مدونة الأستاذ الدكتور محمد محمود كالو


التنمية المستدامة من منظور الإسلام (1)

الأستاذ الدكتور محمد محمود كالو | Prof. Dr. Mohamed KALOU


16/08/2024 القراءات: 4  


التنمية المستدامة من منظور الإسلام
تعرف التنمية المستدامة بمفهومها الشامل والعام على أنها عبارة عن نشاط شامل لكافة القطاعات سواء في الدولة أم في المنظمات أم في مؤسسات القطاع العام أو الخاص أو حتى لدى الأفراد، حيث تشكل عملية تطوير وتحسين ظروف الواقع، من خلال دراسة الماضي والتعلم من تجاربه، وفهم الواقع وتغييره نحو الأفضل، والتخطيط الجيد للمستقبل، وذلك عن طريق الاستغلال الأمثل للموارد والطاقات البشرية والمادية بما في ذلك المعلومات والبيانات والمعارف التي يمتلكها المقيمون على عملية التنمية، مع الحرص على الإيمان المطلق بأهمية التعلم المستمر واكتساب الخبرات والمعارف وتطبيقها، ولا تقتصر التنمية على جانب واحد أو مجال واحد فقط من المجالات الحياتية بل تشمل التنمية الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والعسكرية والإنسانية والنفسية والعقلية والطبية والتعليمية والتقنية وغيرها، بحيث تهدف بشكل رئيسي إلى رفع وتحسين مستوى المعيشة لدى الأفراد، وضمان معيشة أفضل للأجيال القادمة.
فالتنمية المستدامة هي دعوة عالمية للعمل للقضاء على الفقر وصون الأرض وتحسين طرق المعيشة في كل مكان، لذا اجتمع قادة 193 دولة من الدول الأعضاء في الأمم المتحدة في مؤتمر قمة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة الذي عقد في نيويورك في شهر سبتمبر 2015م لاعتماد مجموعة جديدة من أهداف التنمية المستدامة التي ستعمل دول العالم على تحقيقها خلال الخمسة عشر سنة المقبلة، وتحظى هذه الأهداف بأهمية كبيرة نظراً لما يتسم به نطاق عملها من رحابة وطموح يفوق بكثير كافة الجهود والمساعي التي حاول المجتمع الدولي تنفيذها من قبل.
والأهداف التي تم تحديدها هي:
1. القضاء على الفقر بجميع أشكاله في كل مكان.
2. القضاء على الجوع وتوفير الأمن الغذائي والتغذية المحسنة وتعزيز الزراعة المستدامة.
3. ضمان تمتع الجميع بأنماط عيش صحية وبالرفاهية في جميع الأعمار.
4. ضمان التعليم الجيد المنصف والشامل للجميع وتعزيز فرص التعلم مدى الحياة للجميع.
5. تحقيق المساواة بين الجنسين، وتمكين كل النساء والفتيات.
6. ضمان توافر المياه وخدمات الصرف الصحي للجميع وإدارتها إدارة مستدامة.
7. ضمان حصول الجميع بتكلفة ميسورة على خدمات الطاقة الحديثة الموثوقة والمستدامة.
8. تعزيز النمو الاقتصادي المطرد والشامل للجميع والمستدام، والعمالة الكاملة والمنتجة، وتوفير العمل اللائق للجميع.
9. إقامة بنى تحتية قادرة على الصمود، وتحفيز التصنيع المستدام الشامل للجميع، وتشجيع الابتكار.
10. الحد من انعدام المساواة داخل البلدان وفيما بينها.
11. جعل المدن والمستوطنات البشرية شاملة للجميع وآمنة وقادرة على الصمود ومستدامة.
12. ضمان وجود أنماط استهلاك وإنتاج مستدامة.
13. اتخاذ إجراءات عاجلة للتصدي لتغير المناخ وآثاره.
14. المحافظة على المحيطات والبحار والموارد المائية واستخدامها استخداماً مستداماً من أجل تحقيق التنمية المستدامة.
15. حماية النظم الإيكولوجية البرية وترميمها وتعزيز استخدامها على نحو مستدام، وإدارة الغابات على نحو مستدام، ومكافحة التصحر، ووقف تدهور الأراضي وعكس مساره، ووقف فقدان التنوع البيولوجي.
16. التشجيع على إقامة مجتمعات مسالمة لا يهمش فيها أحد من أجل تحقيق التنمية المستدامة، وإتاحة إمكانية وصول الجميع إلى العدالة، وبناء مؤسسات فعالة وخاضعة للمساءلة وشاملة للجميع على جميع المستويات.
17. تعزيز وسائل التنفيذ وتنشيط الشراكة العالمية من أجل التنمية المستدامة.
وهذه الأهداف السبعة عشر مع 169 غاية بعيدة المدى؛ بدأ رسمياً سريانها لخطة التنمية المستدامة حتى عام 2030م في اليوم الأول من يناير 2016م، والتي اعتمدها قادة العالم في سبتمبر عام 2015م.
وتدعو اليونيسف قادة العالم في الجمعية العامة للأمم المتحدة إلى أن يضعوا حقوق الأطفال أيضاً في صميم أهداف التنمية المستدامة.
لكن المتأمل في الفكر الإسلامي يجد أن اللبنة التشريعية فيه قائمة على الاستدامة؛ قال الله تعالى: {هُوَ أَنشَأَكُم مِّنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا} [هود:61].
والاستعمار هو طلب العمارة، والطلب المطلق من الله تعالى دليل على الوجوب، واستعمركم؛ أي خلقكم لعمارتها، أي المداومة على إعمار الأرض جيلاً بعد جيل لتكون ثروات الأرض حق ثابت لجميع الأجيال فلا يطغى جيل على جيل يعقبه.


التنمية المستدام، الإسلام، التنمية، حقوق الأطفال، اليونيسف


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع