تستوقفنا هذه المداخلة حول دراسة ونقد للمصادر التاريخية العربية والتي تناولت اخبار الاوراس في آواخر الفترة البيزنطية والتي سنعكف على إحصائها ومن ثمة تحليلها لكي يتسنى لنا الخروج بمجموعة من الملاحظات والنتائج.حول الوضع العام للوجود البيزنطي في اخر مراحله في إقليم الاوراس. والأكيد أن دراسة هذا الموضوع لا يطرح إشكالية واحدة بل سيطرح إشكالات متعددة فالإشارات التي اوردتها المصادر العربية في الفترة البيزنطية، عن جبل الاوراس ستمكننا من إعادة بناء وتركيب تاريخ حواضره ومعالمه الأثرية والتاريخية. خاصة وأن نسبة كبيرة لا تزال مجهولة الهوية، لم تحض بالدراسة التاريخية والأثرية على غرار ما حظيت به نظيرتها في المشرق الإسلامي. وبالرغم ان تلك الإشارات يعوزها الكثير من الدقة لعدم تمكيننا من بناء مشهد كامل للحياة بتلك الحواضر في العصر البيزنطي، خاصة وان التأريخ المحلي له أهمية قصوى في عملية إعادة كتابة التاريخ الوطني، ذلك لما توفره الدراسة المونوغرافية ، المحدودة في مجاليها الزمني والمكاني، من إمكانية التحري المجهري حول الأحداث والوقائع التي عاشتها المناطق والجهات المختلفة من إقليم الاوراس الذي كان يمتد امتدادا كبيرا لا كما نعرفه الآن.
د. جمال عناق | ANNAK DJAMEL | 35887