تعرضت السنة النبوية في القديم والحديث لانحرافات عديدة من سوء الفهم،والوضع، والطعن، ولم يكن ذلك من أعداء الإسلام فحسب بل ومن بعض أبنائه المنتسبين إليه، وكان من أهم أسباب الانحراف بسوء الفهم تلك النظرة الجزئية للنصوص النبوية، وفصلها عن النصوص الأخرى الواردة في ذات الموضوع، وعن سياقها، وأسبابها، ومقاصدها، وناسخها ومنسوخها وغير ذلك من العلوم المعينة على الفهم الصحيح للسنة النبوية، وهذا ما عنت به الدراسات الحديثية الموضوعية للوصول إلى النظرة الكلية، والقراءة الجامعة الشاملة للروايات التي تضع الجزئيات في إطار الكليات، وهو منهج علمي موضوعي سليم متكامل يبرز الفهم التكاملي الشامل للقضايا المختلفة، ويكون له أثر كبير في حل المشكلات العصرية المستجدة ، وقد أصل النبي r لهذا الفهم الموضوعي، وبذل أصحابه، والتابعون من بعدهم، والمحدثون على مر العصور جهوداً عظيمة في الفهم الموضوعي للسنة النبوية من خلال ما يمكن تسميته بالجمع الموضوعي للسنة النبوية بما يتناسب والحاجة في كل عصر حتى وصلت الدراسات الحديثية الموضوعية في العصر الحديث إلى الشكل المنهجي العلمي، وصارت علماً مستقلاً بذاته، ومع ذلك يحتاج إلى مزيد من التنظير والتدقيق في المنهجية والضوابط بما يحقق أكبر الأثر على الفهم الصحيح والرؤية التكاملية الموضوعية للسنة النبوية.
تاريخ النشر
27/10/2015
الناشر
قسم القرآن والحديث آكاديمية الدراسات الإسلامية جامعة ملايا/ كوالامبور
ا.م.د / محمد أحمد محمد محمد عبد العال الشرباني | MOHAMED AHMED MOHAMED ABDELAAL ELSHARBANY | 10237