أزمة العقد النفسية وعلاجها
د. محمد سلامة غنيم | Dr. Mohammed Salama Ghonaim
16/10/2021 القراءات: 4123
قد يمر الفرد ببعض الخبرات في حياته صغيراً، فتترسب في شخصية مكونة بعض العقد النفسية بمرور الوقت، ومع التكرار تصير طبائع من مكونات شخصيته، وبالتالي يصعب تعديلها أو علاجها.
ولا يؤثر في تلك الرواسب النفسية علم أو فقه أو برهان، وكما قيل التربية في الصغر كالنقش علي الحجر، والتعليم في الكبر كالنقش علي الماء.
فما الذي حمل فرعون علي اضطهاد بني اسرائيل وتعذيبهم وقتل نسلهم؟! سوي العظمة، حتي ادعي الألوهية، رغم ما رأي من آيات ربه علي يد موسي عليه السلام، وعلمه بما عليه موسي وأخيه من الحق، الذي لم يصدع به إلا عندما أدركه الغرق وتيقن الهلاك.
وما زعماء قريش منه ببعيد، وغيرهم الكثير والكثير ممن عانت منهم البشرية كهتلر وغيره، واليهود علي مر العصور بما يتلقونه من تعاليم التلمود والتوراة المحرفة، من كونهم شعب الله المختار، وأن الأمميين هم الحمير الذين خلقهم الله لخدمة شعبه المختار، فكل الجرائم التي يندي لها الجبين وتأسف لها الانسانية إنما انبثقت من مثل هذه المعتقدات، التي ربوا عليها صغاراً فتكونت في شخصياتهم.
وقد عاصرنا من أهل الفضل الذين تظهر عليهم الاستقامة واتباع السنة، وبمعاشرتهم وجدنا من الحاسد، ومن يعاني من مركب النقص، وفيهم المغرور، ومن تملكته شهوة المال أو الجنس ، فحملتهم مثل تلك الأمراض النفسية علي ارتكاب بعض الأخلاق المذمومة التي أمر الشرع باجتنابها، وحث العرف عل عدم اتيانها، كل ذلك من اجل اشباع خلق مرذول تطبعت نفوسهم به، وتكون في شخصياتهم.
ولا يمكن علاج تلك الطبائع الا بإيمان قوي وتسليم وانقياد لله تعالي، مع زهد في الدنيا وطمع في الاخرة، ولا يتحصل ذلك إلا بصحبة الاخيار وملازمة الصالحين، وتدبر القرآن ، ودراسة سير الصالحين، والتزام دروس الزهد والرقائق.
التربية السوية
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع
مواضيع لنفس المؤلف
مواضيع ذات صلة