مدونة د. محمد كاظم حسين الفتلاوي


عوامل نشوء المناهج التفسيرية للقرآن الكريم

محمد كاظم حسين الفتلاوي | Mohammad


12/02/2025 القراءات: 20  



عوامل نشوء المناهج التفسيرية أ.د. محمد كاظم حسين الفتلاوي جامعة الكوفة / كلية التربية لكل علم أسباب أدت الى نشوئه وبلورته كعلم مستقل، ومنه المناهج التفسيرية التي راجت في العصر الحديث كدرس علمي آخذ بالاستقلال كعلم من علوم القرآن الكريم، ومن العوامل الرئيسة التي أدت الى نشوء المناهج التفسيرية: 1- ترابط الآيات القرآنية: بحيث أن بعضها يفسر بعض، وهذا أدى إلى ظهور منهج تفسير القرآن بالقرآن. 2- الأمر باتباع الرسول في تفسير القرآن: لأنه المبين له وهذا كان سبب في نشوء تفسير القرآن بالروايات. 3- معتقد المفسر: حيث لجأت كل فرقة لتصحيح معتقدها إلى القرآن؛ كما نرى في مسألة الجبر والتفويض ومسألة الشفاعة. 4- الاعتماد على الآراء الشخصية: طبقاً للمصالح الشخصية وهذا كوّن ما يعرف بتفسير الرأي. 5- نفوذ الأفكار غير الإسلامية: بسبب حركة الترجمة للكتب اليونانية وغيرها وهذا سبب في نمو العلوم التجريبية والعقلية. 6- اختلاف المصادر والادوات: بعض المفسرين مال الى العقل واتجه إلى المنهج العقلي والبعض اتجه الى النقل واعتمد عليه. 7- الاتجاهات العصرية للمفسر: الرغبة والحاجة تلجأ المفسر إلى اتخاذ طابع في تفسيره يناسب الاتجاه المعاصر في زمنه كمن يعيش في بلد تكون الحاجة ماسة للمسائل الأخلاقية والتربوية وقد يتجه المفسر إلى الاتجاه الاجتماعي لحل مشاكلها. 8- تخصص المفسر: ميل المفسر الى تخصصه العلمي ورغبته في علم من العلوم يكون أثر ذلك العلم واضحاً في تفسيره، فقد يكتب أحد المفسّرين تفسيراً أدبياً بسبب تخصصه في العلوم الأدبية، وربّما يكون تخصصه في الكلام فيترك تفسيراً كلاماً، وقد يكون المفسر مولعاً بالعلوم التجريبية فيكون تفسيرهُ ذا طابع تجريبي. 9- أسلوب الكتابة: قد يرغب بعض المفسرين باختيار اسلوب خاص في كتابة تفسيره فتتعدد التفاسير تبعاً لذلك؛ فهنالك التفسير الترتيبي، والموضوعي، والمزجي، والمختصر، والمفصّل، والجامع،..، فجميع هذه الطرق تتعلق بأسلوب الكتابة وطبيعة ذوق المفسِّر. يتضح مما سبق، إن المنهج ليس هدفاً في نفسه، ولكنه وسيلة لتحقيق الهدف والغرض المنوي الوصول إليه، ولذلك تتنوع المناهج طبقاً للأهداف والأغراض، ويختلف المنهج في المادة الواحدة، فهنالك منهج عام يأخذ به كل باحث، هو الخطوط العريضة للموضوع، وآخر خاص ينحو فيه الباحث لطريقة يراها أنها تحقق غرضه المنشود، مثلاً: المنهج العام في التفسير هو تفسير القرآن بالقرآن ثم بسنة المعصوم ثم ... الخ، وما لا نص فيه يعمل المفسر رأيه واجتهاده، وهنا يبرز منهجه الخاص فإن كان منهجه التوسع في اللغة العربية والإعراب؛ توسع في هذا الجانب، ومثله في البلاغة، والاجتماع، والأحكام الفقهية، والعلمية، وهكذا. من هنا كان الكلام على مناهج المفسرين ذا أهمية؛ لنعلم مناهجهم وطرائقهم، حتى إذا راجعنا تفسيراً لأحد المفسرين نعلم ما يتميز به ذلك التفسير، ونتعرف على منهج المؤلف حتى لا نضيع بين كثرة التفاسير.


مناهج، تفسيرية


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع