رؤوس أقلام (منوعات في العلم والأدب) (270)
د. عبدالحكيم الأنيس | Dr. Abdul Hakeem Alanees
26/01/2025 القراءات: 144
-لا يَغتاب أحدًا:
قال الذهبي في ترجمة الشيخ حسن بن عبدالله الراشدي التلمساني، المقرئ، في "طبقات القراء" (3 /1206):
"قرأ عليه شيخنا مجد الدين التونسي، والشيخ شهاب الدين أحمد بن جبارة، وكان بصيرًا بالقراءات وعللها، عارفًا بالعربية، صاحب عبادة وزهد وإخلاص، واشتغال بنفسه. قال لي شيخُنا مجد الدين: كان لا يغتاب أحدًا».
***
-مخطوطات بغدادية في القرن السابع:
ذكر الإمام سراج الدين القزويني (683 - 750) في «مشيخته» نسخًا قديمة في بغداد، وهو قد ولد بعد الغزو المغولي بـ (27) سنة، ما يدل على سلامة تلك النسخ، وحال مكتبات بغداد:
قال (ص: 177):
«مسند الإمام الأعظم أبي عبدالله أحمد بن محمد بن حنبل الشيباني المروزي، رحمة الله عليه، وهو أربعٌ وعشرون مجلدًا تقريبًا من الأصل المقروء بخط ابن الجواليقي، تسعة عشر مجلدًا من نسخة الوقف بالمستنصرية، هي فرعها».
وقال (ص193):
«كتاب غريب الحديث، تأليف الإمام أبي عبيد القاسم بن سلام الجمحي البغدادي، رحمة الله عليه.
قرأته جميعه من نسخةٍ بوقف الخزانة العتيقة بالنظامية ببغداد ست مجلداتٍ، الرابع منه مفقودٌ، ثم مِن نسخةٍ بوقف الرباط المستجد، على الشيخ ...».
وقال (ص: 200):
«كتاب الزهد، تأليف الإمام أبي عبدالرحمن عبدالله ابن الإمام المبجل أبي عبدالله أحمد بن محمد بن حنبلٍ الشيباني، عن أبيه وغيره، رحمة الله عليهم.
قرأته جميعه، وهو مجلدان ضخمان بوقف المستنصرية، على الشيخين ...».
وقال (ص 236- 237):
«كتاب اللمع في التصوف، تأليف الشيخ الزاهد أبي نصرٍ عبدالله بن علي بن يحيى السراج الطوسي، رحمة الله عليه.
قرأته على الشيخ العالم أبي عبدالله رشيد الدين محمد [بن] أبي القاسم عبدالله بن محمد بن أبي القاسم المقرئ، في دار شيخ الشيوخ ببغداد نور الدين عبدالرحمن الخراساني، بحضوره في أربعة مجالس، آخرها رابع شهر رمضان من سنة خمس وسبع مئةٍ، [وحضور] محمد بن الفضل والفقهاء، والصوفية، والمدرسين أسماؤهم في الأصل المقروء بوقف رباط الزوزني، وبوقف خزانة ابن الشهرزوري الآن».
وقال (ص: 484):
«كتاب تهذيب اللغة، اثنا عشر مجلدًا بخطِّه، عن الإمام أبي منصورٍ محمد بن أحمد بن طلحة الأزهري. أرويه ...».
وقال (ص 514- 515):
«أروي جميع مؤلفات الإمام الحافظ أبي بكرٍ أحمد بن علي بن ثابتٍ الخطيب البغدادي الشافعي، ككتاب ("تاريخ مدينة السلام بغداد" في اثني عشر مجلدًا، بخطه، بوقف المستنصرية».
***
-إنما العلمُ بالطلب:
هذان بيتان في الطلب، شطرتُهما فقلت:
(اطلب العلمَ يا فتى) ... والزم الجهدَ والدأبْ
قال مَنْ قال ناصحًا ... (إنما العلمُ بالطلبْ)
(رحمَ اللهُ مَنْ قرا) ... أسطرَ العلم والأدبْ
فعزا للذي رَوى ... (ودعا للذي كتَبْ)
دبي: مستشفى الكندي بعد ظهر يوم الخميس 30 من صفر الخير سنة 1443هـ.
***
-جمال الورد:
وقلتُ كذلك:
انظرْ إلى روضِ الورودِ مُنوَّعا ... تلقَ الجَمالَ مُجمَّعًا ومُوزَّعا
وترى فؤادَك دون لأيٍ هاتفًا: ... سبحان مَنْ خلقَ الورودَ وأبدعا
***
-تحريفان في ترجمة الشهراباني:
جاء في "تاريخ الإسلام" للذهبي (ط د. عمر تدمري)، في ترجمة الشيخ علي بن محمد الشهراباني الفقيه الحنبلي المحدث (ت: 672هـ)، (50/ 102):
"روى عنه: [كذا، والصواب: عن] الشيخ علي بن إدريس الزاهد، وعمر بن كرم الدينوري، وجماعة".
وجاء في ترجمته في "سير أعلام النبلاء" (ج 17 طبعة دار الفكر)، (ص: 276): "مولده في سنة إحدى وتسعين بقرية شهرايان". كذا جاء في المطبوع، والصواب: "شهرابان" بالباء. وهي مدينة معروفة إلى اليوم، وتنطق: شهربان.
***
-إمام في العربية وفي غيرها:
ذكر الإمامُ أبو حيان الأندلسي (654 - 745) لنفسه، من المؤلفات التي كملتْ:
كتاب الإدراك للسان الأتراك.
زهو الملك في نحو الترك.
كتاب الأفعال في لسان الترك.
منطق الخرس في لسان الفرس.
ومما لم يكمل:
نور الغبش في لسان الحبش.
المخبور في لسان اليخمور.
انظر الوافي بالوفيات (5/ 281).
***
-محفوظات عالم:
من علماء القرن السادس: ظهير الدين الحسن بن الخطير ابن أبي الحسين النعماني أبو علي الفارسي المتوفى في القاهرة سنة (598هـ).
كان عالمًا بفنون من العلم: كان قارئًا بالعشر والشواذّ، عالمًا بتفسير القرآن وناسخه ومنسوخه، والفقه، والخلاف، والكلام، والمنطق، والحساب، والهيئة، والطب، مبرزًا في اللغة، والنحو، والعروض، والقوافي، ورواية أشعار العرب، وأيامها، وأخبار الملوك من العرب والعجم، وكان يحفظ في كلِّ فنٍّ من هذه العلوم كتابًا، فكان يحفظ في علم التفسير كتاب «لباب التفسير» لتاج القراء، وفي الفقه كتاب «الوجيز» للغزالي، وفي فقه أبي حنيفة كتاب «الجامع الصغير» لمحمد بن الحسن الشيباني نظم النسفي [في "الوافي": ونظم. خطأ]، وفي الكلام كتاب «نهاية الإقدام» للشهرستاني، وفي اللغة كتاب «الجمهرة» لابن دريد، كان يسردُها كما يسرد القارئ الفاتحة.
وقال: كنتُ أكتبُ ألواحًا وأدرسها كما أدرس القرآن، فحفظتُها في مدة أربع عشرة سنة. وكان يحفظ في النحو «كتاب الإيضاح» لأبي علي، و"عروض" الصاحب ابن عباد، وكان يحفظ في المنطق أرجوزة أبي علي ابن سينا. معجم الأدباء (2/ 857).
***
-طرائف ابن عدود:
"لو جُمعتْ طرائف الشيخ محمد سالم ولد عدود لكانت في جزء لطيف.
ذكر ابنُ أخته أن الشيخ حين كان في الخامسة من عمره أو قرب من السادسة، ركب الدابة لكي يذهب لإحضار الماء عليها، فأحس بالنشوة فأنشد قائلًا:
سراتك سرجي والرشاء ركابي ... وزندك في التقريب ليس بكابي
فداك كراع والحرون وداحس ... وعلوى وجلوى والعطا وسكابِ
فجمع أسماء سبعة خيول من أشهر خيول العرب وهو لم يبلغ السادسة بعد، وهذا البيت جمع سبعة أعلام.
وهو نظير جمع أبي الطيب:
الخيلُ والليلُ والبيداءُ تعرفني ... والسيفُ والرمحُ والقرطاسُ والقلمُ
فسبحان الوهاب المعطي المنان".
د. محمد علي حميسان.
منوعات
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع
مواضيع لنفس المؤلف
مواضيع ذات صلة