النقود في المعاملات الماليه المعاصرة في الفقة الاسلامي
أ.وضحه سالم العامري | wadha salem alameri
23/09/2021 القراءات: 4456
1. معنى النقود:
النقود في اللغة: جمع نقد، وهو إبراز الش يء وبروزه. والنقد خلاف النسيئة وهو الإعطاء
والقبض. النقود في الاصطلاح: أي ش يء يكون مقبو ًلا قبو ًلا عام ًا كوسيط للتبادل ومقياس للقيمة.
قال ابن تيمية: ((وأما الدرهم والدينار، فما ُيعر ُف له حد طبيعي ولا شرعي، بل مرجعهً إلى
العادة والاصطلاح، وذلك لأنه في الأصل لا يتعلق المقصود به، بل الغرض أن يكون معيارا لما يتعاملون به....)) ا.ه.
وقال ابن القيم: ((الأثمان لا تقصد لأعيانها، بل يقصد بها التوصل إلى السلع...)) ا.ه.
فالنقود تعرف بتعريفات وظيفية، تعتمد على ما تقوم به النقود من وظائف مثل أن تكون
ًًًُ وسيطا عاما للتبادل، وأن تكون معيارا للقيم، وأن تكون مستودعا وذخيرة للثروة.
الألفاظ التي تطلق على النقود: تطلق النقود على الألفاظ التالية:
الأثمان: الأثمان لغة: جمع ثمن، وهو القيمة. وقيل: الثمن اسم لما يأخذه البائع في مقابلة المبيع عينا كان أو سلعة، وكل ما يحصل عوض ًا عن ش يء فهو ثمنه.
واصطلاحا تطلق النقدين الذهب والفضة لكونهما يتصفان بالثمنية. الفلوس:الفلوسلغة:جمع َفْلس.
واصطلاح ًا: ما ضرب من المعادن من غير الذهب والفضة سكة، وصار نقد ًا في التعامل عرف ًا وثمن ًا باصطلاح الناس.
المطلب الثاني: نشأة النقود وتطورها ووظيفتها
3
أو ًلا: النقود قبل الإسلام
المقايضة: وهي معاوضة عرض بعرض، أي: مبادلة مال بمال كلاهما من غير النقود أو مبادلة السلعة بالسلعة، لكن مع تطور المجتمعات أصبحت المقايضة عاجزة عن الوفاء باحتياجات الناس، وظهرت لها عدة عيوب منها:
الأول: صعوبة توافق الرغبات بين المتبادلين، فقد يصعب على الشخص العثور على شخص آخر يجد عنده السلعة التي يرغب فيها، وكما يصعب الاهتداء إلى النوعية والجودة التي يرغب فيها.
الثاني: عدم قابلية بعض السلع إلى التجزئة.
الثالث: صعوبة الاهتداء إلى نسب مبادلة السلعة بعضها ببعض. أو تحديد قيمة كل سلعة بالنسبة إلى للسلع الأخرى الموجودة في السوق.
الرابع: صعوبة تخزين السلع والخوف من التلف مما يضطر المقايض إلى عرض سلعته بثمن زهيد للتخلص من التخزين، ولإنقاذها من التلف.
وقد أدت هذه الصعوبات إلى استحداث النقود.
النقود السلعية:وهي السلع التي تعارف الناس استخدامها كوسيط في المبادلات: مثل الحيوانات، والبن والشاي والتبغ وغير ذلك.
وقد اتخذت النقود السلعية أشكالا متعددة، وكانت تختلف باختلاف البيئة وطريقة عيش الناس، فالشعوب التي تعيش على شواطئ البحار كانت تتخذ الأسماك نقود ًا، والشعوب التي تعيش في الصحاري والمراعي كانت تتخذ الحيوانات والجلود نقود ًا وفي العصر الحديث اتخذت
ألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية مباشرة السجائر نقود ًا. وهذا النوع من النقود لم يؤد إلى تلافي عيوب المقايضة، لأنه لا يصلح في كل المجتمعات.
النقود المعدنية: اتجه الناس بعد ذلك إلى النقود المعدنية، فبدؤوا باستخدام النحاس والبرونز، ثم اهتدوا إلى الذهب والفضة، فوجدوا فيهما من المميزات التي لا توجد في غيرهما من المعادن.
بعث النبي صلى الله عليه وسلم والناس يتعاملون بنقود الروم والفرس، وكانت قريش تزن الفضة بوزن4
نظرا لارتفاع قيمة هذين المعدنين استحدث الناس نقودا من المعادن الأقل قيمة للتعامل بها في
السلع القليلة الثمن، وهي الفلوس المضروبة من غير الذهب والفضة، كالقيراط والدانق.
وظائف النقود:
يذكر الاقتصاديون أربع وظائف للنقود وهي:
الأولى: النقود وحدة للقياس أو معيار ًالسلع: ف ُجعلت وحدة معيارية لقياس قيم السلع والخدمات في التبادل، فالدينار الأردني مثلا قياس مشترك لقيم السلع كالدقيق والأرز، وقيم الخدمات: كأجرة السيارة والمنزل وغير ذلك.
الثانية: النقود وسيط للمبادلة وتحقيق الرغبات: فالشخص يبيع ما يزيد عن حاجته الأصلية من السلع والخدمات ويقبض ثمنها نقود ًا، ويشتري بتلك النقود ما يحتاج إليه ويرغب فيه من سلع وخدمات، وأساس اعتبار النقود وسيط ًا هو العرف العام أو قبول الناس لها في
سداد قيم السلع والخدمات.
الثالثة: النقود مستودع للثروة أوأداة لاختزان القيم: فالشخص يبيع ما يزيد عن حاجته من السلع، ويحتفظ بقيمتها في النقود لاستعمالها في شراء السلع التي يحتاج إليها في فترات لاحقة.
الرابعة:النقودقاعدةللمدفوعاتالمؤجلةوتسويةالديونوالالتزامات:الأصلأنتكون
النقود مقياسًا للقيم الحاضرة والمدفوعات الآجلة، لكن تغير قيمتها سواء بالارتفاع أو الانخفاض جعلها غير صالحة في حساب قيمة المدفوعات الآجلة، وحين هبًطت قيمة النقود في أعقاب الحرب العالمية الأولى رفضت بعض الدول والأفراد اعتبارها مقياسا للمدفوعات الآجلة
واستعملوا الذهب والفضة أو أية وحدات أخرى ذات قيمة ثابتة.
ثانيا: النقود في الإسلام
تسميه د هما، وتزن الذهب بوزن تسميه دينا ًا، وبعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم استمر الخلفاء الراشدون رر
في استعمال النقود الفارسية والرومية، إلا أنهم فكروا في تغيير تلك النقود ووضع بصماتهم عليها، فأضاف عمر بن الخطابtنقوشًا إسلامية على العملات المتداولة، وضرب عمر t الفلوس على طراز عملة هرقل وسجل اسمه عليها. وأضاف على بعضها كلمة ((الحمد5
لله)) ، و ((محمد رسول الله))، و ((عمر))، و ((بسم الله)) أو ((باسم الله ربي))، وفي عهد عثمان نقش على النقود عبارة ((الله أكبر)). وفي عهد عبدالملك بن مروان (65 – 86
ه) قام بضرررررب الدنانير والدراهم الإسررررلامية، ومنذ ذلك الوقت تولت الدولة الإسررررلامية عمليه
ضررب النقود وإصردارها، وقد أصردر الحجاج أمرا يمنع الناس من ضررب الدراهم إصردارها، وأ
يد كثير من العلماء هذا المنحى، وقصروا ضرب الدراهم على الدولة. وخالف في ذلك أبو حنيفة .
النقود والمعاملات الماليه المعاصرة
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع
من المواضيع المهمة في عصرنا الحالي
بارك الله في كل جهد يبذل
موفقة دوما