العدد الخامس مقالات
ملياردير مكة المكرمة / مقالات
11/11/2020
د.عبدالله الوزان
رجل بوزن ألف رجل، رجل من طينة البشر فى ثوب ملائكي، رجل يعد من أغنى الأغنياء فى مكة المكرمة.
إننا بصدد إمام الزهاد والأغنياء والأتقياء زعيم الأغنياء في الأرض وزعيم المنفقين في الدنيا والآخرة، إننا أمام رجل يأبى القلم أن يكتب مآثره، فهو رضي الله عنه مهما كتب عنه الكتّاب فلن يُوفوه حقه في الثناء والمدح، فهو مثال يقتدى به المنفقون في كل مكان من أرجاء عالمنا الإسلامي، إنه الصحابي الجليل عبد الرحمن بن عوف المُبَشَّر بالجنة من رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم. إنه الصادق البار بكل إنسان في مدينة رسول الله، صلى الله عليه وسلم، خاصة أمهات المؤمنين زوجات النبي الكريم، فهو رضي الله عنه، كان عوناً للناس كل الناس في دنيا الناس، فقد كان أهل المدينة جميعاً عيالاً لابن عوف .
نحن أمام شخصية صحابي كريم من صحابة رسول الله، صلى الله عليه وسلم، لم ولن يتكرر مثله في دنيانا إلا إذا أراد ذلك ربي، فهنيئاً لك يا صاحب السيرة الذكية فيما أنت فيه من منزلة عند ربك، وأنت بالفعل تستحقها .
وعن فضله يروي ابن عباس، رضي الله عنهما، أنه وردت قافلة من تجارة الشام لعبد الرحمن بن عوف فحملها إلى رسول الله، فدعا النبى صلى الله عليه وسلم له بالجنة فنزل جبريل عليه السلام وقال: الله يقرئك السلام، ويقول أقرئ عبد الرحمن السلام وبشره بالجنة ، لم يكن هذا فقط ولكن إمعاناً في صلاحه وتقواه صلى الرسول الكريم وراءه وكان ذلك في غزوة تبوك، وقد عقب الرسول الكريم على ذلك فقال: ما قبض نبي حتى يصلي خلف رجل صالح من أمته، وكان هذا الصالح هو عملاق التجار وإمام الأغنياء والزهاد عبد الرحمن بن عوف ، ولقد ثبُت عبد الرحمن رضي الله عنه يوم أحد يوم انكشف الجيش الاسلامي، وتفرق، وحينما سأل الرسول الكريم عن ابن عوف أثناء سير المعركة فقال (الحارث بن الصُمة) إنه يجابه نفراً من المشركين منفرداً في جنب الجبل، وعندما رأيته هكذا هممت لنجدته ومؤازرته، لكن عندما رأيتك يا رسول الله توجهت نحوك لأمنعك من المشركين، فرد الرسول الكريم بقوله: إن الملائكة تمنع بن عوف، وبعد تجمع نفر من المسلمين حول الرسول الكريم ذهب الحارث بن الصُمة إلى عبد الرحمن لكي يساعده لكنه وجد عجباً، وجد سبعة من المشركين صرعى بين يدي عبد الرحمن، فأثنى عليه، وقاله له: سلمتَ وسلمتْ يمينك يا ابن عوف .. أكُل هؤلاء قتلتهم جميعاً فرد عبد الرحمن وقال: لم أقتلهم جميعاً، قتلت الأرطأة بن شرحبيل، وهذين اللذين بجواره أما الباقي فتم قتلهم بيد من لم أراهم، حينئذ قال الحارث بن الصُمة صدقت يا حبيبي يا رسول الله .
لك الله يا صاحب السخاء والكرم، لك الله يا ملياردير مكة المكرمة، ولك الحق كل الحق في تسمية الرسول لك أمين في أهل السماء أمين في أهل الأرض، تحية إجلال وإشراق دائمين متلازمين على سيرتك العطرة التي ازدانت بكل ما هو مضيء يكون بعدك نهج حياة كاملة لمن أراد أن يذكر أو أراد شكوراً، وسوف يكون من المستحيل أن يسير إنسان ما في حياتنا الحديثة على الدرب نفسه، لكن المستحيل يمكن أن يتحقق إذا تم تغيير ما في النفس من شوائب فاسدة تفسد الإيمان الحقيقي الذي يسمو بالروح، فإن الله سبحانه وتعالى لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم، تحية لك يا ابن عوف على ما قدمته للإسلام والمسلمين، وسيظل اسمك يردد ويعرفه الصغير قبل الكبير فقد نقشت اسمك في قلوبنا وعقولنا بهداك وتقواك وورعك، ومما لا شك فيه أنك الآن سعيد بين الأحبة محمد وصحبه.
تحية إكبار وإجلال لك من دنيا الناس الغرورة إلى روحك المطمئنة في جنات الفردوس عسى ربنا أن يرحمنا ويغفر لنا ونكون من ساكنيها.
العدد الخامس مكة المكرمة ، الصحابة ، عبد الرحمن بن عوف ،مواضيع ذات صلة