مدونة مولاي مصطفى المقدم


فضل ليلة القدر ومكانتها وتحريها

أ.د. مولاي مصطفى المقدم | Research Doctor: moulay mustapha el mouqadim


28/04/2022 القراءات: 3421  


إن ليلة القدر هي عظيمة القدر، مبارك فيها، فيجب الاهتمام بها أكثر؛ تعظيما لما عظمه الله، وطلبا للأجر والثواب، واغتناما للفرص، فما فضلها؟ وماذا يشترط لنيل فضل ليلة القدر؟ وما علامات ليلة القدر؟ وماذا ينبغي لمن رأى ليلة القدر؟
أولا- فضل ليلة القدر:
ليلة القدر ليلة شريفة، خصها الله بخصائص عظيمة، تنبئ عن فضلها ورفعة شأنها، منها:
١ - أنها الليلة التي أنزل فيها القرآن، قال تعالى: ﴿إنا أنزلناه في ليلة القدر﴾ ٢ - وصف الله تعالى بأنها مباركة، بقوله: ﴿إنا أنزلناه في ليلة مباركة﴾ فهي مباركة لكثرة خيرها وعظم فضلها، وجليل ما يعطي الله من قامها إيمانا واحتسابا.
٣ - إخباره تعالى عنها، بقوله: ﴿فيها يفرق كل أمر حكيم﴾ أي يفصل من اللوح المحفوظ إلى صحف الكتبة من الملائكة من الأمور المحكمة مما يتعلق بالعباد، من أمر المعاش والمعاد إلى مثلها من العام القابل.
٤ - ما يفيده قوله تعالى: ﴿ليلة القدر خير من ألف شهر﴾ من التنبيه على فضل قيامها وكثرة الثواب على العمل فيها، مع مضاعفة العمل، فإن عبادة الله فيها خير من العبادة في ألف شهر خالية منها.
٥ - تنزل الملائكة فيها إلى الأرض بالخير والبركة والرحمة لأهل الإيمان، قال تعالى: ﴿تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر - سلام هي حتى مطلع الفجر﴾
٦ - ما ثبت في الصحيحين عن النبي ﷺ أنه قال: «من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا، غفر له ما تقدم من ذنبه» فهي ليلة تغفر فيها الذنوب، وتفتح فيها أبواب الخير، وتعظم الأجور، وتيسر الأمور.
فلهذه الفضائل العظيمة وغيرها تواترت الأحاديث الصحيحة عن النبي ﷺ في الحث على تحري هذه الليلة في ليالي العشر الأخير من رمضان، وبيان فضلها، غير أنه لم يرد عن النبي ﷺ نص صريح أنها في ليلة معينة لا تتعداها في كل سنة.
ثانيا- ما يشترط لنيل فضل ليلة القدر:
نص فقهاء المالكية والشافعية على مسألة اشتراط العلم بليلة القدر لنيل فضلها أو عدم اشتراطه واختلفوا في ذلك على قولين:
الأول: ذهب بعض المالكية والشافعية إلى أنه لا ينال فضل ليلة القدر إلا من أطلعه الله عليها، فلو قام إنسان ولم يشعر بها لم ينل فضلها.
الثاني: ذهب فقهاء المذهبين إلى أنه لا يشترط لنيل فضل ليلة القدر العلم بها، ويستحب التعبد في كل ليالي العشر الأواخر من رمضان حتى يحوز الفضيلة على اليقين.
وقد رجح فقهاء المذهبين الرأي الثاني إلا أن حال من اطلع على ليلة القدر أكمل وأتم في الفضل إذا قام بوظائفها.

ثالثا- علامات ليلة القدر:
لليلة القدر علامات يراها من شاء الله من عباده في كل سنة من رمضان، لأن الأحاديث وأخبار الصالحين ورواياتهم تظاهرت عليها فمنها ما ورد من حديث عبادة بن الصامت مرفوعا: (إنها صافية بلجة كأن فيها قمرا ساطعا ساكنة ساجية لا برد فيها ولا حر ولا يحل لكوكب أن يرمى به فيها حتى تصبح وأن من أمارتها أن الشمس صبيحتها تخرج مستوية ليس لها شعاع مثل القمر ليلة البدر ولا يحل للشيطان أن يخرج معها يومئذ)
رابعا- كتمان ليلة القدر:
اتفق العلماء على أنه يستحب لمن رأى ليلة القدر أن يكتمها؛ لأنها كرامة والكرامة ينبغي كتمانها بلا خلاف حتى يأمن السلب والرياء، الحسد، وحتى لا يتشاغل عن الشكر لله بالنظر إليها وذكرها للناس.


ليلة القدر


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع