يتضمَّن هذا الكتاب " علم التوحيد"، ويكشف عقائدَ فاسدةً رائجةً في بلاد شبه القارة الهندية في عصر المؤلِّف، ويحذِّر الناسَ عن اتِّباعها. فهو كتاب واضح المنهج، صريح العبارة، مشرق الديباجة، سهل المتناول، ينمّ عن إخلاص مؤلِّفه، وصِدق لهجته، وتوجع قلبه مما يرى الناس عليه في عصره من الجهل لغاية الخلق، وبعثة الأنبياء والرسل أجمعين، من إخلاص الدين لله، وإفراد العبادة له، والخوف والرجاء منه، والاستغاثة به، والتضرع إليه، ولما كان يرى من انتشار العقائد والعادات، التي جاءت الأديان السماوية لمحوها، وأنزلت الكتب وبعثت الرسل لمحاربتها والتخليص منها، حتى أصبح الناس من ذلك في جاهلية جهلاء، وفتنة عمياء، واحتاجوا إلى دعوة صارخة سافرة إلى الدين الخالص، والحنيفية السمحة.