عنوان المقالة:بلا عنوان
النفطي العيلة | Nafti ila | 175
نوع النشر
أخرى
المؤلفون بالعربي
الملخص العربي
لست أدري كيف أُبدي رأيا أو نقدا في بني العرب خطابا فيهم لايُجدي لست أدري كيف أُُفضي لبني قومي قولي فيهم لا يخصب كلاّ وألف كلاّ قولي فيكم ليس إلاّ وقود النار قد تجلّى بجنّ الضّاد على من ضلّ. إلى الذين يحملون في عقولهم نور الوعي، وفي قلوبهم جذوة الأمل، كيف لوطنٍ كُتب في دفاتر التاريخ بحروفٍ من ذهب، أن يتحوّل إلى كتابٍ مُمزّق الصفحات؟ كيف للكرامة التي كانت يومًا ما عطر هذا الشعب أن تتحوّل إلى رماد يُذرُّ في الرياح؟ لقد أصبحنا كمن يسير على حبلٍ مشدود فوق هاويةٍ بلا قاع، يتقاذفنا عبث السياسيين الذين يتنازعون كغربانٍ على جيفة السلطة، بينما ينظر الشعب إلى المائدة الخاوية التي وُعد بها ولم تأتِ أبدًا. تلك الأرض قد كانت السفينة يومًا ما شراعها الحرية ورياحها العدالة، باتت الآن تبحر في بحرٍ هائج، يتناوب على قيادتها قبطان أعمى وآخر طامع، بينما الركّاب أصبحوا على شفى جُرف هارم . اقتصادنا كأرضٍ أصابها الجدب، لا زرع فيها ولا ماء، وأخلاقنا كبيتٍ هشّ، تداعى سقفه تحت وطأة الكذب والرياء. أين ذهب ذلك النبض الذي كان يسري في شرايين الوطن؟ أين أولئك الذين كانوا يغنّون للحياة وهم يبنون هذا البلد؟ نحن الآن أسرى وطنٍ بلا ملامح، وطنٍ يقتات من جسده ليبقى حيًا. شبابنا كطائرٍ كسرت أجنحته، فلا هو قادر على التحليق ولا يجد من يُضمّد جراحه، فيضطر إلى الهجرة، إلى أن يرتمي في حضن البحر الذي يبتلع أحلامه في صمتٍ مهيب. إنّ الصمت على هذا الواقع جريمة. وإنّ التعايش معه موتٌ بطيء. نحن أبناء الزيتونة، نحن أبناء أرضٍ أزهرت من بين أشواك القهر. كيف لنا أن نرضى أن تتحوّل بلادنا إلى سجنٍ كبير؟ يا من تحترقون بنار الوعي، لا تكونوا كالشمع الذي يُضيء للآخرين بينما يذوب هو في العتمة. اجعلوا من أصواتكم سيوفًا تقطع حبال الفساد، ومن أفكاركم مشاعل تضيء الطريق في هذا الليل الطوي --- لقد بات الوطن سجينًا لأزماته، تائهًا بين أطماع السياسة وعبث الاقتصاد، وغارقًا في مستنقع اجتماعي وأخلاقي يزداد سوءًا يومًا بعد يوم. ذلك البلد الذي كان يومًا ما حالمًا بالحرية والديمقراطية قد أصبح حقلًا لتجارب فاشلة تُدار بعشوائية، يدفع المواطن ثمنها غلاءً، وبطالةً، وإحباطًا. كيف وصلنا إلى هذا الحد؟ كيف لأمةٍ تملك تاريخًا عريقًا وثقافة غنية أن تستسلم لزمرة من الانتهازيين والفاسدين الذين باعوا البلاد بثمن بخس ، نرى مشاهد متكرّرة من الصراعات العقيمة والتناحر على السلطة، بينما يظل الشعب في الهامش، يُستخدم كأداة انتخابية ثم يُنسى في زحمة المصالح الضيقة. أمّا الاقتصاد، فحدث ولا حرج: منظومة مهترئة، وقرارات عشوائية، وشباب يُهاجر في قوارب الموت بحثًا عن حياة كريمة. أصبحنا نرى انحراف القيم، واختفاء النزاهة، وانتشار الفردية بدلًا من التضامن. كيف نطالب بإصلاح البلاد ونحن أنفسنا بحاجة لإصلاح أنفسنا؟ لكن، ورغم السواد المخيم، فإن التغيير يبدأ بالوعي. ليس الوعي بالواقع فحسب، بل أيضًا الوعي بقدرتنا على تغييره. فالوطن ليس ملكًا للسياسيين أو رجال المال، بل هو ملك لكل شخص يؤمن بالتغيير. النفطي العيلة ---
تاريخ النشر
19/02/2025
الناشر
النفطي العيلة
رقم المجلد
رقم العدد
الكلمات المفتاحية
الوعي ، التغيير، الواقع ،التضامن
رجوع