعٍ عند تفويضها.
وهنا مربطُ الفرسِ: فالتفويض ليس مجرّدُ بنودٍ في قائمةِ المهامّ ينبغي إكمالها، بل هو استثمارٌ في فريقِ العملِ. إنّه غرسٌ لمفهومِ تأثير إيكيا الخاصّ، حيث يتحوّلُ إكمالُ المهامّ في نهايةِ المطافِ إلى وضعٍ تلقائيّ، فيه ينجزُ فريقُ العملِ كلّ تلكَ المهامّ بسلاسةٍ، لأنّه يشعرُ بتواصلٍ شخصيٍّ معها
وأخيراً، لتكون متمكناً فعلاً من أداءِ عمليّةِ التفويض، ينبغي لك تغييرُ نمطِ تفكيرك. إذ لا يمكنك أنْ تعامله على أساسِ أنّه تعهيد، الذي هو مجرّدُ صفقةٍ، وبدلاً من ذلك، انظر إليه على أنّه استثمارٌ في الوقتِ. في البدايةِ، قد تقضي 15 إلى 20 دقيقةً يوميّاً على كلِّ مهمّةٍ تفوضها، ثم مع مرورِ الوقتِ يقلّ ذلك تدريجيّاً. لكن تذكّر أنّ كلّ دقيقةٍ تستثمرها في الإرشادِ والتّوجيهِ اليومَ هي دقيقةٌ تسهمُ في رفعِ مستوى الكفاءةِ في مؤسّستك وتحقيقِ النّموّ في المستقبلِ.
تأثير ايكيا ، مهارة التفويض
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع