جريمة الأبتزاز الالكتروني وكيفية التعامل معها والتصدي لها الجزء الاول
المحامية ندى عبد صالح الحديدي | Lawyer Nada Abd Saleh Alhadidi
22/12/2022 القراءات: 1988
جريمة الأبتزاز الالكتروني وكيفية التعامل معها والتصدي لها
منذ أن دخلت وسائل التواصل الاجتماعي إلى البلاد واصبح التواصل متاح على نطاق واسع بين الافراد مما آدى الى انتشار جرائم الابتزاز الإلكتروني بشكل واسع وتطوّرت مع مرور الوقت وخرجت منها عصابات منظمة، حيث يمكن لهذه العصابات ان تنتشر بصورة متزايدة وتتمادى في عملها في حالة ضعف تطبيق القانون الرادع لهم والتعامل غير الحازم مع هذه القضايا وعدم إيجاد تشريعات قانونية مجدية وحديثة مع التطور التكنولوجي الحاصل، وإضافة إلى ضعف القانون، يرى مختصون أن انتشار البطالة والفقر وعدم الاستقرار قد ساعد على ارتكاب مثل هذه الجرائم، إذ أن ما يحدث من جرائم في كل المجالات، هو تعبير جلي عن الواقع السياسي بالبلاد الذي يشهد تراجعًا في القضاء على البطالة وتقديم الخدمات والتنمية وفرص العمل، ودائمًا ما يعتبر الابتزاز الإلكتروني هو مصدر لجني الأموال من الضحية أو محاولة لملئ الفراغ الذي يمر به الشباب.
لذا فأن أستمرار التكنولوجيا في التقدم بسرعة، وغياب تكبيق بعض القوانين الرادعه ادى الى انتشار الأشكال المختلفة للجريمة عبر الإنترنت من بينها جريمة الابتزاز الإلكتروني، والتي الغاية من ارتكابها هي المطالبة بالمال أو المعلومات أو المكاسب الأخرى من الأشخاص اوالشركات من خلال التهديد بنشر أمور خاصة أو مخزية وبيانات سرية على وسائل التواصل الاجتماعي وبالتالي تتعرض حياة الفرد للخطر..
فالابتزاز الإلكتروني: عملية تهديد وترهيب للضحية بنشر صور أو مقاطع فيديو أو تسريب معلومات سرية خاصة بالنسبة للضحية، مقابل دفع مبالغ مالية أو استغلال الضحية للقيام بأعمال غير مشروعة لصالح المبتزين كالإفصاح بمعلومات سرية خاصة بجهة العمل او اجبار الضحية على عمل فعل غير مشروع أو غيرها من الأعمال غير القانونية..
وعادة ما يتم تصيد الضحايا عن طريق برامج التواصل الاجتماعي او البريد الإلكتروني نظرًا لانتشارهم الواسع واستخدامهم الكبير من قبل جميع فئات المجتمع..
ولا ننسى بأن جريمة الأبتزاز الالكتروني يمكن أن يحدث أيضًا عندما يرسل الضحايا أنفسهم (بالتراضي) بحسن النية صورهم ومقاطع الفيديو الخاصة بهم إلى الآخرين بسبب منح الثقة الزائدة في المقابل (بما في ذلك الأصدقاء أو الشركاء الحميمون)، والذين بدورهم يضمرون سوء النية ويستخدمون المحتوى لغرض تهديد الضحية والحصول على شيء ما بالقوة في المقابل..
فالطريقة التي تبدأ بها عملية الأبتزازغالبًا تبدأ العملية عن طريق إقامة علاقة صداقة مع الشخص المستهدف، او اي نوع اخر من العلاقات ثم يتم الانتقال إلى مرحلة التواصل عن طريق برامج المحادثات المرئية (مكالمات الفيديو)،او المحادثات الكتابية ليقوم بعد ذلك المبتز باستدراج الضحية وتسجيل المحادثة او اخذ لقطات شاشة لها والتي تحتوي على محتوى مسيء وفاضح للضحية،او امور اخرى ثم يقوم أخيراً بتهديده وابتزازه بطلب تحويل مبالغ مالية أو تسريب معلومات سرية، وقد تصل درجة الابتزاز في بعض الحالات إلى إسناد أوامر مخلة بالشرف والأعراف والتقاليد مستغلاً بذلك استسلام الضحية وجهلة بالأساليب المتبعة للتعامل مع مثل هذه الحالات.
لذا في حالة التعرض للأبتزاز الالكتروني يجب عدم التواصل مع الشخص المبتز، حتى عند التعرض للضغوطات الشديدة من قبله وعدم تحويل أي مبالغ مالية، أو الإفصاح عن رقم البطاقة البنكية الخاصة وكذلك عدم التجاوب معه والافصاح عن معلومات سرية خاصة وتجنب المشادات مع المبتز وعدم تهديده بالشرطة، وقم بالإبلاغ بصورة سرؤة عن المبتز عند وقوع الحادثة مباشرة لدى الجهات المختصة..
قم بتخزين المحتوى الذي تم إبتزازك به، أو أي محتوى شخصي وحساس آخر، في مكان آمن ومضمون لا يمكن الوصول إليه أو اختراقه. لا تحذف المحتوى ولا رسائل التهديد، إذ أن حذف الأدلة التي يمكن استخدامها لإدانة المجرمين وبحذف الإدلة تسمح لهم بأن يكونوا المالك الوحيد للمحتوى.
يتبع الجزء الثاني للمقال=>
#كورونا #حماية_الأفراد #جريمة_الابتزاز_الالكتروني #التواصل_الاجتماعي #مكافحة_الابتزاز #ندى_الحديدي
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع
مواضيع لنفس المؤلف
مواضيع ذات صلة