تذكر لنا المصادر التاريخية أن اليمنيين كانوا سادة الماء في العالم، وإليهم تُنسب كل أدوات وتقنيات الري والسقي الزراعي، وأحواض تخزين الماء وهندسة الجسور والسدود، ومد قنوات الري، ورفع الماء إلى الحقول المتدرجة عبر الجبال المزروعة حتى أن بعض الشواهد تثبت تماثل العمران في المنشآت المائية في المغرب الأقصى واليمن، مما يدل على أن الخبرة اليمنية وصلت إلى نطاقات ودول بعيدة جداً. لقد أحيى اليمنيون في غابر العصور وقديم الأزمان بلداناً ميتة، وَرَوَوْا أُمماً وقبائل عطشى، وأنشأُوا حقولاً ومزارع وجنات يانعة، وبنوا المدن وعمّروا الحواضر وشيّدوا القصور والجسور.