مدونة د. إبراهيم عبد اللطيف العبيدي
الاقتصاد التشاركي من أبرز صور اقتصادات المستقبل
د. إبراهيم عبد اللطيف العبيدي | Ibrahim Abdullatif Alobeidi
18/09/2021 القراءات: 2642
في ظل تسارع الوقت، والتقارب التقني، وملازمة الأجهزة المحمولة بمختلف أشكالها وأحجامها بشكل عام، والهواتف النقالة بشكل خاص، برزت أنماط جديدة من العلاقات، استثمرها بعض الناس بتحويلها من مجرد قضاء وقت وتصفح وتسلية، إلى عمل حقيقي مثمر، عن طريق تفعيل العمل وكسب المال القائم على مبدأ الدمج بين الجهد والمجال التقني؛ الذي يعد القاسم المشترك بين أطراف المعاملة ..
وكانت بداية تفعيل هذا النمط عندما وجد ذلك الفرنسي نفسه مبتلاً وسط أحد شوارع باريس في ليلة شاتية شديدة المطر قبل أكثر من عقد من الزمن وهو يبحث عن سيارة أجرة؛ لتقله هو وصديقه إلى محل سكناهما، ولكن من دون جدوى.؛ بسبب شحة سيارات الأجرة في مثل هذه الظروف في أوروبا عموماً، وزد عليها ظروف الحر والرطوبة وبُعد البيوت عن الشوارع العامة في البلاد الحارة الأخرى وغيرها من الأسباب ..
وهذه الحادثة لم تمر من دون أن توقد في ذهن الرجل فكرة تأسيس شركة تقوم على تشغيل أصحاب السيارات في وقت فراغهم في خدمة نقل وتوصيل الأشخاص، من خلال الاستعانة بهواتفهم الذكية، وتفعيل تطبيق خاص بفكرة نشاط الشركة؛ ليتم التنسيق بين ثلاثة أطراف هم: السائق والراكب والشركة الوسيطة بينهما.
وما هي إلا سنوات حتى ازدهرت الشركة وانتشرت وتوسعت وعرفت في مختلف مدن العالم، وحققت أسهمها أرباحاً فاقت التوقعات!
ونتيجة لشيوع هذا الشكل من الأعمال وبسبب جائحة (كوفيد 19) تعرضت الشركة- شأنها شأن مثيلاتها- التي حذت حذوها في مختلف قطاعات الخدمات الأخرى؛ المتمثلة بمجال السكن على مستوى البيوت والشقق والفنادق وحتى الغرف المفردة -الزائدة عن الاستخدام- ضمن البيوت في بعض المجتمعات الغربية! وسائر الممتلكات الشخصية، الزائدة عن الحاجة، أو المتوقفة عن مزاولة عملها الروتيني اليومي؛ لمدة محدودة، ويرغب أصحابها في استثمارها وقت توقفها؛ مثل (قوارب الصيد والنقل البحري والنهري واليخوت وأدوات حصاد الزراعة والخيول وأدوات وأجهزة الرياضة والصيد وغيرها من المقتنيات الشخصية الأخرى) إلى انتكاسة لم تكن متوقعة؛ بسبب قيامها على فكرة استخدام الممتلكات والأدوات الشخصية، في وقت يشهد العالم فيه بأسره إجراءات احترازية تتمثل بالتباعد بين الناس، وعدم اقتراب شخص من آخر، فضلا عن استخدام أدواته ومقتنايته، بعد النجاحات التي حققتها مختلف هذه الخدمات (التشاركية) بشكل عام، وخدمات النقل بشكل خاص .. وقد شهدت هذه الشركات معاودة لنشاطاتها الجزئية بعد رفع الحظر في أغلب المدن والعودة التدريجية إلى مزاولة الأعمال ببطء وحذر.
وللتعرف أكثر على طبيعة نشاط شركات الاقتصاد التشاركي، وما يمكن أن تلعبه من دور إيجابي في تحريك اقتصاد المستقبل، وتأمين فرص عمل للعاطلين، وبيان الحكم الشرعي لهذا النوع من هذه الأعمال؛ لاسيما بعدما وجدت خدمات مثل هذه الشركات اليوم بشكل واضح في مدننا، وأصبحنا نراها أمام أعيننا، بل ونستخدمها أحياناً لمزاياها المقبولة نوعاً ما، ولعل أبرزها قلة كلفتها مقابل أسعار مثيلاتها من سيارات الأجرة العادية، وزيادة نسبة الأمان في معرفة بداية ونهاية خط السير، ومراحل التوقف والازدحام والتأخير المتوقع بطريقة إلكترونية ميسرة، وكيف يمكن تنزيل الفكرة وتفعيلها في أكثر من مجال خدمي، وعدم اقتصارها على مجال النقل وتوصيل الأشخاص مراجعة إصدار:
(الاقتصاد التشاركي دعامة مهمة في اقتصاد المستقبل- رؤية تأصيلية) في قناة مفكرة الاقتصاد الإسلامي على تطبيق التيليجرام في الرابط الآتي:
https://t.me/Ibrahimabdullatifobeidi
الاقتصاد التشاركي
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع
مواضيع لنفس المؤلف
مواضيع ذات صلة