مدونة الاستاذ الدكتور مقتدر حمدان عبد المجيد
طرق التكافل الاقتصادي في القران الكريم
الاستاذ الدكتور مقتدر حمدان عبد المجيد الكبيسي | Prof. Dr. Muqtadir Hamdan Abdul Majeed
30/06/2020 القراءات: 4881
لما كان المال هو الدعامة الاساسية في النظام الاقتصادي فقد أولاه الله عز وجل ، عناية خاصة ، بأن جعله فرعاً عن العقيدة التي تنظيم حياة الانسان الروحية والمادية على وجه الارض . وحتى لا يكون المال دُولة بين الاغنياء في المجتمع ، انزل الله سبحانه وتعالى , ضوابط اساسية تنظم عملية توزيع الثورة توزيعاً عادلاً بين مختلف فئات المجتمع ، كي ينشأ عن ذلك مجتمع متوازن اقتصادياً وينعدم فيه التمايز الطبقي او يكاد بنوعيه الاقتصادي والاجتماعي . وهذا البحث محاولة لتدبر الآيات القرآنية الكريمة التي تتعلق بطرق التكافل الاقتصادي والآيات الاخرى التي تعرض لأسباب الاختلال في تطبيق الطرق الاساسية التي وردت في القران الكريم .
قواعد توزيع الثورة :
قبل ان يُحدد سبحانه وتعالى قواعد توزيع الثورة في المجتمع الاسلامي ، اقر حقيقيين يجب ان لاتغنينا عن بالنا في دراسة طريق التكافل الاقتصادي في القران الكريم ، الاولى : ان الله هو المالك الاصيل ، والناس مستخلفون فيه ، بالتصرف الذي أجازه لهم ، المالك الاصيل . وبوراثته عمن سبقهم فهم بمنزلة النواب والوكلاء . وذلك واضح في قوله وتعالى : ( آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَأَنْفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُمْ مُسْتَخْلَفِينَ فِيهِ فَالَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَأَنْفَقُوا لَهُمْ أَجْرٌ كَبِيرٌ} . وقوله تبارك وتعالى : (وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّىٰ يُغْنِيَهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَالَّذِينَ يَبْتَغُونَ الْكِتَابَ مِمَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ فَكَاتِبُوهُمْ إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْرًا وَآتُوهُمْ مِنْ مَالِ اللَّهِ الَّذِي آتَاكُمْ وَلَا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاءِ إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّنًا لِتَبْتَغُوا عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَنْ يُكْرِهْهُنَّ فَإِنَّ اللَّهَ مِنْ بَعْدِ إِكْرَاهِهِنَّ غَفُورٌ رَحِيمٌ } . الثانية : ان الله تبارك وتعالى هو الذي يتحكم في مقدار الرزق الذي يهبه لعباده ، لئلا يُفسد الناس ويبغوا في الارض .
وفيما يلي عرض لأهم الطرائق التي أقرها القرآن الكريم والتي اذا ما طُبقت بشكل صحيح سوف تحقق التوزان الاقتصادي بين ابناء المجتمع الاسلامي . وهذه الطريق هي :
1 . الزكاة : ليس من هدف هذا البحث ان يتعرض للزكاة من منطلق فقهي فقد حدد الاسلام شروط وجوب الزكاة والاموال التي تجب فيها الزكاة ، ولكني سأتحدث عنها بوصفها طريقة من الطرق التكافل الاقتصادي في المجتمع ، وهو الهدف الذي فرضت الزكاة من اجله على الاغنياء ، اذ تعد الزكاة مصدراً اساسياً للتمويل في الدولة الاسلامية ، ونظاماً محكماً للتأمين والتكافل الاقتصادي في الاسلام في الدولة الاسلامية ، ونظاماً محكماً للتأمين والتكافل الاقتصادي في الاسلام ، واداة من ادوات الحث على الانتاج وتوزيع الثروة وتداولها بين افراد المجتمع ، فهي حق للفقراء اوجبه الله تعالى في مال الاغنياء ، وذلك في قوله تعالى : ( خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ) ، وقوله عز وجل ( وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَّعْلُومٌ ) ، وقوله عز من قائل : ( فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَّعْلُومٌ ) والى هذا الحق اشار رسول الله صلى الله عليه واله وسلم عندما بعث معاذ بن جبل رضي الله عنه الى اليمن ، اذ قال له : ( فاخبرهم ان الله عز وجل فرض عليهم صدقة تؤخذ من اغنيائهم فترد على فقرائهم ) . وهذا القول هدفه الحرص على ايجاد ذلك التوازن الذي تحثنا عنه ، والذي كان مفقوداً بين الفقراء والاغنياء في تلك المنطقة ومناطق اخرى كثيرة . وتبدو اهمية الزكاة من كونها الفعل التطبيقي للعقيدة الاسلامية ومبادىء المساواة التي بشرها بها الرسول الاكرم ، في الجانب الاقتصادي على الاقل ، وذلك من خلال قوله سبحانه وتعالى : ( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ) . والزكاة هنا قرنها الله تبارك وتعالى بالصلاة في 27 موضوع في القران الكريم , 25 منها جاءت بصيغة الامر : اقيموا او اقاموا ، وواحدة كوصية من الله لاحد رسله بالصلاة والزكاة ، وواحدة امر من احد الانبياء الى اهله بالصلاة والزكاة . ومن هذه الايات قوله تعالى : ( وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ وَارْكَعُواْ مَعَ الرَّاكِعِينَ ) . وتفسير هذه الآية ان الصلاة والزكاة فريضتان واجب اداؤها الى الله تعالى ، والزكاة تعني اداء الصدقة المفروضة في الاموال . وكذلك قوله عز وجل : ( وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنْتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا ) . اي عليَّ إداؤها اذا بلغتُ سن التكليف , وان احافظ على اقامة الصلاة في وقتها وعلى وفق ما فرضه الله عليه , وان احافظ على اقامة الصلاة في وقتها وعلى وفق ما فرضه الله عليَّ ، والزكاة ، زكاة الاموال . وهذه الاهمية للزكاة اكدها الرسول الاكرم صلى الله عليه واله وسلم بقوله : ( بُني الاسلام على خمس شهادات ان لا اله الا الله وان محمداً عبد ورسوله ، واقام الصلاة , وايتاء الزكاة ، وحج البيت , وصوم رمضان )
التكافل
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع
مواضيع لنفس المؤلف
مواضيع ذات صلة