تطبيق منهجية ستة سيجما على إدارة الوثائق الطبية الجارية
ساره خليل قشطه | Sarah Khalil Qeshta
16/10/2020 القراءات: 4754
تطبيق منهجية ستة سيجما على إدارة الوثائق الطبية الجارية: دراسة استطلاعية لأراء الإدارة العليا بمستشفيات جامعة المنصورة
بعد أن حققت منهجية ستة سيجما العديد من النجاحات الهائلة في العديد من المؤسسات، أصبحت هي منهجية الإدارة الأكثر شعبية في التاريخ، كما تُعتبر علامة تجارية في عالم التطوير المؤسسي في الوقت الحالي وفي المستقبل. تهدف منهجية ستة سيجما إلى تقليل الفاقد في العمليات مما ينعكس على الخدمات بالقياس على ملايين الفرص من العيوب بدلاً من الآلاف، وبالتالي تحقيق مستويات جودة أعلى والحصول على عيوب أقل من 3.4 عيباً لكل مليون فرصة للعيوب، حيث تُمثل فكراً جديداً يحاول ترجمة استراتيجية المؤسسة إلى مقاييس يُمكن فهمها وإدارتها بغرض مُتابعة تحقيق متطلبات ورغبات العملاء.
وفي العقود الأخيرة تزايدت أهمية الجودة في المستشفيات لما لها من تأثير كبير في حياة الأفراد والمجتمعات، باعتبارها مؤسسات خدمية تُقدم خدمات الرعاية الصحية، ومن الواجب أن تتميز بالجودة الفائقة لأن أي خطأ يحدث عند تقديم الخدمة قد يودي بحياة المريض، ومن هذا المُنطلق فإن المؤسسات الصحية التي تُطبق مفاهيم ستة سيجما يقل فيها مُعدل الأخطاء بدرجة عالية، والتنبؤ بمستويات الخدمة المُقدمة، كما أن لها علاقة بإدارة سياسة العمل وقوة تحسين الجودة أكثر من مجرد تطبيق الأساليب الإحصائية في القياس، وبما أن مؤسسات الرعاية الصحية بطبيعتها مُعقدة وفيها تداخلات كثيرة بين الأطباء والمُمرضين، الإداريين، المُنظمين والمستفيدين، مما يصعب الاتفاق على طريقة واحدة للتغيير، لذلك لابد من الاتفاق على طريقة موحدة تكفل نجاح جهود هذه الأطراف المُتداخلة.
ويعتبر الأرشيف الطبي أو إدارة الوثائق الطبية الجارية هي القلب الكامن للمستشفى؛ نظرًا لتعدد الأهداف التي تسعى إلى تحقيقها وحساسية الخدمات التي تقدمها وتعدد النشاطات وتداخلها واعتمادها على بعضها البعض والتقسيم الواسع للعمل وما يتبعه من تنوع واختلاف للعناصر البشرية العاملة والطبيعة الطارئة للخدمة الصحية والتشغيل المستمر على مدار الساعة والجاهزية العالية. وعلى الرغم من محاولة تلافي السلبيات في الأرشيف الطبي الورقي بالاستعانة بالنظم والأساليب الإلكترونية، لما يتميز به من السرعة والدقة في إنجاز الأعمال، وتقليل الأخطاء التي تظهر في العمليات اليدوية النموذجية، إلا أنه توجد العديد من التحديات تنعكس على جودة أدائه بسبب عدم اتباع إجراءات وأساليب سليمة للترقيم والترميز منذ البداية؛ مما يصعب أدوات البحث والإيجاد، أو عدم كفايتها وقصور معلوماتها عند استرجاع الوثائق.
ونتيجة لما سبق كانت الفكرة التي بُنيت عليها الدراسة هي السعي إلى معرفة مدى توافر متطلبات تطبيق منهجية ستة سيجما في مستشفيات جامعة المنصورة من وجهة نظر الإدارة العُليا باعتبارها أحدث الأساليب في إدارة الجودة بما ينعكس على جودة الأداء الإداري بإدارة الوثائق الطبية الجارية، ومن ثم تقديم خدمة متقدمة للمرضى المترددين على مستشفيات جامعة المنصورة.
منهجية ستة سيجما، إدارة الجودة، الأرشيف الطبي، إدارة الوثائق الطبية الجارية
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع