مدونة هاجر سامي أحمد عامر


المراحل التاريخيه للدراسات الأسرية

د. هاجر سامي أحمد عامر | Dr. Hagar samy Ahmed Amer


31/01/2020 القراءات: 7969  


المراحل التاريخية للدراسات الأسرية:
لعل أول شكل اتفق العلماء على ظهوره على مسرح الحياة الإجتماعيون كان ذو طبيعة دينية وعائلية في آن واحد وأطلقوا عليه اسم العشيرة وكان جميع أفراد العشيرة يرتبط بعضهم ببعض برابطة قرابة متحدة، ولم تكن هذه الرابطة قائمة على صلات الدم كما هو الشأن في المجتمعات الحديثة في الوقت الحاضر وإنما كانت على أساس انتماء الأفراد لتوتم واحد .
والتوتم عبارة عن نوع من الحيوان أو النبات تتخذه العشيرة رمزاً لها ولقباً لجميع أفرادها، وتعتقد إنها تؤلف منه وحدة اجتماعية، فإنتماء مجموعة من الأفراد للتوتم يجعلهم أفراد أسرة واحدة .
لقد تطورت الأسرة الإنسانية تطوراً كبيراً من الأوسع إلى الأضيق من حيث الشكل المراحل التاريخية للدراسات الأسرية:
لعل أول شكل اتفق العلماء على ظهوره على مسرح الحياة الإجتماعيون كان ذو طبيعة دينية وعائلية في آن واحد وأطلقوا عليه اسم العشيرة وكان جميع أف إلا أن وصلت إلى وضعها الحالي، فالأسرة ظاهرة اجتماعية منذ ظهور الخليقة وهي الوحدة الإنسانية الأولى منذ خلق الإنسان، وتمثل الأسرة أحد النظم الاجتماعية الأساسية في المجتمع فهي النظام الذي يزود المجتمع الإنساني بالأفراد وينظم العلاقة التي تقوم بين الذكور والإناث، علاقة الزوج بالزوجة والأبناء وكذلك فهو يحدد الأدوار الاجتماعيةالمختلفة التي يقوم بها كل فرد في الأسرة والمكانة الاجتماعية لكل عضو فيها، ويتضمن الأفكار والقيم والاتجاهات ومختلف العناصر الثقافية من المجتمع إلى الطفل منذ ميلاده حتى يستطيع أن يتكيف ويتوافق مع مجتمعه .
كما قد سعت محاولات سيولوجية لدراسة العلاقة بين التطور التاريخي للأسرة ، وتحليل التغيرات البنائية الوظيفية التي حدثت في كل مرحلة منس المراحل التي حددها أصحاب هذا المحاولات ، ومن اهمها محاولة ( باتي يور برج ) في كتابها "الأسرة المتغيرة The changing family والتي حاولت فيه دراسة نوعية الأسرة ، كما ركزت (يوربرج) ، تحليلاتها على مناقشة طبيعة البيئة الإجتماعية والإقتصادية والإيكولوجية التي توجد فيها الأسرة.
وشهدت دراسة الأسرة مجموعة من التطورات حتى وصلت لما هي عليه الآن، وقد حددت لأربعة مراحل وهي :
المرحلة الأولى : العاطفية والفطرية "مرحلة ما قبل البحث السوسيولوجي المتخصص".
حيث برز الحديث عن الأسرة في كتابات المفكرين والفلاسفة والأدباء ويطغى عليه الجانب الأخلاقي والمثالي، وتتميز هذه المرحلة بسيادة الفكر العاطفي والتأملي وتمتد هذه المرحلة من منتصف القرن التاسع عشر تقريباً ، وفي هذه المرحلة كان الكتاب الاجتماعيون يعبرون عن وجهات نظرهم وأرائهم الخاصة في المسائل المتصلة بالحياة الأسرية، وخيرها يمثل هذا الاتجاه ما جاء في كتابات " كونفشيوس" في العصور القديمة حين يقول "إن السعادة تسود المجتمع إذا سلك كل فرد سلوكاً صحيحاً كعضو في الأسرة " ، وكان الفلاسفة من حين لآخر يرسمون خططاً "يوتوبيا" يضمنونهاطرقاً جديدةلأدوار الأسرة كحل للمشاكل الاجتماعية والتقليدية، كما جاء في جمهورية أفلاطون عن الأسرة المثالية وكان هدفه أفلاطون الوصول للأسرة المثالية وإلغاء الروابط الأسرية التقليدية.
المرحلة الثانية : التطورية " مرحلة الدراسات الأنثربولوجية وأعتمدت هذه المرحلة على المنهج التاريخي وركزت على تطور الأسرة من خلال الاعتماد على النظرية الدارونية، التي ترى أن الأشكال الأسرية تتطور من الأشكال البسيطة إلى المعقدة مع تعقد في الوظائف والمهام.
وتمتد هذه المرحلة من منتصف القرن التاسع عشر حتى أوائل القرن العشرون وتتميز لعدد من الأفكار التي تميل لتطبيق الأفكار التطورية على ميدان الأسرة والزواج، ولهذا كانت أهم موضوعات البحث تدور حول الإجابة عن عدد من الأسئلة مثل هل المجتمعات الإنسانية من حيث الأصل تأخذ بنظام الوحدانية في الزواج؟.
كما أوحت أفكار دارون للمفكرين الاجتماعين أنه من الممكن تتطوير أشكال ونظم الحياة الاجتماعية بنفس الطريقة التي تتطورها الكائنات البيولوجية .
وارتبطت الأفكار الدارونية الإجتماعية بدراسات الأسرة نتيجة لسيطة النظريات التطورية ، التي اهتمت بتفسير نظريات المجتمع ومنها الأسرو تركزت هذه الدراسات حول مناقشة أصل المجتعماعات الإنسانية والإنسان الثقافية ونوعية التطورات الدينية ، التي توجد في المجتمعات التقليدية والبدائية .
كما أدت كتابات عدد من علماء الأنثربولوجيا من أمثال ( هوجان ) إلى دراسة أنماط الزواج والأسرة في المجتمعات البدائية، إلى تطور دراسة موضوعات الأسرةسواء كانت أسرة مختلطة او حديثة .
كما تطورت دراسة الأسرة على أيدي عالم الأنثر ببولوجيا ( هنري هين ) وتأكيدة على سيادة الأسرة الأبوية منذ أن ظهرت الحياة الإجتماعية ، كماأيدت تحليلات ( باخوفين ) على وجود نظام الأموية ونسبة إلى الام في الكثير من المجتمعات البشرية ، والسابقة على وجود النظام الأبوي نفسه ، كما تحول الإهتمام بدراسة الأسرة مع نهاية القرن التاسع عشرإلى معالجة أهم المشكلات الناجحة عن طريق الثورة الصناعية ، وظهور الحياة الإجتماعية الحديثة ، وما يترتب عليها من مشكلات مع الأفراد ، وخاصة الظروف الإقتصادية التي أدت إلى إنتشار الفقر .


المراحل التاريخيه للدراسات الأسرية


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع