الاستعارة من التعبير البسيط إلى التعبير المركب
مسعد عامر سيدون المهري | Musaad Amer Saidoon Almahry
08/12/2023 القراءات: 965
الاستعارة هي أحد لأنماط البلاغية التي عني بها علم البيان، وهي تشبيه حذف أحد طرفيه ، كما أنها نوع من المجاز علاقته المشابهة.
قد بحث النقاد القدماء موضوع الاستعارة وتناولها بوصفها عنصر تجميلي وبلاغية عال، فهي تصبغ الكلام بصبغة خيالية لذيذة ومقبولة في النفس .
عندما نسمع قول الله تعالى ( يخرجهم من الظلمات إلى النور) فإننا بإزاء لفظتين حسيتين الظلام بأبعادها الكثيفة في السواد وحجب الرؤية، والنور باشراقه وضياءه، لكنه لا يقصد هنا المعنى الأولي ، إذا ليس ثم خروج من ظلام حسي إلى نور في الآية ، وانما هنا استعارة فائدتها اخراج ما لا يدرك بالحس إلى ما يدرك . فالعنصر التشبيهي كائن فيها بيد أنه غير مكتمل الأركان، فالاستعارة هنا تصريحية حتى صرح بلفظ المشبه به وهي الظلام إذا شبه به الكفر، والنور والمشبه به الإيمان .. إذا هنا عدول عن التعبير المباشر الذي نجده في أخرجهم من الكفر إلى الايمان، وفائدة هذه الدول هو مخاطبة الحاسة المتخيلة ومشاركة الذهن في التصور، وكان المستخدم حين يستخدم الاستعارة في الكلام يستنهض كل معالم الحس من أجل إحداث التأثير ، وهذه فاسدة المعاني الثواني التي يخرج إليها الكلام لاعتبارات جمالية ودلالية في آن .
الاستعارة ، النقد، البلاغة
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع