مفهوم الاعجاز الاعلامي في القرآن الكريم
د. طه أحمد الزيدي | Dr. TAHA AHMED AL ZAIDI
25/10/2019 القراءات: 5569
مفهوم الإعجاز الإعلامي
الإعجاز في اللغة: أصله التأخر عن الشيء ، واسم للقصور عن فعل الشيء ، والضعف، وهو ضد القدرة، ونقيض الحزم، فلا يأتي بالأمر، وهو الفوت والسبق ؛ يقال: أعجزني فلان، أي سبقني وفاتني ، وجعلني عاجزا عن طلبه وإدراكه .
والإعجاز في الاصطلاح: أن يُؤدّى المعنى بطريق، هو أبلغ من جميع ما عداه من الطرق .
والإعلام؛ لغة: التبليغ والإخبار ، واصطلاحا هو: عملية تزويد الناس بالأخبار والحقائق والمعلومات الصادقة عن طريق وسائل ، أو نشر الأخبار والمعلومات والآراء والحاجات والمشاعر والمعرفة والتجارب على الجماهير بشكل شفوي أو باستخدام وسائل أخرى بغرض الإقناع أو التأثير على السلوك .
وفي الاصطلاح الإسلامي : هو تبليغ الجماهير بحقائق الدين الإسلامي ونقل الأخبار والوقائع والمعلومات بصورة صحيحة ومنضبطة عبر وسائل مخصوصة، بقصد الإقناع والتأثير ، أو: فن إيصال الحق للناس قصد اعتناقه والتزامه وفن كشف الباطل ودحضه قصد اجتنابه ، فهو بناء وتحصين .
تعريف الإعجاز الإعلامي
هو: السبق القرآني في عرض حقائق تتعلق بعملية تزويد الناس بالأخبار والحقائق بشكل شفوي أو عن طريق وسائل ، في الشكل والمحتوى والتأثير.
أو: هو السبق القرآني في عرض حقائق تتعلق بعملية الاتصال الإعلامي، في الشكل والمحتوى والتأثير.
وهذه الحقائق منها ما تم التوصل إليها في ظل الدراسات الإعلامية المعاصرة، ومنها ما لم يتم التوصل إليها بعد، فمطلوب من علماء الإعلام الإسلامي أن يثوروا الآيات القرآنية، ليكتشفوا أسرار التشريع الإعلامي ، ليوظفوها في نشر الرسالة الإسلامية عبر وسائل الاتصال الحديثة، تحقيقا لعالمية الرسالة، وزيادة التأثر بها، وتحجيما للرسائل الإعلامية المضادة .
وعناصر الإعلام في القرآن، يمكن تحديدها بالآتي: (الله تعالى هو مصدر الرسالة ، والرسول هو المرسل والقائم بعملية الاتصال بالناس لتبليغ الرسالة، والقرآن الكريم هو الرسالة التي يراد تبليغها وايصالها للناس، والوسائط في نقلها ، بين الله ورسوله هو الوحي بواسطة جبريل عليه السلام، وبين الرسول والناس هو القرآن المتلو والكتاب المسطور، والخطب والمواعظ، والاستجابة الايجابية تتمثل بالإيمان به والعمل بأحكامه، والتخلق بأخلاقه، والسلبية بالإعراض عنه وجحد آياته).
ارتباطات الإعجاز الإعلامي
على ضوء تعريفنا للإعجاز الإعلامي في القرآن الكريم نجده يرتبط بمجالات الإعجاز كافة ، فحقائق الإعجاز الإعلامي المتعلقة بالشكل ، ترتبط بإعجاز الصياغة والبناء، مضيفا إليها صورا تتعلق بقوالب البناء الإعلامي، وفنون الكتابة الصحفية، والأساليب الإعلامية.
وحقائق الإعجاز الإعلامي المتعلقة بالمضمون ترتبط بإعجاز المحتوى والموضوعات، مع إضافة محتويات تتعلق بالمحتوى الإعلامي من حرب نفسية ودعاية وإعلان وعلاقات عامة.
وحقائق الإعجاز الإعلامي المتعلقة بالاستجابة، فترتبط بالإعجاز التأثيري، وما تأتي به من حقائق جديدة بشأن التأثير الجماهيري لوسائل الاتصال ورسائله.
مقاصد الإعجاز الإعلامي
هنالك مقاصد ترجى من دراسة الإعجاز الإعلامي في هذا العصر، الذي أحكمت وسائل الاتصال الحديثة قبضتها على عقول الناس وأفئدتهم ، وتلاعبت بمشاعرهم وعواطفهم، وعمل القائمون عليها على توظيفها لتوجيه الرأي العام بما يخدم الأفكار التي تريد القوى العظمى نشرها في المجتمعات كافة ولاسيما الإسلامية، ولعل من ابرز مقاصده وغاياته:
- ترسيخ مصدرية القرآن الكريم كونه كتاب الله تعالى، وما يستجد من حقائق إعلامية تعزز ما تم اكتشافه من وجوه الإعجاز الأخرى بما يعزز هذه الحقيقة الخالدة .
- تعزيز صدق القائم برسالة الإسلام ، وكونه نبيا يوحى إليه من ربه.
- فتح باب جديد للإيمان برسالة الإسلام، كونها اكتشفت حقائق تتعلق بعلم جديد اكتشفته البشرية مؤخرا، وهو الاتصال أو الإعلام، وأنها تعيش عصره، والناس مشغوفون به وبظواهره ونظرياته.
- تعزيز أن القرآن هو كتاب الله المعجز في كل عصر ومصر ، ولا يزيد تقدم العلوم والمعارف في المجتمعات، وتطور التقنيات ونظم المعلومات، إلا تأكيدا للإعجاز القرآني من خلال اكتشاف صور جديدة له ، توفره المعطيات الجديدة من العلوم والتقنيات، وحقا أنه كتاب لا تنقضي عجائبه.
- اتساع دائرة الاستجابة للعمل بما جاء في القرآن من أحكام وتشريعات، كون حقائقه لا تصطدم مع المكتشفات التي تعتمد تحري الحقيقة والتزام المنهج العلمي، بل إنها لا تخرج عن نواميسه وسننه.
- تعزيز ارتباط المسلمين بكتاب ربهم، وزيادة الاهتمام بتلاوته، وتجديد تدبره في ظل حقائق الإعجاز الإعلامي، وما تتوصل إليه الدراسات الحديثة في هذا المجال.
الاعجاز القرآني- الاعجاز الاعلامي- الاعلام- دراسات قرآنية- مقاصد القرآن
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع