حصة التعبير .. هل توفى حقها ؟
د.غازي الحيدري | Dr.Ghazi haidri
12/09/2021 القراءات: 1949
ليس كغيرها من الحصص تواجه هذه الحصة أصنافًا من المعلمين بين مستوى وآخر، فمجتهد لها وفيها ومقصر، ومهتم ومهمل، ولعل الأغلب من هؤلاء كما يبدو يرجحون كفة السلب لا الإيجاب وفقًا لخبرة كاتب هذه السطور..
وهنا قد يوافقني البعض فيما أقول وقد يخالف آخرون، ولكن دعوني في هذه الأسطر أطرق بعضًا من الأدلة لتأكيد ما أقول من وجهة نظر شخصية، إذ لن يكون ما أثبته هنا تعميمًا، أو نتيجة لدراسة بحثية، أو بحث علمي، وإنما هو تعامل مع الظاهرة انطلاقًا من طبيعة عملي في سلك التربية والتعليم، وتدرجي في مهام وظيفة مرتبطة بها، حيث تعرفت على هذه الظاهرة عن كثب، سواء مع الطلاب في قاعات الدراسة، أم بعد تخرجهم من المدارس والتحاقهم بالجامعات وما بعدها، وسواء كانوا طلابًا، أو معلمين، أو في مجالات أخرى، فالتدريس علمني ما كان يفعله من سبقوني في تدريس هذه المادة، ويفصح عنه الطلاب أنفسهم عند سؤالي لهم، وتلك مهمة من المهام التي أقوم بها عند تدريسي لصف ما للمرة الأولى، إذ لابد أن أسأل عن طريقة المعلم الذي سبقني؛ حتى أستفيد منها وأطور من أدائي، وعن هذه الحصة تحديدًا تجيبني إحدى طالباتي في الصف الثالث الثانوي بالقول: يا أستاذ لم يتم الاهتمام بهذه الحصة. ووافقت ذلك معظم الطالبات وفي أكثر من صف دراسي (فالحصة هامشية).
وعليه اعتبرت هذا الموقف دليلًا شخصيًا، إذ تكرر لأكثر من مرة وأكثر من صف، حيث عرفت من خلاله مدى الاهتمام بالمادة من عدمه.
أما دليلي الآخر فقد لمسته عند زياراتي المتعددة للمعلمين في حصص صفية (لمعاينة الأداء) كرئيس للشعبة،أو موجهًا،أو مديراً، فالمعلم يتساهل في التخطيط الكتابي لها تخطيطًا يليق بأهميتها هذا أولاً، أما ثانيًا فا التنفيذ للحصة لم يكن ليثير أويثري قاموس الطالب اللغوي من خلال النشاط الصفي بأنواعه، فالرتابة والجمود كانا حاضرين لدى معظم المعلمين والحصص التي تمت زيارتها، حيث أن المهارات اللغوية والذائقة الفنية والأدبية لا تبنى ولا تنمو الا بالأنشطة التفاعلية والاستراتيجيات المتنوعة والفاعلة .
أما الدليل الثالث فيتمثل فيما أواجهه ويواجهه غيري في كثير من المكاتب حين يفاجئك متقدم لطلب التوظيف، فتطلب منه أن يقدم طلبه بالمكتوب(طلب توظيف) فتشفق على حاله؛ للارتباك الحاصل والسؤال عن طريقة الكتابة وأسلوبها، أما من يكتب منهم فربما تجد العجائب في تقديمه التي لن ترى فيها ما يدل على تعلُّم المتقدم لأبجديات قواعد الإملاء ناهيك عن النحو والبلاغة، فهذه بعيدة كل البعد عما يقدمه البعض في مثل تلك الطلبات.
ومن خلال ما تم ذكره من شواهد، وما أكثرها! على آثار تساهل المعلم في تفعيل هذه الحصة المهمة، وهذا الفرع من فروع اللغة أستطيع القول: إن إيلاء هذا الفرع الأهمية هو مسؤولية المشرفين ثم المعلمين، فهلّا كرس المسؤولون جهودهم في تفعيل هذه الحصة كونها الفرع الأهم والأعم في هذه المادة؟.
بإمكانك الضغط على الرابط أدناه إن أحببت الانضمام إلى قناتنا على التلجرام 🌹
https://t.me/Dr_GhaziHaidri
حصة التعبير
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع
مواضيع لنفس المؤلف
مواضيع ذات صلة