مدونة الحاج عبدي


قصر الاغواط العتيق وملحقاته

الحاج عبدي | Elhadj abdi


02/01/2020 القراءات: 3119  



تعد منطقة الاغواط من بين المناطق الواقعة في منطقة الأطلس الصحراوي ، الزاخرة بمخلفات أثرية تعود إلى فترة ما قبل التاريخ وتدل هذه الآثار على أن المنطقة عرفت استقرارا بشريا ، وحركة فنية راقية منذ وقت مبكر . وتتمثل هذه البقايا في الصناعات الحجرية العائدة إلى العصر الحجري الحديث ، وفي تلك الرسومات والمغارات التي اتخذها إنسان ذلك العهد كملجأ يأوي إليها. أما في العهد الروماني ، فتتحدث بعض المراجع عن هجرة بعض القبائل من المناطق المستعمرة في اتجاه الصحراء ، حيث كانت تقطن بالأماكن الصالحة للاستقرار مجموعات بشرية تعرف بذات الوجوه المحروقة أو ذات البشرة السمراء ، وتقوم بصناعة أدوات حجرية بدائية على غرار ما كان يصنعه إنسان العصر الحجري. وقد ذكر الرحالة ابن الدين الاغواطي في رحلته المشهورة وجود أثار مدينة قديمة ، قال الرحالة " وتوجد شرقي الاغواط أثار بلدة قديمة كان أمراؤها مسيحين ، والى هذه الايام يرى المشاهد كثيرا من النقوش في هذه الاثار" وقد يكون قصد ه بالمسحيين الرومان الذي رجح كثير من المؤرخين أنها عرفوا المنطقة و إستدلوا باللقى الاثرية التي عثروا عليها بالمدينة منها ما تم العثور عليه في سنة 1857م وعلى مقربة من الحصن المعروف بحصن مورند (Morand)قلعة علدالله سابقا، المتمثل في قطعـة برونزية مؤرخـة ما بين308م-312م، تعود هذه القطعة إلى حكم الإمبراطور ماكسنيوس وهي تحمل صورة شخص جالس في معبد يقوم على ستة أعمدة ، ويلتف حوله شريط كتابي يحمل العبارات التالية: "CONSERV.VRB.SVAE. " إلى "محافظ مدينته "، وكذا العثور على جرتين رومانيتن ،وومما يعزز هذا الطرح مايتناقله السكان بشأن وجود بناء تحت الأرض مشيد بالحجارة الضخمة مجهول المكان حاليا. إن هذه المعطيات ليست حججا تثبت استيطان الرومان بقدر ما تدل على أنهم عرفوا تلك الأماكن ، وجابوها أثناء الحملات المتكررة التي كانوا يشنونها بالمناطق الصحراوية ، كان الغرض منها إخماد ثورات الأهالي الموجودين بالمناطق الداخلية الذين لم يتشربوا الحضارة الرومانية بل وقفوا موقفا عدائيا من الرومان من جهة ، والسيطرة على تجارة الصحراء واستغلال خيراتها من جهة أخرى، وهكذا يستخلص أن الرومان لم يعبؤوا بسكان تلك المناطق مثلما فعلوه مع القبائل المتنقلة ، إلا لأمرين: أولها يتمثل في وضع حد لحملات تلك القبائل على مستعمراتهم بالشمال ، وثانيها حتى يتمكنوا من السيطرة على الطرق التجارية المارة من هناك. المنطقة في العهد الإسلامي :(من الفتح إلى القرنين 11ه-12ه/17م-18م): إن المعلومات حول المنطقة أثناء الفترة الإسـلامية ، خاصة القرون الأولى منها ، جد شحيحة ، وكل ما أوردته المصادر من أحداث خلال فترة الفتوحات يتسم بالعموميات ، ويكاد يغلب عليها الطابع القصصي والمبالغة غير أنه ليس من المستبعد أن تكون المنطقة محور الدراسة من بين الأماكن التي وطأتها أقدام المسلمين آنذاك . والجدير بالذكر ، أن المنطقة وقتذاك كانت آهـلة بالسكان ، حيث كـان يوجد بها فروع من قبيلة مغراوة الزناتية . تعيش هذه القبائل على الزراعة واتخذت من قمم الجبـال بيوتا لحماية أرواحهم ومواشيهم ،ولقد اعتنقت هذه القبائل الإسلام بعد الفتح وأيدته وناصرته بكل صدق وإخلاص ، مثل سائر القبائل البربرية بالمغرب . فكانوا عدة العرب في رحلتهم وطليعة جندهم وأعانوهم في دحض شوكة الرومان ، ويعتقد ، حسب رأي أحد الباحثين ، أن هذا الدين لم يترك بصماته عليها إلا بعد نزوح بني هلال خلال القرن الخامس الهجري/11م.


الاغواط- الاطلس الصحراوي-ماقبل التاريخ-العصر الحجري الحديث-اصحاب البشرة السمراء


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع