الوجود و الهوية بين الإختيار و الجبر(4)
عمران بن شعبان بومنجل | omrane ben chaabene bouminjel
05/11/2020 القراءات: 1396
لم يبلغ تفسير الوجود حدا من المعقول حتى ظهر الوضعيون المتملصون من ميتافيزيقيا الأشياء على حد إدراكهم . ربما لكن هذا ما يدعون . لأنهم تجاوزوا فكرة أن توجد بنفيها تماما و اعتبارها أقل من أن ترتقي إلى مستوى التجربة فما هو مستحيل تجريبيا مستحيل وجوديا و هو ما لا يؤيده معقول ولا حتى التجارب في حد ذاتها فكيف تبرهن على فكرة أن تكون التجربة هي أساس الوجود و كاشفته تجريبيا. نحن الآن نتحدث عن نفي لدلالة التجربة لا عن التجربة . هذا يسوقنا الى الإعتقاد القائل بتساوي الوجود مع اللاوجود من حيث الحضور فيمكن أن تكون موجودا و غير موجود في آن واحد كما هي حالة الضوء المختلف فيها... في هذا الحد من القول برز المتشككون كرواد للحقيقة مدافعين عنها بقولهم أن كل شيء هو موجود و غير موجود . قد يبدو الأمر مضحكا لكنه لابد ان يحترم كقول طفل رأى النار تحرقه حينا و تدفؤه حينا فقال مت بردا ولا تحترق .هذا ما يبدو .. لكن نظرة عن قرب لهذه الأفكار تهوي بك في خيال المعرفة و بحور الإكتشاف . كيف توجد و لا توجد ربما الناظرون كثرة لكن النظر واحد أي أن وجود الشيء لشخص قد يحجبه لشخص آخر فيبدو كمعدوم من تلك الزاوية و هذا مرفأ المشكل أو سفينة الحل أتشخيصنا للوجود قاصر أم منقوص أم هو جزء منه في كل مرة تحاول إكتشافه تلصق به بعضا من وجودك فيصبح وجودا نسبيا خاصا حينيا . ممكن لكن الوجود واحد . أله تمثلات أم فروع؟ كيف ذلك؟... لا تزال كيف متشبثة في حقها في التواجد نائية بنفسها عن أن تكون بلا معنى . ففي كل مرة تحاول التخلي عنها تسبقك فتفتح لغزا قد تعجز سرابيل الكلمات عن التعبير عنه او وصفه أو في أقل الأحيان إدراكه لذلك ترى التفكر مشروطا بها : " ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل " ألم تر إلى ربك كيف مد الظل و لو شاء لجعله ساكنا" ففيها من الأسرار كما في الصحائف من الأقدار و فيها من الغموض إشاعة إن أدركتها لمست بماء عينيك حقيقة الأنوار. لذلك أفضل لنا أن ننصاع لأمرها و نحتكم لها غير متمردين و لا مخالفين فقط مطيعين مذللين كي لا تصيبنا لعنة الأفكار
الوجود و الهوية
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع
مواضيع لنفس المؤلف
مواضيع ذات صلة