رؤوس أقلام (منوعات في العلم والأدب) (259)
د. عبدالحكيم الأنيس | Dr. Abdul Hakeem Alanees
09/01/2025 القراءات: 14
-أثر ابن الجوزي في ابن المبرد:
تأثر ابن المبرد الحنبلي الدمشقي (ت: 909) بابن الجوزي البغدادي (ت: 597) في طريقة تأليف التراجم، ظهر هذا في كتبه:
-إرشاد السالك في مناقب الإمام مالك. وصرَّح هنا بتأثره، إذ ذكرَ "مناقب أحمد" له.
-محض الخلاص في مناقب سعد بن أبي وقاص. فقد رتبه على خمسة وستين بابًا. انظر (ص: 32-35).
-محض الشَّيْد في مناقب سعيد بن زيد. رتبه على خمسة وستين بابًا. انظر (ص: 91-95).
-محض الصواب في فضائل أمير المؤمنين عمر بن الخطاب. رتبه على مئة باب. انظر (ص: 1/ 122-127).
***
-ليس التصوف:
كتب إليَّ الأديب الأريب الشيخ ذاكر الحنفي معلقًا على الحلقة (247)، وفيها فقرة بعنوان: "بين الصوفية والمتصوفة":
مِن جملة ما نظمتُ في بيان حقيقة التصوف وتمييزه عن غثاء العصر:
ليسَ التّصوُّفُ نَقْرَ الدُّفِّ والطّارِ ... أوْ قَرْعَكَ الطّبْلَ أوْ نَفْخًا بِمِزْمارِ
أو هَزَّكَ الرَّأْسَ أوْ قَفْزًا تَعَوَّدُهُ ... أو حَمْلَ مِسْبَحَةٍ أوْ ضَرْبَ أوْتارِ
أو ضَرْبَكَ الشِّيشَ أو أَكْلَ الزُّجَاجِ ولَا ... حَمْلَ الأَفاعِيْ ولا مَشْيًا علَى النّارِ
وإنّمَا حُبُّكَ المَوْلَى فَتُفْرِدُهُ ... بِالحُبِّ والقَصْدِ في جَهْرٍ وإِسْرارِ
وخَوفُكَ اللهَ تَعظِيمًا لِحَضْرَتِهِ ... وسَكْبُكَ الدَّمْعَ مِنْ شَوقٍ إلى الباريْ
وَحُبُّكَ الْمُصْطَفَى المُخْتَارَ سَيِّدَنا ...حُبًّا يَفِيضُ لنا مَعْ دَمْعِكَ الجاريْ
وَحُبُّكَ الآلَ وَالأَصْحَابَ أَجْمَعَهُمْ ... مِنْ دُونِ تَفْرِقَةٍ مَا بَيْنَ أَقْمارِ
وَحِفْظُكَ الشَّرْعَ تَعْظِيمًا لِخَالِقِنَا ...وَقَفْوُكَ المُصْطَفَى في ضَوْءِ آثارِ
وَأَنْ تَقُومَ إِذا ما المِلَّةُ انْتُهِكَتْ...مِثْلَ انْتِفَاضَةِ لَيْثِ الغَابةِ الضّاري
وَأَنْ تَكُونَ عَنِ الأَكْوَانِ مُلْتَفِتًا ... وَتَجْلُوَ القَلبَ عَنْ أَوهامِ أَغْيارِ
وَأَنْ تَكُونَ بِقُرْبِ اللهِ مُغْتَنِيًا ...ولَافِتَ العَزْمِ عَنْ فَلْسٍ ودِينارِ
هذَا التَّصَوُّفُ نَهْجُ السَّابِقِينَ أُولِيْ الـ...ـعِرْفَانِ والصِّدْقِ في سَهْلٍ وأَغْوارِ
وغَيْرُ هذا دعاوى، صاحِ كاذِبةٌ ... مِنْ وَاهِمٍ، كاذِبٍ، غاوٍ وخَتّارِ
(21/ 11/ 2022م).
***
-ليت وليت:
قرأتُ في كتاب "أساس البلاغة" (ص: 289) مادة (ظعن) بيتًا لجرير، وهو:
ألا ليتَ أنَّ الظاعنين إلى الغضا ... أقاموا وبعض الآخرين تحمّلوا
وهو مِنْ قصيدته: أجدك لا يصحو الفؤادُ المعلَّلُ.
فقلتُ:
ولمّا أبَوا إلا وداعًا ورحلةً ... وقد شاقَهم بعد المقامِ تنقُّلُ
هتفتُ ولم أملكْ سوابقَ عبرةٍ ... بما قال مِنْ قبلي المُحبُّ المعلَّلُ
(ألا ليتَ أنَّ الظاعنين إلى الغضا ... أقاموا، وبعض الآخرين تحمّلوا)
بغداد: يوم الأحد (30) من جمادى الأولى سنة (1414هـ) = (14 من نوفمبر سنة 1993م)
***
-وجه ناضر:
أنتَ إذ جئتَ كالسرورِ إذا ما ... حلَّ قلبًا عاشتْ به الأشجانُ
نضرةُ الوجه أكسبتني انتعاشًا ... كسجينٍ فُـكَّتْ له القُضبانُ
بغداد (1414 هـ -1993م).
***
-دهليز الإلحاد:
اتصلتُ بشيخنا الأستاذ الشيخ محمد عوامة في المدينة المنورة، وسألتُه عن عبارة جاءتْ في كلام للشيخ يوسف الدجوي: "كأنَّ لسان الحضرة الإلهية..."، فقال: لا يجوز إطلاق هذه العبارة، ولا بدَّ من التعليق عليها، قلتُ: ما رأيكم بتأويلها وأنه يقصد الإلهام؟ فقال: كان شيوخنا يقولون: التأويل دهليز الإلحاد.
يوم الأحد (3) من ربيع الآخر سنة (1430) = (29/ 3/ 2009).
***
-الرضا:
أرسل إليَّ الأديب الشاعر البارع المحقق الأستاذ محمد كمال يوم الخميس (24) من ربيع الآخر سنة (1431هـ) = (8/ 4/ 2010م) من مدينة حلب قوله:
رُبَّ حزنٍ عرفتُ فيه يقيني ... ورأيتُ الأنوار تغمرُ دربي
كلما زارني أزحتُ همومي ... وتلقيتُ بالرضا كلَّ خطبِ
فأرسلتُ إليه:
لك شكري على إضاءة دربي ... بشعورٍ رجعتُ فيه لربي
وأراني أقول يا حزنُ مهما ... جرتَ يومًا فإنَّ ربيَ حسبي
وأطلعتُ الأخ الشيخ قاسم محمد جاسم على هذا فقال:
ليس غير الرضا على كل حالٍ ... عدة للحزين في كل كربِ
فإذا أمطرتْ غيومُ البلايا ... سمقتْ غابةُ الرضا فوق قلبي
***
-أهل المنامه:
كتبتُ إلى الأخ الصديق الأديب الأريب الشاعر النائر د. عمر بن عبدالعزيز العاني البحريني:
ما بالُ أهلِ "المنامه" ... لا يذكرون الندامى؟
فكتب يقولُ: "هم في قرية آق يزه التابعة لمحافظة صقاريا في تركيا يقرأون الفاتحة لروح شمس الأئمة أبي بكر السرخسي، ويباركون ترجمة كتابه المبسوط إلى اللغة التركية، في مؤتمر تعقده كليةُ الإلهيات، في جامعة صقاريا".
فكتبتُ إليه:
جزاكم الله خيرًا ... وردَّكم بالسلامه
دبي: يوم السبت (8) من ذي القعدة سنة (1431هـ) = (16 من أكتوبر سنة 2020م).
***
-الأم والحماة:
حدثتنا الوالدةُ -رحمها الله تعالى ونور مرقدها- في مدينة إسطنبول في شهر ذي القعدة سنة (1436هـ) = (أغسطس 2015م) قالت: سمعتُ الوالدة (وهي السيدة رتيبة القلعجي (توفيت شهيدة سنة 1966م) رحمها الله) تقول: كان لامرأة ولدٌ وحيدٌ فزوجته، وضاقتْ الكنةُ بحماتها فحملها ابنُها مكرهًا ووضعها في المقبرة، ومعها دولابها، وكانت امرأة صالحة، فمر عليها رجلٌ صالحٌ فسألها عن حالها فحمدت الله تعالى، واختبرها فقال لها: كيف الصيف والشتاء؟ فقالت: ما أحلى الصيف وأكلاته، وما أحلى الشتاء وفجلاته! فدعا لها أن يخرج من فمها ليرةٌ ذهبيةٌ كلما تكلمتْ كلمة. وجاء ابنُها بعد يومين يتفقدُها فرأى كومة ذهب! فحملها وأرجعها إلى البيت. فلما رأت زوجتُه ذلك ألزمته أنْ يحمل أمَّها إلى المكان نفسه، فحملها وكانت بذيئة اللسان، فمر عليها ذلك الرجلُ الصالحُ واختبرها كذلك فقال: كيف الصيف والشتاء؟ فقالت: الصيف حريق، والشتاء غريق. فدعا عليها أن تُحدث مِن فمها كلما تكلمتْ كلمة. وجاء صهرُها ينظر ما كان، فكان كلما كلمها وردَّت عليه أحدثتْ! وحملها إلى البيت، وضاق بها وبابنتها، فطلق البنت وطردهما من بيته، وعاش مع أمه!
***
منوعات
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع
مواضيع لنفس المؤلف
مواضيع ذات صلة