حوارات هادئة/ هل يجوز قولنا: لا حياء في الدّين؟
د. يحيى محمود سالم التلولي | Dr. Yahya Mahmmoud Salem Tlouli
07/03/2023 القراءات: 1047
حوارات هادئة
هل يجوز قولنا: لا حياء في الدّين؟
بقلم/ د. يحيى محمود التّلولي
خلال جلسة حوارات ودية جمعت عددا من الأصحاب، فقد وجّه أحدهم سؤالا لآخر، فلم يعجب الأخيرُ السّؤالَ، فردّ عليه الأول قائلا: لا حياء في الدّين. فقال الأخير: هذه عبارة لا تجور. فسكت الأول. فقلت للأخير: وَلِمَ لا تجوز هذه العبارة؟ فقال: لأنّ العبارة تعني عدم وجود حياء في الدّين. فقلت: ومن قال لك ذلك؟ فقال: سمعت البعض –يقصد المشايخ- يقول بعدم جوازها. فقلت له: هذا كلام مردود جملة وتفصيلا؛ لأسباب:
أولا: دلالة العبارة ومعناها لا لا ينفي أصل الحياء، ولا تمامه من الدّين أو عنه.
ثانيا: لم يقصد، ولن يقصد أحد هذا المعنى للعبارة، وينفي الحياء من الدّين أو عنه.
ثالثا: لا يجرؤ أحد على نفي الحياء من الدّين أو عنه إلا جاحد أو جاهل بدينه، والنبي –صلى الله عليه وسلم- يقول: "والحياء شعبة من الإيمان".
رابعا: هناك من يتحرج، ويخجل في مواقف معينة من السّؤال عن شؤون دينه، ومن ذلك:
1- تحرج البعض من السّؤال عن الأحكام الشّرعية المتعلقة بالأمور الجنسية.
2- تحرج بعض كبار السّن من السّؤال والاستفسار عن أمور دينهم؛ مخافة أن يعاب عليهم السّؤال في مثل هذا السّن.
3- تحرج بعض حملة الشّهادات العليا من السّؤال والاستفسار عن أمور دينهم؛ خشية أن يعاب عليهم السّؤال في ذلك، وهم حملة شهادات.
ولذلك نقول لهؤلاء ولأولئك: لا حياء في الدّين.
خامسا: بالرجوع إلى دلالة الاقتضاء، نقول اقتضى الحال تقدير محذوف؛ ليستقيم معنى العبارة ودلالتها، فنقول: لا حياء في السّؤال أو الاستفسار عن قضايا الدّين وأحكامه.
وبهذا نرى أنه لا حرج من قول: لا حياء في الدّين.
يجوز- حياء- الدّين- العبارة
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع