البحث مقاربة منهجية للحوار في القرآن الكريم، يروم تأسيس ثقافة الحوار وتأصيلها، وبيان خصائصها وغاياتها، مع اعتماد نماذج تطبيقية مختارة من قصص الأنبياء.
ولهذه الغاية جاء البحث متضمنا لتمهيد وأربعة فصول:
مهدت، بادئ ذي بدء، بمدخل للحوار يتناول التعريفات والمفاهيم المؤسسة للموضوع لغة وشرعا، مع ذكر أهم مرادفات كلمة "الحوار".
وفي الفصل الأول، حاولت إبراز أسلوب وخصائص ومقاصد الحوار في القرآن الكريم.
وتطرقت في الفصل الثاني لآداب الحوار التي وردت في قصة سيدنا زكرياء عليه السلام، والتي تمثلت في حسن نداءه لربه، وتأدبه في طلبه، وما كان من تهذيبه وصدق نيته.
أما الفصل الثالث، فقد تناولت فيه قصة السيدة مريم عليها السلام، مبينا ضوابط وآداب الحوار السليمة التي يجب مراعاتها حتى يكون الحوار ناجحا، ومن بينها، على سبيل المثال لا الحصر، رد الأمر إلى أصله والانطلاق من ثوابت مشتركة، والحرص على التعارف، وتحديد موضوع الحوار، كل ذلك في إطار من الهدوء، وضبط النفس، والاحترام المتبادل بين الأطراف المتحاورة.
وفي الفصل الرابع والأخير، حاولت إبراز ما ميز حوار سيدنا إبراهيم عليه السلام مع أبيه من أدب رفيع، تجلى في دعائه إياه دعاء الابن البار بوالده، ومحاورته إياه حوار الناصح المرشد الدال على الخير، مقدما له تلك النصائح، الواحدة تلو الأخرى، مدعمة بأدلة مثبتة، وذلك في قالب لطيف طيب، دونما تجريح أو غلظة في القول.
وقد ختمت بحثي بخاتمة تضمنت أهم مميزات وخصائص الحوار في القصص الثلاث الواردة في سورة مريم عليها السلام
عبدالرحمان ساغرو | Abderrahman Sarhrou | 10235