مدونة احمد عمر احمد عمر سالم غلاب


تاريخ المكتبات فى الحضارة اليونانية والرومانية.

احمد عمر احمد عمر سالم غلاب | ahmed omar ahmed omar salem


02/09/2024 القراءات: 166  



منذ وضع الانسان قدمة على ظهر الأرض الى ان وضعها على سطح القمر والعقل البشرى لا يكف عن التفكير والابداع ولا يعترف بحدود لاماله وطموحه. وعلى طول الطريق الذى قطعته البشريه منذ أقدم عصورها الى الوقت الحاضر كان هناك العديد من الكشوف والاختراعات التى انتقلت بالانسان من حياتة البدائية البسيطه الى حياتة الحضرية الحديثه فى أعقد صورها. ومن بين تلك الاختراعات الهائلة يقف اختراع الكتابة متفردا باعتبارة أهمها وأعظمها على الاطلاق. فيوم بدأ الانسان يسجل أفكارة ومعتقداته حفرا فى الصخور ونقشا على الجدران كان بذلك يضع اللبنه الاولى فى صرح حضارته. ويوما بعد يوم كان البناء يرتفع وكانت كل أمه تبدأمن حيث انتهت سابقتها فتكمل البناء وترتفع به الى أقصى ما تؤهلها له قدراتها وامكاناتها. ولسنا نبالغ اذا قلنا ان الكتابة كانت حجر الاساس فى بناء حضارة الانسان التى شادها خلال رحله الوجود. فكل الجهود والانجازات الحضارية التى سبقت اختراع الكتابة كان محكوما عليها بالفناء لانها كانت عاجزة عن أن تبقى عبر الزمان من عصر الى عصر، وأن تنتقل عبر المكان من وطن الى وطن. وكانت النتيجه الطبيعيه لذلك أن كل المحاولات كانت تبدا من الصفر وتنتهى وهى ما زالت تحفر الأساس تحت سطر الارض.
ويوم اخترعت الكتابة، يومها فقط اتيح للفكر الانسانى أن يتغلب على حدود الزمان وأبعاد المكان،واستطاع الانسان أن يستفيد من جهود سابقيه على طريق الحضارة أن يتلقف منهم الخيط ويمضى به قدما الى الامام. وعلى مدى قرون من الزمان عديده لم يكن أمام الانسانية من وسائل الثقافه والتسلية غير الكتب
وحينما ظهرت الاذاعه والسينما والتلفزيون كأوعية للثقافه والترفية وكمنافس للكلمه المقرؤة لم تفقد الكلمه المكتوبة سحرها وجلالها لأن هذة الأجهزة نفسها تستقى مادتها التى تقدمها لجمهور المشاهدين والسامعين من النصوص المكتوبة. اذا نظرنا على مدى التاريخ كله لم توجد المكتبات فى أمه من الأمم الا كنتيجه لوجود اناس يعرفون الكتابة ومواد يكتب عليها وتراث فكرى يحرص الناس على اقتنائه وتداوله. ففى بلاد اليونان –مثلا- لم تعرف المكتبات الا ابتداء من القرن الخامس قبل الميلاد كأثر من اثار النهضه الفكرية التى قامت على أكتاف بندار وأخيل وسوفوكليس ويوريبيدس وهيرودوت وغيرهم ممن أعطو للفكر اليونانى قيمته الانسانية الخالده،وكنتيجه لوجود المدارس الفلسفيه التى ارتبطت بالثلاثه الكبار. . سقراط وأفلاطون وأرسطو، ولتدفق أوراق البردى المصرى على بلاد اليونان حينها كانت مصر خاضعه لحكم الاسكندر. وفى بلاد الرومان لم توجد الكتب والمكتبات الا عندما بدأت الثقافه اليونانية وكتبها تقتحم على الرومان أبوابها وعندما بدأت لفائف البردى تأخذ طريقها اليهم فى القرن الثانى قبل الميلاد. ولم تكن الأمه العربية بدعا من الأمم، فلم توجد لديها كتب ومكتبات فى العصر الجاهلى لأن الكتابة لم تكن منتشرة بين الناس، ولم تكن أدواتها ميسورة لهم، ولم يكن العرب فى ذلك العصر تراث غير الشعر، والشعر بطبيعته لا يستعصى على الذاكرة. وفى عصر النبى صلى الله علية وسلم والراشدين من بعده لم يكن لدى العرب نصوص مكتوبة غير كتاب الله، فقد روى مسلم فى صحيحه عن أبى سعيد الخدرى أن الرسول الله صلى الله عليه وسلم قال. . (لا تكتبوا عنى، ومن كتب عنى غير القران فليمحه، وحدثوا عنى ولا حرج، ومن كذب على متعمدا فليتبوأ مقعده من النار )


اليونانية


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع