مدونة الدكتور طلال ناظم الزهيري
مناهج وطرق البحث العلمي في مجال المعلومات و المكتبات
الدكتور طلال ناظم الزهيري | Talal Nadhum Azzuhairi
24/05/2023 القراءات: 2489
يعد مجال المكتبات وعلوم المعلومات من المجالات العلمية التي تتداخل فيها أساليب ومناهج البحث العلمي، وذلك بسبب الإرتباط المنطقي بين النظرية التي تدخل ضمن مساحة علم المعلومات، وبين تطبيقاتها التي تدخل في ميدان عمل مؤسسات المكتبات. وعليه يمكن ان يتم استخدام منهاج متعددة للبحث العلمي لدراسة مختلف جوانب خدمات المكتبات وانواعها والمستفيدين منها، فضلا عن سلوك المعلومات و استرجاع المعلومات وإدارة المعلومات. وفيما يلي ملخصًا لبعض المناهج و الطرق شائعة الإستخدام للبحث العلمي في هذا المجال:
المنهج الاستقصائي (المسحي) : يعد من المناهج الذي يعتمد على استخدام المسوحات بشكل متكرر في جمع البيانات حول تفضيلات المستخدمين وسلوكياتهم ومستويات رضاهم. ويمكن إجراء الاستطلاعات من خلال الاستبيانات أو النماذج عبر الإنترنت أو المقابلات، غالبا ما يتم تطبيق هذا المنهج للوصول الى رؤى حول احتياجات المستخدم وعادات البحث عن المعلومات والمواقف تجاه خدمات المكتبة.
المنهج الوصفي : منهجية بحث تستخدم لوصف وتفسير خصائص أو سلوك ظاهرة معينة أو مجموعة من الناس أو حدث معين. يركز على تقديم وصف مفصل ودقيق لما يتم ملاحظته أو دراسته، دون محاولة شرح أو معالجة المتغيرات المعنية. في مجال المكتبات والمعلومات، غالبًا ما تُستخدم الطريقة الوصفية لدراسة ووصف الجوانب المختلفة للمكتبات أو مصادر المعلومات أو المستخدمين أو سلوكيات البحث عن المعلومات. يتضمن جمع وتحليل البيانات لتوفير حساب مفصل ودقيق للخصائص والأنماط والاتجاهات داخل المكتبة وبيئة المعلومات.
المنهج الإستقرائي: هو نهج بحثي يتضمن الاستدلال من الملاحظات المحددة إلى التعميمات والنظريات الأوسع. يرتبط عادةً بالبحث النوعي ويستخدم لتوليد نظريات أو فرضيات جديدة بناءً على البيانات الناتجة عن العمليات التجريبية.
البحث القائمة على الملاحظة: تُستخدم طرق البحث القائمة على الملاحظة لدراسة سلوكيات المستخدم وتفاعلاته داخل المكتبة. قد يتضمن ذلك ملاحظة مباشرة لأنشطة المستخدمين، أو تفاعلاتهم مع موارد المكتبة، أو تتبع سلوكياتهم في البحث عن المعلومات.
تحليل المحتوى: يتم استخدام منهج تحليل المحتوى لفحص وتحليل المواد المكتوبة أو المسجلة، مثل مواقع المكتبات أو سجلات الفهرس أو المحتوى الذي ينشئه المستخدم. يساعد هذا المنهج الباحثين على اكتساب رؤى حول تمثيل المعلومات والاتجاهات والأنماط في مجموعات المكتبات أو المحتوى الذي ينشئه المستخدم.
دراسات الحالة: غالبًا ما تُستخدم دراسات الحالة في أبحاث المكتبات والمعلومات للتحقيق في مكتبات معينة أو برامج مكتبية أو أنظمة معلومات. يمكن للباحثين إجراء تحليلات متعمقة لخدمات مكتبة معينة، أو تنفيذ تقنيات جديدة، أو تجارب المستخدم في سياق معين. توفر دراسات الحالة معلومات مركزة و غنية ويمكن أن تولد رؤى عملية.
قابلية الإستخدام: يتضمن إختبار قابلية الإستخدام تقييم قابلية إستخدام وفعالية واجهات نظم ادارة المكتبات أو مواقع الويب أو أنظمة المعلومات. من وجهة نظر المستخدمين، حيث يُجري الباحثون اختبارات المستخدم ويجمعون البيانات حول تفاعلات المستخدمين، وردود الفعل، والصعوبات التي تواجههم أثناء استخدام موارد المكتبة أو واجهاتها. يساعد اختبار قابلية الاستخدام في تحسين تصميم وتجربة المستخدم لأنظمة المكتبات.
التحليل الببليومتري: تتضمن القياسات الببليومترية تحليل الأنماط والعلاقات داخل البيانات الببليوغرافية، مثل عدد الاقتباسات أو أنماط التأليف أو عوامل تأثير المجلة. قد يستخدم الباحثون الأساليب الببليومترية لتقييم التأثير العلمي للمنشورات البحثية، أو تحديد المؤلفين أو المجلات المؤثرة، أو تتبع اتجاهات البحث في المجال.
المنهج الإثنوغرافية: يتم استخدام المناهج الإثنوغرافية بشكل متزايد في أبحاث المكتبات وعلوم المعلومات لاكتساب رؤى أعمق في السلوكيات والتفاعلات وممارسات المعلومات لمستخدمي المكتبات والمجتمعات. يساعد البحث الإثنوغرافي في تحديد احتياجات المعلومات للمستخدمين ضمن مجتمعات أو مجموعات مستخدمين محددة وفقا للاعتبارات الاثنية من خلال مراقبة الأفراد والتفاعل معهم في سياق بيئتهم الطبيعية.
البحث النوعي: يتم استخدام طرق البحث النوعي، مثل المقابلات أو مجموعات التركيز أو المناهج الإثنوغرافية، لاستكشاف احتياجات المستخدمين من المعلومات والسلوكيات والخبرات. يركز البحث النوعي على فهم السياق والمعنى والجوانب الاجتماعية للبحث عن المعلومات واستخدامها.
البحث الإجرائي: البحث الإجرائي هو نهج تعاوني يعتمد على الممارسة التعاونية بين الباحثين الذين يعملون عن كثب مع العاملين في بيئتهم المهنية، مثل المكتبيين أو مستخدمي المكتبات، لتحديد ومعالجة المشاكل أو التحديات العملية. وغالبا يهدف إلى توليد معرفة قابلة للتنفيذ وتعزيز التغيير الإيجابي داخل إعدادات المكتبة.
المنهج التجريبي: تُستخدم أحيانًا التصميمات التجريبية، بما في ذلك التجارب المباشرة وغير المباشرة، والتي تستخدم في أبحاث المعلومات و المكتبات لتقييم فعالية تدخلات أو برامج مكتبة معينة. يمكن استخدام التصميمات شبه التجريبية عندما لا يكون التوزيع العشوائي ممكنًا أو عمليًا، لكن لا يزال الباحثون يهدفون إلى إقامة علاقات السبب والنتيجة في هذا المنهج.
تنقيب البيانات واستخراج النصوص: مع تزايد توافر المجموعات الرقمية وقواعد البيانات على نطاق واسع، يتم تطبيق تقنيات التنقيب عن البيانات واستخراج النصوص في أبحاث المعلومات والمكتبات التي تتضمن الأساليب الخاصة بتحليل كميات كبيرة من البيانات لاكتشاف الأنماط أو استخراج المعرفة أو الكشف عن العلاقات المخفية داخل البيانات النصية أو المنظمة. تجدر الإشارة إلى أن طرق البحث في مجال المعلومات و المكتبات غالبًا ما تكون متعددة التخصصات، وتستند إلى مبادئ من العلوم الاجتماعية وعلوم الكمبيوتر والمجالات الأخرى ذات الصلة.
مناهج البحث العلمي، المعلومات و المكتبات، المناهج الكمية، المناهج النوعية
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع
مواضيع لنفس المؤلف
مواضيع ذات صلة