مدونة د. منى عايد يوسف


لا تواجه الضغوطات النفسية ... لكن تقبلها وتعايش معها !!

منى عايد يوسف | Muna Aied Yousif


28/10/2022 القراءات: 2403  


الحياة مليئة بالضغوطات النفسية والهروب منها هو امر شبه مستحيل لذلك لا تواجه هذه الضغوطات ولكن على العكس تصاحب معها
فبيدك ممكن ان تحول حياتك الى جنة او الى نار
ففي عقلك قد تدور حرب طاحنه تعمل فيها افكارك على تحطيمك أو نصرتك .
ودماغك قد يصبح صديقك او عدوك اللدود لأنه لا يعمل من فراغ فهو يود حمايتك ويحافظ على مستوى مستقر من المشاعر لهذا هو يعشق الرتابة والتكرار ويقدس الملل حتى لا يجعلك تستهلك جهد او طاقة.
فعندما تكون تحت ضغط نفسي فدماغك سوف يعلن حالة الطوارئ لان هناك تهديد على الجسم وهو بهذا لا يفرق بين التهديد الحقيقي وضغط الاحاسيس فالأمر سيان لديه اذا كنت تهرب من اسد او تهرب من مشاعر سيئة ,
وهذا كله يجعل دماغك يخرج عن الروتين وفترة الراحة ويجعله تحت وطأة الضغط النفسي
فيفقد الانسان القدرة على التحكم ويبدو عليه التعب حتى وان كان جالسا على مكتبه طيلة الوقت
لان الضغط النفسي يؤثر على نشاط النواقل العصبية التي تكون مسؤولة عن احاسيس السعادة والغضب والتركيز واتخاذ القرارات والنوم وحتى ادراك الألم وحركة الأمعاء لذا يحس الانسان بالأوجاع عندما يكون مضغوط نفسيا .
هناك أيضا امر اخر هو ان الدماغ لم يعد باستطاعته ان يجاري التطور الحاصل والرغبات المتزايدة فانت تتوقع ان تحصل على منصب اعلى وبيت فخم واموال كثيرة
لكن هذه التوقعات اذا لم تتحقق فستصطدم بالواقع وتجد ان الامر لم يكن بهذه السهولة عندئذ ستقع في دائرة الإحباط والضغط النفسي.
أيضا هناك توقعات الاخرين فمثلا حياة الأبناء في الغالب تكون تحت وطأة توقعات آبائهم وهذا سيكون عامل ضغط على الطالب اثناء الدراسة لان اهله يراهنون على تفوقه.
كما لا يفوتنا ان نذكر الغضب الذي يعالج كل شيء بطريقة سيئة واذا سمحت للآخرين ان يغضبوك فقد سمحت لهم ان يهزموك.
هناك دراسة من جامعة فلوريدا أوضحت ان مستويات الضغط العالية زادت من وفاة الأشخاص بنسبة 43 % لانهم كانوا يعتقدون ان الضغط النفسي يضر بصحتهم ولكن الضرر كان اقل بالنسبة للأشخاص الذين تقبلوا الامر وتعايشوا معه.
لا تسمع اخبارا تضايقك وهذا مرتبط ايضا باستخدام الجوال ومتابعة السوشل ميديا لحد الهوس.
ولا تجالس من يضايقك ويشحنك بطاقة سلبية ولا تتبع اخبارهم فعندما تكون في مشكلة فلن يفهمك الا من يحبك او من كان في نفس حالتك.
هل لديكَ الكثير من الوقت؟ شارك في اعمال تطوعية وساعِدْ نفسَكَ أثناء مساعدة الآخرين.
ركز على عدد صغير من الأهداف الأساسية
نظم وقتك وغير أسلوب حياتك وازل عنك كل المشتتات ونظم استخدامك للانترنت والايميل والواتس وغيرها واجعل متابعتها في أوقات محددة لتصل لهدفك وتجنب النهايات المفتوحة الغير محددة بزمن.
سجل مدى تقدمك الأسبوعي والشهري
واهم خطوة لتستمر في طريقك هي الراحة لتعيد شحن نفسك وتكون أفكار جديدة. احتسي فنجان قهوة مع صديق أو قم بمراسَلَة قريب لكَ عبر الإنترنت، لان غريزتكَ قد تدفعكَ إلى الانعزال عن العالم عند تعرضك للضغوطات لكن التواصُل الاجتماعي وسيلة جيدة لتخفيف الضغط النفسي؛ لأنها تشتت انتباهك عمَّا يُؤَرِّقُكَ، إضافة إلى توفير الدعم والمساعدة.
اعتني بصحتك كل غذاء صحي ونم جيدا لان قلة النوم سوف يعرضك للارهاق وسيؤثر على جهازك المناعي والعصبي ولن ينتهي الامر عند هذا الحد فالضغط سوف يجعلك تدور في حلقة مفرغة مما يجعلك تنجز الاعمال بصعوبة وبالتالي سوف تتراكم عليك وتدخلك بإحساس الذنب لتقصيرك ويزيد ذلك من ضغطك النفسي فيؤثر على تركيزك وانتاجك وهذا قد يؤثر على اقتصاد بلدك!
فقد قامت مؤسسة «راند أوروبا» للدراسات والأبحاث، بدراسة عن التكلفة لاضطرابات النوم، على اقتصاد خمسه من أقوى الدول اقتصاديًا على مستوى العالم، ووجدوا بأن النوم غير الكافي أدى لخسائر اقتصادية تقدر بأكثر من 630 مليار دولار.
وكي لا يتفاقم الامر عليك اكسر هذه الحلقة
تحكم بصحتك مارس الرياضة أو قم بألاعمال المنزلية أو أي شيء آخر يحافظ على نشاطكَ لان النشاط البدني يمكن أن يحفز إفراز الإندورفين والانسفالين اللذان يتحكمان في قدرة الدماغ على الاستقبال والاستجابة والإحساس بالألم والإجهاد.
ويمكن أن يشكلان جزءاً من نظام تسكين الألم في الجسم كما يمكن للرياضة ان تعيد تركيز عقلكَ على حركات جسمكَ وتعزِّز من الإحساس بالراحة النفسية.
ويمكن للتأمل وزيارة إحدى دور العبادة أن يوفر لك الشعور بالهدوء والسلام والتوازن الذي يفيد الصحة
إن كتابة أفكارك وما تحس به يمكن أن تكون فكرة جيدة لتفريغ العواطف. فما عليك سوى الكتابة. اكتب أي شيء يبدر لذهنك وبدون قواعد نحوية ويمكنك التخلص مما كتبته أو الاحتفاظ به كي تراجعه لاحقًا.
وتذكر ان البيئة التي بها اقل قدر ممكن من الضغط هي بيئة صحية ومنتجة خاصة اذا كنت اب او ام اجعل من بيتك مكان للراحة لك ولأسرتك ولا تضع توقعات كبيرة لأبنائك كي لا تشكل عبئا عليهم .
لا تكدر صفو حياتك بمواضيع قد تضايقك واصنع لنفسك مناخا إيجابيا واعتزل ما يؤذيك
فان كنت تخاف من فقدان الأشياء وتخاف ان تختار شيء ثم يظهر لك خيار افضل فسيجعلك ذلك تتخذ قرارات توصلك الى الندم
لذلك لا تبدأ ان كنت خائفا ولا تخف اذا بدأت
ولا تحمل هم الغد
ولا تخف من المستقبل ولا تحزن على الماضي
دع الماضي للماضي ولا تزعج نفسك بذكراه
فالإحباط والاكتئاب لن يصنع لك حلًا لمشاكلك والحزن لن يرجع لك فقيدا ..
فمن الممكن أن تتغير حياتك إلى الأفضل حينما تتعلم كيف تتوقف عن التفكير في الأمور التي لا تستطيع تغييرها ..
وبمرور الوقت ، سوف تدرك أن اغلب احزانك لم يكن إلا صناعة ذاتية قمت بها بجدارة لتحطيم نفسك.
ثق بالله.. تعلم الصبر وتفاؤل..
فعند غلق الأبواب في وجهك فكن على يقين ان الله قد فتح لك باب اخر ولكنك لم تراه لان عينيك لم تفارق الباب المغلق.
التفاؤل بالحياة واليقين بأن القادم افضل سوف يزيد من ثقتك بنفسك .
وتعلم جيدا ان لا تواجه الضغوطات النفسية ... لكن تقبلها وتعايش معها.


الضغوطات النفسية التنمية البشرية الاحباط التفائل الثقة بالنفس


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع