عنوان المقالة:المحافظون الجدد في أمريكا: تيـار متجدد وتأثيـر مستمـر Neo-Conservatism in USA: a renewable trend and persistent impact
البروفيسور د عبده مختار موسى | ِprof dr Abdu Mukhtar Musa Mahmoud | 2456
نوع النشر
مقال علمي
المؤلفون بالعربي
عبدهـ مختـار مـوسى
المؤلفون بالإنجليزي
Abdu Mukhtar Musa
الملخص العربي
ترى هذه الدراسة أن دراسة أي لاعب في السياسة الأمريكية مهمة جداً لكل العالم بما تملكه الولايات المتحدة الأمريكية من تأثير على المتغيرات في السياسة الدولية ولنفوذها القوي في توجيه مسار العلاقات الدولية بصورة عامة. فالقوة الأمريكية المتعددة الأبعاد لها دائما اسقاطات على دول أخرى تبعـد آلاف الأميال عن شواطئها بمنطق المصالح الحيوية (vital interests) وضرورات حماية الأمن القومي الأمريكي الذي يجعل "حدود" أمريكا ثلاثية الأبعاد (حدود جغرافيا وحدود أمن وحدود مصالح). فالمحافظون الجدد (Neo-Conservatisms) عقلية سياسية لها فلسفتها وتوجهاتها ومصالحها التي تؤثر في الواقع الدولي بصورة عميقة ومستمرة. من هنا تأتي أهمية دراسة مثل هذا التيار لما له من تأثير في منطقة الشرق الأوسط والعالم العربي مثلما له من تأثير في مناطق أخرى من العالم. شرحت الدراسة تطورات السياسة الأمريكية عبر مختلف الرؤساء من خلال (مبادئ) ينفذونها في سياق ما يعتقدون أنه "رسالة أمريكا في العالم" بأن تحمي الديمقراطية وتقود العالم الحـر. فأمريكا "البراجماتية" كانت عبر الحقب المختلفة – على اختلاف الحزب الحاكم في السلطة (جمهوري أو ديمقراطي) - ظلت أسيرة للمبادئ التي وضعها الآباء المؤسسون، مروراً بكل الحقب والرؤساء حتى عصر المحافظون الجدد. وفي سياق فلسفة المصالح (pragmatism) تبنى عددُ من الرؤساء الأمريكان مذاهب (doctrines) بحسب مقتضيات الواقع الدولي. ثم شرحت الدراسة مفهوم "المحافظون الجدد"Neo-conservatives) التي يمكن تبسيطها بالقول أنها المحافظة على قيم الولايات المتحدة المتمثلة في الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان. وهي قيم تم الالتزام بها منذ الآباء المؤسسين حتى الآن مع الاختلاف في أسلوب تطبيق هذه القيم. ثم أشارت الدراسة إلى أن المحافظون الجدد هم مجموعة سياسية أمريكية من اليمين المسيحي المتطرف تؤمن بقوة أمريكا وهيمنتها على العالم. ويمكن القول أنهم أقوى تيار يجسد مفهوم "الإمبراطورية الأمريكية" في الواقع. وقد أوضحت الدراسة أن هذا التيار – فلسفيا – يستلهم التقليديون منهم إدموند بورك Edmund Burke، ودعاة التحرر يتطلعون إلى آدم اسميث أو فريديريك هايك، والمحافظون الجدد يسترشدون بأفكار ألكسيس دو توكفيل. كما شرحت الدراسة أن "المحافظة الجديدة" هي ولسونية مع اختلاف في الوسائل. كان وودرو وِلسون، الرئيس الأمريكي (1913 – 1921)، مؤمنا بإمكانية بلوغ هدفه (نشر الديمقراطية وقيم الحرية في العالم...) عبر التعويل على قدرة الإقناع لدى المؤسسات الدولية الشبيهة بعصبة الأمم. أما المحافظون الجدد فلا يرون مثل هذا الرأي؛ فهم ميالون لجعل الديمقراطية ممكنة من خلال الإطاحة بالأنظمة الدكتاتورية التي تهدد الأمن الأمريكي والنظام العالمي باستخدام القوة العسكرية إذا أخفقت سائر الوسائل الأخرى. وينظر المحافظون الجدد للأمم المتحدة نظرة مفعمة بالشك، لذلك هم يتجاوزونها كما في حالة العراق وأفغانستان مثلاً. وأن الولايات المتحدة تبدو مؤمنة بأن القوة، لا الحق، هي التي توصل إلى الحقوق!! ويؤمن هؤلاء بضرورة نشر قيمهم – قيم الديمقراطية - حتى ولو بالقوة. ويدعو المحافظون الجدد إلى إعادة النظر في الخارطة الجيوسياسية في الشرق الأوسط على قاعدة تفكيك الدول المركزية في الوطن العربي: العراق، سوريا، السعودية، مصر ...وشرحت الدراسة كيف يتم تأثير المحافظين الجدد على العقل السياسي الأمريكي وعلى توجيه السياسة الخارجية لأمريكا بصورة عامة (مثلا من خلال مشروعاتهم المختلفة: مشروع القرن الأمريكيا PANC ، ومشروع الشرق الأوسط الجديد ومشروع الشرق الأوسط الكبير). وهي أدوات للتعامل الأمريكي مع العرب والشرق الأوسط عبر عملية الإصلاح مع مثلث الحكومات ورجال الأعمال والمجتمع المدني. إذن المحافظون هو تيار مستمر وحركة سياسية فاعلة وأفكار مؤثرة في السياسة الخارجية الأمريكية لا يمكن تجاهلها. فهم موجودون في النظام السياسي الأمريكي – في المؤسسـة the establishment - عبر الحزب الجمهوري، الذي ينتمي له معظم المحافظين حيث يتم تأثيرهم ومن خلال انتاج الأفكار في مراكز البحوث ومن خلال الإعلام وضغوط اللوبي اليهودي. هم تيار وجماعة منظمة لها فلسفتها وجذورها التاريخية وتأثيراتها في الماضي وفي الحاضر وعلى الأرجح في المستقبل – طالما أنهم يمسكون بعصب التفكير السياسي في الفكر السياسي الأمريكي المعاصر.
الملخص الانجليزي
This study contends that studying the actors in US politics is so significant for all nations in the world because the USA is so influential in world politics and enjoys considerable impact on international relations. The USA with its multi-dimensional power is able to influence countries thousands of miles off its shore by the pretext of protecting its borders. The Neo-Conservativism is a political mindset that has its own philosophy and interests with a drastic and continuous impact on the international reality. Hence, it is important to study this school of political thought, which have impact on the Middle East as on other parts of the world. The study sheds light on the development of the US politics throughout the successive presidents and their doctrines that they carried out within the context of the American 'destiny' as the 'leader of the free world' and the guardian of democracy, liberty and human rights. The pragmatic America, throughout the course of modern history – irrespective of the President in office (whether a democrat or a republican) – has been sticking to the principles laid down by the founding fathers.. Then the study explained the concept of Neo-Conservatism, which denotes "preserving the US values of democracy, freedom and human rights." All US presidents, since the founding fathers, had committed to these values albeit with different approaches of application. The study maintains that the Neo-Conservativisms are a US political group of the extremist Christian right who believes in the American power and domination of the world. They are the strongest current that embodies the American Empire in real terms. The study noted that the Neo-Conservatism is a New Wilsonism but with difference in tools and means. The Wilsons believe in the possibility of realizing the goal of democracy and freedom in the world through the international organizations – such as the League of Nations. However, the Neo-Conservatisms do not trust the international organizations, namely the UN, to accomplish the task but rather only power could do that. Therefore, they advocate the use of the military force to change the undemocratic systems that threaten the US security as well as the international order. Moreover, the Neo-Conservatisms call for reconsidering the geopolitical map in the Middle East by dismantling the central regional powers in the Arab world, notably – Iraq, Syria, Egypt, and the KSA. The study explains how Neo-Conservatisms influence the US political thinking and re-orient the US foreign policy through some key projects such as the "Pan American Century (PANC)", the New Middle East, the Great Middle East or the like. The US plan here is to penetrate into the Arab states through the program of "reform" by manipulating the triangle of "the government, the business community and the civil society" through these keys. Therefore, the Neo-Conservatisms are a sustainable and consistent current, an effective political movement with influential ideas in the field of foreign policy. They are in-built in the US political system through the Republican Party. The Republicans' ideational influence takes place through the Think Tanks, the media, as well as through the pressures of the Zionist Lobby. Hence, the Neo-Conservatives are a current, an organized group with a philosophical base, historical roots as well as impact in the past, the present, and probably in the future as far as they maintain a firm grip on the nerves of the contemporary US political thinking.
تاريخ النشر
01/01/2021
الناشر
مركز المسبار للدراسات - دبي
رقم المجلد
14
رقم العدد
169
رابط DOI
www.mesbar.net
الصفحات
19
رابط الملف
تحميل (0 مرات التحميل)
رابط خارجي
https://orcid.org/0000-0002-5927-8344
الكلمات المفتاحية
المحافظون الجدد، الولايات المتحدة الأمريكية، اللوبي اليهودي، المصالح الحيوية، الأمن القومي، الشرق الأوسط
رجوع