رؤوس أقلام (منوعات في العلم والأدب) (226)
د. عبدالحكيم الأنيس | Dr. Abdul Hakeem Alanees
23/11/2024 القراءات: 123
-النبي صلى الله عليه وسلم يرد السلام على زائر:
قال البقاعي في "معجمه": "حدثني الإمام أبو الفضل بن أبي الفضل النويري، أن شيخ الإسلام نور الدين [الشريف الإيجي] لما ورد إلى الروضة الشريفة وقال: السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، سمع مَنْ كان بحضرته قائلًا من القبر يقول: وعليك السلام يا ولدي". نقله السيوطي في «نظم العقيان في أعيان الأعيان» (ص: 163)، في ترجمة ابنه عفيف الدين الإيجي (790-855).
***
-الشهيد الناطق:
قال البقاعي في "معجمه": حدثني تاج الدين أبو الفضل محمد بن محمد [بن أحمد بن محمد بن أحمد بن عبدالعزيز بن القاسم بن عبدالله بن عبدالرحمن المشهور بالشهيد الناطق] النويري المكي، قال: حدثني الشيخ عبدالرحمن بن النويري قريبُنا وهو ثقة خيّر قال: حدثني شيخ الإسلام سراج الدين أبو حفص عمر البلقيني قال: لما استشهد جدُّكم عبدالرحمن قال بعض الفرنج: هذا شيخُ الذين يزعمون أنهم إذا قُتلوا في حربنا كانوا أحياء. فقال الشيخ وهو قتيل: (ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتًا بل أحياء) الآية. فأسلم ذلك الفرنجي. نظم العقيان في أعيان الأعيان (ص: -160-161).
***
-وجوه نيرات:
رأيتُ على غلاف نسخة الأحقاف من "الفوائد البارزة والكامنة في النعم الظاهرة والباطنة" للسيوطي:
يتلقون مَنْ يؤم حِماهُـم … بوجوهٍ من التقى نيّراتِ
يا لها أوجهًا يلوحُ عليها … كلَّ يومٍ دلائلُ الخيراتِ
ورأيتُ في «سلك الدرر في أعيان القرن الثاني عشر» (2/ 136) أنهما للأديب إبراهيم السفرجلاني. وفيه: كلَّ وقت.
***
-ارحلْ:
أنشدني الأخ الشيخ عمر بن عبدالعزيز العاني في مدينة الفلوجة على شاطئ الفرات، يوم السبت (22/ 4/ 1403 = 5/ 2/ 1983م) لخاله محسن بن رشيد بن عبدالفتاح الصفّار الموصلي:
"بلا عنوان:
أفتحُ شباكَ الليلِ فأراكَ بعيدْ
وتسافرُ في عيني دمعة
أسألُ روحي: يا روحي كم يومًا لهلال العيدْ؟
يا مَنْ لا تذكرُ عاطفتي
يا مَنْ لا تهوى مشاركتي
أرجِعْ لي قلبي ثم ارحلْ
ارحلْ ارحلْ
فالعمرُ بدا يذبل
ودموعي كفتْ لا تسأل
ارحلْ فالبردُ شديدْ
سأغلقُ شباكي دونك
كي تبقى بعيدْ
ارحلْ فالبردُ شديدْ".
وأنشدني يوم الأربعاء (11/ 5/ 1403 = 23/ 2/ 1983م) له أيضًا:
ودِّعْ هواك وودِّع الأحبابا ... قلبٌ أذابته الهمومُ فذابا
ولم أكتبْ غير هذا البيت.
***
-مؤلف العقائد النسفية:
هذه مراسلة جرت بيني وبين الأخ الدكتور الشيخ حمزة البكري بشأن مؤلف العقائد النسفية" في [22 /8 /2020]:
ع: هل لكم تحقيق في حقيقة مؤلف "العقائد النسفية"؟
ح: لم أكتب شيئًا في هذا، ولكن بلغني أنَّ د. خالد زهري شكك في نسبته لأبي حفص النسفي بناءً على أقوال متأخرة تنسب الكتاب إلى نسفي آخر توفي في القرن السابع، وبلغني أنه تراجعَ عن ذلك فيما بعد.
وفي الحقيقة هذا التشكيك لا يقوى أمام أدلة وقرائن عديدة تثبتُ نسبته إلى أبي حفص النسفي، ومِن أهمها أن باحثًا من أوزبكستان وجد ترجمة للمتن إلى اللغة الفارسية ألِّفتْ قبل سنة 600، وأظن أن المترجم هو صاحب "الهداية"، وقد نسب فيها المتن إلى أبي حفص النسفي، وذكر أنه ألفه بطلب من أحد الأمراء، وقام هذا الباحث بدراسة هذا الموضوع في رسالته للماجستير، ولكن باللغة الأوزبكية.
ع:: بعض كتب الأثبات تنسبه إلى النسفي صاحب "بحر الكلام"، ويحتاج هذا إلى تمحيص.
ح: هذا وهمٌ جزمًا.
ع: لعل الله ييسر لك كتابة شيء في ذلك، فهو مهمٌّ.
ح: إن شاء الله. في النية كتابة شرح ميسَّر على متن العقائد النسفية يكون مناسبًا للمبتدئين، نظرًا إلى أن شرح التفتازاني من الكتب العالية، ويكون هذا مناسبة لتحقيق نسبة المتن إلى مؤلفه.
ع: وفقك الله لما يحب. وكنا قرأنا شرح التفتازاني على شيخنا الأستاذ الشيخ عبدالكريم الدَّبان التكريتي سنة (1404).
***
-من تواضع العلماء الربانيين:
كتب الأخ الدكتور وليد فائق الحسيني: "كان الإمام العلامة الشيخ عبدالحي اللكنوي رحمه الله يكنى بــ (أبي الحسنات) كناه بها بعض شيوخه، ومضت الكنية عليه وعرف بها. وفي مقدمة كتابه "التعليق الممجد على الموطأ برواية محمد" وهو شرح لموطأ مالك برواية محمد بن الحسن الشيباني رحمه الله... قال بعد حمد الله والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم: (وبعد ﻓﻴﻘﻮﻝ ﻋﺒﺪﻩ اﻟﺮاﺟﻲ ﻋﻔﻮ ﺭﺑﻪ اﻟﻘﻮﻱ، ﻣﻌﺪﻥ اﻟﺴﻴﺌﺎﺕ ﻭﻣﺨﺰﻥ اﻟﻤﺨﺎﻟﻔﺎﺕ، اﻟﻤﻜﻨﻰ ﺑﺄﺑﻲ اﻟﺤﺴﻨﺎﺕ، المدعو بعبدالحي اللكنوي ...) كأنه مِن تواضعه يقول بأن كنية (أبي الحسنات) لا تناسبه .. فوصف نفسه بمعدن السيئات ومخزن المخالفات. هذا مع أنه إمامٌ تقيٌّ ورعٌ، عالمٌ عاملٌ متفننٌ، سارت بمؤلفاته الركبان، وملأت علومه البلدان. وهذا شأن العلماء الربانيين، يبالغون في ذم أنفسهم، ويأنفون من المدح .. رحمة الله عليه.
***
-مكتبة السادات الوفائية:
فيها نحو (1000) مجلد: هي تابعة للسادة الوفائية بمصر، لم يتيسر لنا درسها لعدم انتظامها، لكنا تصفحنا فهرسها الموضوع سنة (1268 هـ)، فوجدنا فيها نحو ألف مجلد أكثرها مخطوط، بينها نحو (400) مجلد في التاريخ واللغة والأصول، ومن الكتب النادرة فيها: النور السافر في أخبار القرن العاشر للعيدروس، والضوء اللامع في أعيان القرن التاسع للسخاوي، وفوائد الارتحال وغرائب السفر في أعيان القرن الحادي عشر، والثناء الباهر لتكميل النور السافر، وتاريخ الذهبي، والإعلام بوفيات الأعلام، وشرح طبقات الأدباء. (تاريخ آداب اللغة العربية، جورجي زيدان).
نشر هذا د. أحمد عامر - جامعة دمياط.
وقال الشيخ صالح الأزهري: "تفرقتْ بين مكتبات عدة، والنصيب الأكبر منها آل إلى مكتبة الملك سعود".
***
-حماد بن أبي سليمان:
ورد في (سند الفقه الحنفي) في كتاب "إتحاف المستفيد بغرر الأسانيد" للشيخ محمد ياسين الفاداني رحمه الله تعالى (ص: 41): "عن الإمام محمد بن الحسن الشيباني، عن الإمام الأعظم أبي حنيفة النعمان الكوفي صاحب المذهب، وهو عن حماد بن زيد، عن إبراهيم النخعي...".
وقولُه: حماد بن زيد" سهو والصواب: حماد بن أبي سليمان.
***
منوعات
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع
مواضيع لنفس المؤلف
مواضيع ذات صلة