غروروكبرياء.
آمال فهيم مرعى | Amal fahem Maree
11/08/2023 القراءات: 1179
الغرور والكبرياء
نسير في تلك الدنيا مثل أوراق الشجر تحركها الرياح كيف تشاء تارة تعصف بها وتارة تلاطفها الأجواء لا ندري كيف وصلنا إلى هذا الحال؟ ولا نعلم إلى أين ينتهي بنا المطاف ؟ نقابل أناس فنغتر بهم ونراهم كأنهم نجوم لامعة في السماء وفجأة تعصف بنا الرياح ونصعد إلى ما فوق تلك النجوم ونقترب منها فنجد الحقيقة المؤلمة التي كشفت لنا زيف هؤلاء البراقين الخادعين ونجد أنه نار تحرق من يقترب منها نار محترقة وليس بريق نور فلا نجد ولا نشعر إلا بالألم في قلوبنا لأننا ما زلنا انقياء نغتر ببشر نظنهم أوفياء و يا ألم القلوب عندما نعلم حقيقة قوم يلعبون بصفاء الآخرين ويأخذون من طموحهم وبراءتهم سبيلاً لأنفسهم ولم يبالوا بقلوب هؤلاء الأبرياء عندما يعلمون الحقيقة ،وأي حقيقة؟ كم كنت اتمنى ان تكون كذبة وزيف مفترى حتى نحفظ القدوة مكانتهم فيظلوا في نفوسنا نجوم السماء،
آه من رياح الأيام وأحداثها تارة تعلو بنا فوق السحاب وتارة تخسف في ظلمات قاع الأرض فتشعر بالضيق والضجر .
فمنذ أيام كنت أسير في دنيا الحياة وكأني بطائر يطير في السماء ليلا ونهارا يتمتع بأجواء الصفاء والنقاء التي تزين السماء فالشمس تضيء الدنيا نهاراً ونبعث طاقة وقوة للجميع وبحرارتها تنشر الدفء وتنشر النشاط والقوة، حين يأتي وقت الغروب وكل الطيور تهدأ وتستكين والبشر ساكنون ءامنون يهل علينا القمر ينير الدنيا والنجوم لامعة من حوله إلى أن جاء يوم اشتدت الشمس في لهيبها وكادت الطيور أن تختنق ولكنها حاولت أن تعافر وتصارع الريح إلى أن اقترب ظهور القمر فعادت للطيور طاقتها وسارعت لتحلق نحو القمر لتتقوى بنوره وصفاء جوهره ولكن يا ويح تلك الطيور و يا أسفا لما وجدت في جوهره فعندما اقتربت منه وجدت في قلبه سواد حالك وصخور قاسية وشقوق غادرة وتقتل من يسقط بين الشقين فبكت العيون وتصدعت القلوب أسفا على تلك الأناس الذين تصوروا في نفوسنا وكأنهم شمس وقمر في ظلمات الحياة بكت القلوب قبل العيون على قدوة تمزقت مع عاصفة هبت واخذت بالصغار ليعرفوا أموراً لو ظلت غائبة عنهم لما تخلل إلى قلوبهم الانكسار.
تلك هي صورة الحياة أشخاص نجعلهم قدوة ونعطيهم مكانة عالية في سماء قلوبنا وعقولنا كأنهم شمس وقمر في سماء الدنيا وعندما نقترب منهم نكتشف الحقائق أكثر من اللازم نجد حقيقة مؤلمة كحقيقة لهيب الشمس المحرق وصخور القمر القاسية فما يصيب نفوسنا الا انكسار وانعدام الثقة في نفوسنا قبل انعدامها في الآخرين . يا أسفا على تلك الحياة سعيداً من ينظر إليها من بعيد ليتني تعود بي الايام ولم انجرف في طيار دنيا العلوم .اسفت لك يا قلبي فإني بغدر الحياة جاهل اسفت لنفسي فاني بمكر البشر لست بصير اسفت لروحي التي تعلقت بدنيا ما فيها صفاء إلا بغرور وكبرياء
يا من تقرا تلك الخاطرة النثرية فضلا ما رايك فيما قرات؟
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع