تواجه الجامعات العديد من التحديات والمتغيرات سواء على المستوى المحلي أو على المستوى العالمي، وهذه التحديات تؤثر على مهام الجامعات ووظائفها فتتطلب منها التنبوء بالمستقبل من أجل تجديد أو حتى تغيير أدوارها لكي تواكب تلك المتغيرات وتنافس بمواردها البشرية في الأسواق العالمية من خلال التفاعل بين التعليم والبحث العلمي الابتكار ،تلك الوظائف التي أصبح لا غنى عنها لأي جامعة تسعى نحو الريادة العالمية، يؤكد نموذج مثلث المعرفة على الروابط بين التعليم والبحث والابتكار ، ويضع مؤسسات التعليم العالي في موضع مناسب في نظم الابتكار والارتقاء بأدائها الإبداعي.
ومن ثم يهدف البحث الحالي إلى مناقشة مفهوم مثلث المعرفة الذي اكتسب أهمية كبيرة في السنوات الأخيرة كإطار لسياسات الابتكار وخاصة في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية وأوروبا، كما اكتسب هذا المفهوم شعبية لأنه يؤكد على منهجية متكاملة للترابط بين البحث والتعليم والابتكار ، ووضع رؤية مستقبلية للجامعات المصرية في ضوء نموذج مثلث المعرفة الذي تبنته العديد من الجامعات على مستوى العالم وخاصة الجامعات الأوربية ، والتعرض للأدوار التقليدية للجامعات المصرية ومشكلاها ،ثم تقديم الرؤية المستقلية من خلال عمليات التفاعل والتكامل بين مكونات مثلث المعرفة ( التعليم والبحث والتطوير) مع وضع مجموعة من المقومات لنجاح هذا النموذج.