رؤوس أقلام (منوعات في العلم والأدب) (252)
د. عبدالحكيم الأنيس | Dr. Abdul Hakeem Alanees
28/12/2024 القراءات: 21
-كتاب في تعليم لهجة أهل الشام:
كتب إليَّ الأخ الحفي الصديق الوفي الدكتور علي بنلي الأستاذ في جامعة مرمرة: "السلام عليكم شيخنا الفاضل: حققنا كتابًا في تعليم لهجة أهل الشام للأتراك قبل ستة قرون، نهديكم ونوصل إلى جنابكم نسخة ورقية من الكتاب في أقرب فرصة إن شاء الله، مع كل محبتي واحترامي".
***
-تعلم اللغة:
أنشدني الأخ الكريم الشيخ محمد محمود أمين الموريتاني مما يُنسب إلى الشيخ مُحِنْضْ بابه:
تعلُّمَ اللغة شرعًا فضِّلِ ... على التخلي لعبادة العلي
يُؤخذ ذا مِن قوله: (وعلما ... آدمَ الاسما)، الزمِ التعلُّما
***
-مَن يفوق الأقران:
قال الشيخ الصالح أحمد بن علي القسطلاني (559 - 636):
إذا اجتمعَتْ في المرءِ خمسُ خلائق … فقدْ عُدَّ في أقرانِهِ مُتَقدّما
حياءٌ وعِلمٌ ثمَّ جُودٌ وعِفَّةٌ … وخامسُها التَّقوى فكُنْ مُتَعلِّما
«التحفة اللطيفة في تاريخ المدينة الشريفة» (1/ 362).
***
-التاريخ بأبجد:
قال لي السيد عبدالستار بن درويش الحسني البغدادي: لرضا الهندي النقوي كتاب عنوانه: "سبائك العسجد في التاريخ بأبجد"، وللقاضي جعفر النقدي كتاب في التاريخ بأبجد لا يحضرني عنوانُه.
وللدكتور جودت القزويني مقال في مجلة البلاغ. ولا اختلاف في الباء، وهناك اختلاف في التاء القصيرة: هل تحسب ممدودة أم هاء.
قلتُ: وينظر: "مطالعات في الشعر المملوكي" للدكتور بكري شيخ أمين.
***
-شرحٌ على ابن ماجه:
كتب إلي الدكتور بلال البحر سلمه الله: على ذكر ابن ماجه في الحلقة (136) من رؤوس أقلام" وشروحه سمعتُ شيخنا القاضي محمد بن إسماعيل العَمراني -رحمه الله- يحكي أن جدَّه الحافظ محمد بن علي العمراني كان يحفظ سنن ابن ماجه، وصنَّف شرحًا حافلًا عليها نُهب في فتنة الأحباش. وهذه الفتنة كانت أيام حكم الإمام يحيى، والأحباش هم الخدم العبيد طالبوا بحقوقهم في شبه ثورة، ووقع منهم نهبٌ وتخريبٌ في صنعاء.
***
-فقيه واحد:
قال الإمام ابن رجب الحنبلي البغدادي الدمشقي (ت: 795) في كتابه «شرح حديث أبي الدرداء» (2/ 53) -من مجموع رسائله ط دار اللباب-:
«خرَّج الترمذي وابنُ ماجه من حديث ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "فقيهٌ واحدٌ أَشدُّ على الشَّيطانِ مِنْ ألفِ عابدٍ"».
فقلتُ:
أتانا عن الهادي الأمين مقالةٌ ... تبيّنُ أنَّ العلمَ أسنى المقاصدِ
وأنَّ فقيهًا واحدًا ذا معارفٍ ... أشدُّ على الشيطان مِنْ ألفِ عابدِ
دبي: الجمعة (26) مِن جمادى الآخرة (1446) = (27/ 12 / 2024م).
***
-فتجمل:
حدثني الشيخ الدكتور عمر بن محمود السامرائي قال: سمعتُ من شيخنا الشيخ أيوب الخطيب في مجلس الدرس في سامراء:
وإذا دُعيتَ لأمر شرٍّ فاتئدْ ... وإذا دُعيتَ إلى المكارم فاعجلِ
استغنِ ما أغناك ربُّك بالغنى ... وإذا تصبك خصاصةٌ فتحملِ
وقال الشيخ أيوب هنا: والأحسنُ: فتجمّل.
قلت: والبيتان لعبد قيس بن خفاف من قصيدة مذكورة في «المفضليات» (ص: 383-385)، والبيت الأول هنا مركب من شطرين في بيتين هناك، مع فرق فيه، ولفظ (فتحمل) جاء بالحاء، وجاء بالجيم. وهذا نص القصيدة وهي حكمية مفيدة:
"أجبيل إن أباك كارب يومه … فإذا دُعيت إلى العظائم فاعجلِ
أوصيك إيصاء امرئ لك ناصح … طبنٍ بريب الدهر غير مغفلِ
الله فاتقه وأوف بنذره … وإذا حلفت مماريًا فتحللِ
والضيف أكرمه فإن مبيته … حق ولا تك لعنة للنزلِ
واعلمْ بأن الضيف مخبر أهله … بمبيت ليلته وإن لم يُسألِ
ودع القوارص للصديق وغيره … كي لا يروك من اللئام العزلِ
وصل المواصل ما صفا لك ودُّه … واحذر حبال الخائن المتبدلِ
واترك محل السوء لا تحلل به … وإذا نبا بك منزلٌ فتحولِ
دار الهوان لمن رآها داره … أفراحلٌ عنها كمن لم يرحلِ
وإذا هممت بأمر شر فاتئد … وإذا هممتَ بأمر خير فافعلِ
وإذا أتتك من العدو قوارص … فاقرص كذاك ولا تقل لم أفعلِ
وإذا افتقرت فلا تكن متخشعًا … ترجو الفواضل عند غير المفضلِ
وإذا لقيت القوم فاضرب فيهم … حتى يروك طلاء أجرب مهملِ
واستغن ما أغناك ربك بالغنى … وإذا تصبك خصاصة فتجملِ
واستأن حلمك في أمورك كلها … وإذا عزمت على الهوى فتوكلِ
وإذا تشاجر في فؤادك مرة … أمران فاعمدْ للأعف الأجملِ
وإذا لقيت الباهشين إلى الندى … غبرًا أكفهم بقاع ممحلِ
فأعنهمُ وايسر بما يسروا به … وإذا همُ نزلوا بضنكٍ فانزلِ"
***
-العلم والتثبت:
جاء في «جامع بيان العلم وفضله» (2/ 842):
«قال الراجز:
فإن جهلتَ ما سُئلت عنهُ … ولم يكن عندك علم منهُ
فلا تقل فيه بغير فهم … إنّ الخطأ مزر بأهل العلم
وقل إذا أعياك ذاك الأمرُ … ما لي بما تسأل عنه خبرُ
فذاك شطر العلم عن [كذا، ولعلها: عند] العلما … كذاك ما زالتْ تقولُ الحكما
وقال غيرُه:
إذا ما قتلتَ الأمرَ علمًا فقلْ به … وإياك والأمرَ الذي أنت جاهله».
***
-الشام:
قال سلطان العلماء العز بن عبد السلام في "ترغيب أهل الإسلام في سكنى الشام":
"دلَّت الأدلة على أنَّ دمشق خير بلاد الشام؛ فلذلك أخبر السلف، وشاهد الخلف أن من ملك دمشق من ملوك الإسلام، فبسط على أهلها الفضل، ونشر فيهم العدل، فإنَّ النصر ينزل عليه من السماء، مع ما يحصل له من الودِّ في قلوب الأبرار، والأولياء والأخيار والعلماء، ومع ما يلقيه الله تعالى من الرعب في قلوب الأضداد والأعداء.
ومَنْ عاملَهم من ملوك الإسلام بخلاف ذلك، فأحلَّ به شيئًا من الضراء، وأنزل بهم نوعًا من البأساء، أو أخذهم بالجبروت والكبرياء، فإنَّ الله تعالى لا يمهله، ولا يهمله، بل يعاجلُه باستلاب ملكه في حياتِه، أو بإلقائه في أنواع البلاء، وأبواب الشقاء؛ وذلك أنهم في كفالة رب الأرض والسماء، كما أخبر به خاتم الأنبياء .
وكيف لا يكون كذلك، وقد اتصلت أذيته بالأبدال، وهم أكابر الأولياء، لقول علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه: لا تسبوا أهل الشام، وسبوا ظلمتهم".
الحديث أخرجه الحاكم في "المستدرك"، وصحّحه، وأقرَّه الذهبي.
د. إياد الطباع.
***
منوعات
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع
مواضيع لنفس المؤلف
مواضيع ذات صلة