تنوعت طرق المحدثين والعلماء في سيبل حفظ السنة النبوية, وخدمتها, وكانت الدراسة التحليلية أحد المناهج, والوسائل التي اتبعها العلماء في تقريب تطبيق السنة النبوية, وربطها بعلوم ومستجدات العصر الحالي بما يسهم في تعزيز ربط المسلم بالقرآن الكريم والسنة النبوية, وجاءت هذه الدراسة التحليلية حول أطوار خلق الجنين وإثبات القدر في ضوء حديث عبد الله بن مسعود-رضي الله عنه- قال حدثنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:" إِنَّ أَحَدَكُمْ يُجْمَعُ خَلْقُهُ فِي بَطْنِ أُمِّهِ أَرْبَعِينَ يَوْمًا..." تناولت تخريج الحديث, وبيان معانيه, وفهم المتقدمين والمعاصرين للحديث, وكونه أصل في إثبات القدر, والتحذير من سوء الخاتمة, واستنباط أهم الفوائد التي اشتمل عليها.
وتتمثل دلالة الحديث في بيان عظيم قدرة الله تعالى في خلق الجنين في بطن أمه, وأطوار وزمن تخلقه من النطفة إلى العلقة والمضغة و بديع تصويره في أربعين يوما, ونفخ الروح فيه, وهذه الأوصاف لأطوار الجنين لم يقف عليها العلم الحديث إلا بما توفر له من أجهزة, وآلات حديثة في القرن الماضي أي بعد ثلاثة عشر قرنًا من الهجرة النبوية . وأن نفخ الروح يكون بعد التصوير والتخليق في طور المضغة, والأحاديث دلت على أن نفخ الروح لا يكون إلا بعد أربعة أشهر.
كما أن الحديث أصل في إثبات القدر ووجوب الإيمان به, فقد سيق لبيان الخاتمة, وأن كتابة الأجل والرزق والعمل وحاله من الشقاوة أو السعادة في بطن الأم موافق لما سبقت كتابته في اللوح المحفوظ, ولا تؤثر الكتابة على العمل؛ لأن هذه الكتابة هي بيان لعلم الله السابق, وأن كلا ميسر لما خلق له من الأعمال التي هي سبب السعادة أو الشقاوة, وأن السعادة المقصودة في الحديث هي الإيمان, والشقاوة المقصودة هي الكفر, وفيه التحذير من سوء الخاتمة, فينبغي عدم الركون إلى الأعمال, وترك الالتفات إليها. والحث على المسارعة والمداومة على العمل الصالح؛ لأن الإنسان لا يعلم متى يحين أجله.
الكلمات المفتاحية: أطوار الخلق, خلق الجنين, القدر, حديث عبد الله بن مسعود, دراسة تحليلية.
عائشه محمد نور الدين محمد عبد المذكور | Aisha Mohamed Nuor Eldin Mohamed Abd el-mazqur | 1747