مدونة د.اعتزاز عبدالرحمن مصطفي محمداني


رؤى مستقبيلية لملامح فكر وفلسفة عمارة المسكن الشرقي ما بعد جائحة كورونا COVID-19

اعتزاز عبدالرحمن مصطفي محمداني | Dr. Eatezaz Abdelrahman Mohammedani


31/10/2020 القراءات: 4296  


العمارة هـي أم الفنون و مرآة للمجتمع بكـل قيمـه على مر الأزمان، تؤثر عليها عـدة منظومات متكاملة ، بيئية، إقتصادية، إجتماعية وغيرها، ولقد وضعت المنظومة الإقتصادية وما يعترضها من حروب وأزمات إقتصادية بصمات واضحة على فكر وفلسفة التصميم المعماري في العالم. المسكن عنصر أساسي للإرتباط بين الفرد والأسرة والوسط الاجتماعي, واليوم يعيش كلاَ منا في عزله إجتماعية بمسكنه بسبب جائحة كورونا COVID 19 ، مما وضع المعماري أمام عدة تساؤلات عن المسكن الشرقي منها هل ستتغير معايير حساب المساحات في المباني السكنية بكل أنواعها ليس على مستوى المبني بل إلى مستوى تخطيط المدن وشوارعها وأرصفتها ؟ هل سنعيد تنظيم و إضافة فراغات جديدة لممارسة بعض الأنشطة التي أصبحت تؤدى في المسكن؟ هل سنعيد معايير تصميم المجمعات و العمارات السكنية؟ سنتناول ذلك من خلال طرحنا للنقاط التالية:
- الإحتياجات الوظيفية في المسكن:
مع تغير ظروف العمل في ظل جائحة كورونا صارت الأعمال تؤدى في المسكن، والصلاة صارت تؤدى في المسكن كذلك، لابد من تخصيص حيزات فراغية تستخدم كمصلى لأفراد الأسرة أو لممارسة النشاط المكتبي ، بالإضافة إلى تخصيص حيز للأنشطة الترفيهية .
- مساحات الفراغات السكنية بالرغم من تقليل مساحات المسكن في مدننا العربية فى الآونة الأخيرة، إلا أن هنالك مساحات غيرمستغلة كأسطح المباني و يمكن أن تستغل كأسطح خضراء لأغراض ترفيهية علاوة على تأثيرها في تقليل درجة حرارة المبني . كما أن مساحة وعدد الفراغات المخصصة لإستقبال الضيوف في المسكن والتي تتفاوت مساحتها من مسكن لآخر وقد تتجاوز نسبتها إلى أكثر من 25% من المساحة المبنية ، وبالمقابل نجد أن مساحة فراغ المعيشة صغير بالمقارنة مع مساحة الصالون ولا يفئ بمتطلبات الأسرة .
- تنظيم وترتيب فراغات المسكن :
يرتبط تنظيم الفراغات في المسكن بالعوامل الإجتماعية الثقافية للأسرة كالخصوصية ، العادات و التقاليد، والقيم الأسلامية، كما أن توجيها يرتبط بالعوامل البيئية لتحقيق التهوية والإضاءة المطلوبة الأثاثات والتشطيبات الداخلية لفراغات المسكن تعزيز الإهتمام بالجانب الصحي بوضع مغسلة للأيدي عند مدخل المسكن ، والتوجه نحو المواد الذكية كالطلاءات النانوتكنلوجية المضادة للميكروبات لفراغات المسكن الداخلية والتي يسهل غسلها. كما أن إستخدام الأثاثات المتعددة الإستخدام، ذات الأسطح الغير مزخرفة لمنع تراكم الأوساخ والميكروبات لتتناسب مع الأنشطة المختلفة في المساحات الصغيرة.
- توجية الفراغات وربطها بالخارج
لعل ما دعت إليه العمارة المستدامة في الحقبة الزمنية الأخيرة الإهتمام بالجانب الصحي عند تخطيط وتصميم الأحياء السكنية ،إذ يمكننا من خلال المباني أن نساعد على تحسين الأوضاع الصحية للسكان في حالة الأمراض والأوبئة الخطيرة بتحقيق إنفتاح المباني للخارج من خلال الأفنية والشرفات لتسمح بتجديد و إستمرارية الهواء الطلق، والتوجه إلى إستخدام الفناء الداخلي سواء مسقوف أو غير مسقوف لما يحققه من بعد إجتماعي .
أمن وأمان المبني السكني:
لابد أن نضع إعتباراَ خاصاَ لأمان المسكن من النواحي البيئية كإضافة حيز تهيئة أو لتعقيم السكان في المدخل خصوصاَ في العمارات السكنية ، وابتكار تقنيات ذكية تقليل من لمس الأسطح. فالتحدى الذي توجهه جائحة كورونا للحضارة الإنسانية ببرمتها تستدعي المعماريين ومصممي البيئة في جميع أنحاء العالم لوضع سيناريوهات إيجابية مبتكره تضع توجهات حديثة لممارسة الأنشطة اليومية بمرونة في المساكن و نشير إلى أن العمارة الإسلامية سابقة في تصميم مساكن ذات أبعاد إنسانية ،بيئية و وظيفية تخدم راحة الانسان.
 
د / إعتزاز عبد الرحمن محمداني [email protected]


فلسفة وملامح المسكن ، جائحة كورونا، تنظيم فراغات المسكن


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع