مسألة لغوية للنقاش - جوهرة الكمال
لخضر بن عيسى ذيب | lakhdar dib
17/02/2021 القراءات: 5686
جوهرة الكمال : الطريقة التيجانية
اللهم صل وسلم على عين الرحمـة الربانية ، والياقوتة المتحققة الحائطة بمركـز الفهوم والمعاني ، ونور الأكوان المتكونة الآدمي صاحب الحق الرباني البرق الأسطع بمزون الأرياح المـائلة لكل متعـرض من البحور والأواني ونورك اللامع الذي ملأت به كونك الحائط بأمكنة المكاني ، اللهم صل وسلم على عين الحق التي تتجلى منها عروش الحقائق ، عين المعارف الأقوم صراطك التام الأسقم ، اللهم صل على طلعة الحق بالحق ، الكنز الأعظم ، إفاضتك منك إليك ، إحاطة النور المطلسم صلى الله عليه وسلم ، وعلى آله صلاة تعرفنا بها إياه.
د. حيدر عيدروس علي " صلاة الفاتح تحت المجهر"
يقول :
جوهرة الكمال صيغة من صيغ الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، وقد وقفت في لفظها على جملة غير مستقيمة، هي: ((...عين المعارف الأقوم؛ صراطك التام الأسقم...))، فما أعرف للأسقم معنى غير منتهى السقم، وعلى هذا المعنى تكون الجملة سقيمة جدا، فإن قصد القائل أن لفظ الأسقم مشتق من الاستقامة فقد جاء بقول لم يسبقه إليه أحد من العارفين بلغة العرب.
الشيخ عمر مسعود محمد التجاني يقول :
إن اسم التفضيل يجوز صوغه من الثلاثي المزيد فيه ( خلافاً للمشهور بأنه لا يصاغ إلا من الثلاثي المجرد وهو ظاهر كلام ابن مالك في التسهيل ونقله الرضي عن الأخفش والمبرد كما في الكفاية وقال صاحب الوافية أنه يجوز صوغه من الثلاثي المزيد فيه وأن ذلك غير الغالب وقال المرادي يجوز صوغه من الثلاثي المزيد فيه قياساً مطلقاً وهو مذهب سيبويه والمحقتين من أصحابه وقال في شرح شواهد الرضي عند قول حسان : أرخاهما للمفصل وأرخاهما أفعل تفضيل من أرخى المزيد فيه وهو سماعي عند قوم مقيس عند آخرين .
وقال في التصريح : أجاز بناءه من الثلاثي المزيد فيه الجاري مجرى المجرد ابن السراج وطائفة.
واستقام ثلاثي مزيد فيه جار مجرى المجرد لآن الوصف منه (قويم ) وقال في القاموس : وما أقومه شاذ.
قد اتفق الأئمة على أن ما جاز في التعجب يجوز في التفضيل اطرادا وشذوذاً.
وقاعدة حذف الزائد وإبقاء الأصل في صوغ اسم التفضيل من الثلاثي المزيد فيه قاعدة اغلبيه وإلا فقد حذف الأصل وأبقى الزائد في مثل (أمكنة ) فإنها جمع (مكان ) وحق الجمع أكونة لكن حذف الأصل وأبقى الزائد
وأما إنكار التنظير بين (الأسقم ) وبين ( أمكنة ) فلا يلتفت إليه وحو عجيب من منكريه وذلك أن الجمع يرد الأشياء إلى أصولها وكذلك المزيد فيه إذا صيغ منه اسم التفضيل فهذا وجه التنظير.
على أن القصد إلى السجع من مجوزات الخروج عن القياس عند جماعة من علماء اللغة ونص عليه أبو هلال العسكري في مبحث السجع من كتاب (الصناعتين ) وذكر من شواهده قوله صلى الله عليه وسلم : ( أعيذه من السامة والهامة وكل عين لامة ) فعدل عن (ملمة ) وهو قياس اسم الفاعل من (ألم ) إلى (لامة ) محافظة علن السجع وكذلك قوله عليه الصلاة والسلام : (ارجعن مأزورات غير مأجورات ) والقياس موزورات من الوزر .
وعليه فاشتقاق الأسقم من (استقام ) من هذا الوجه معلوم من اللغة العربية وتكرار لفظ الأقوم ليس هو الأقوم .
هل من رأي لغوي علمي ؟
الطريقة - التيجانية
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع
نفعنا الله بعلم العالم الجليل البروف الشيخ عمر مسعود التجاني - أحسنت النشر