مدونة أحمد بوكريطة


العالم ما بعد فيروس كورونا وأي دور للمسلمين؟

أحمد بوكريطة | Ahmed BOKRETA


17/09/2020 القراءات: 3391  


  جائحة كورونا أو ما يسمى بـ "كوفيد 19" الفيروس الذي ظهر أواخر عام 2019 وانتشر في أغلب أرجاء المعمورة إن لم نقل جلها، مخلفا ومازال يخلف الألاف بل مئات الألاف من الضحايا والعدد مرشح للارتفاع، سواء كان هذا الفيروس أمر رباني أو مفتعل فإنه لا يخرج عن نطاق الآية الكريمة من سورة الأنعام في قوله تعالى:" قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم أو من تحت أرجلكم أو يلبسكم شيعا ويذيق بعضكم بأس بعض أنظر كيف نصرف الآيات لعلهم يفقهون" الآية 66.
  في كلتا الحالتين هو وباء دق ناقوس الخطر، فكشف المستور لدول كانت تتغنى بالعظمة والرقي والإنسانية، هذه الدول الآن حملت شعار "نفسي نفسي"، وعادت بنا أفعالها إلى الأزمنة الغابرة إلى زمن القراصنة، دولة تسطو على أخرى، تلاسن وتبادل للاتهامات وكل دولة تحمل الأخرى مسؤولية ما يحدث، لذا من الطبيعي في مثل هذه الظروف التي فرضها الوباء أن تبادر الدول جميعها إلى إعادة مراجعة أولوياتها وعلى رأسها الأمن الصحي الذي يتطلب تعاونا حقيقيا بين الدول على مستوى الخارجي كالاحتياطات والعزل والحد من تنقل الأفراد بين الدول وتبادل المعلومات والمساعدات وهذا لم يصل له العالم الآن بشكل فعال، أما على المستوى الداخلي للدول تم وضع استراتيجيات طارئة لمواجهة الفيروس الذي يهدد أمن وسلامة الشعوب، لأن ما نشهده حاليا وببساطة هي حرب بيولوجية ضد عدو خفي لا ندري متى تنتهي أو كيف ستنتهي، لكنها تعطينا الدافع والتوجيه الصحيح للتعامل مع هكذا حالات وتفتح أعيننا نحو نوع قديم جديد من الحروب وهي الحرب البيولوجية (أوبئة فيروسية) ـ
   أما بالنسبة لقطاع التعليم فقد ترك فيروس كورونا هلعا وقلقا كبيرين لدى المنتسبين إلى قطاع التعليم، فالمدارس والجامعات والمؤسسات التعليمية أسرعت إلى إغلاق أبوبها خوفا من انتشار هذا الفيروس بين الطلاب خاصة منهم المقبلين على اجتياز الامتحانات النهائية والتي ألغيت في بعض الدول، لذا اتجهت معظم دول العالم إلى اعتماد سياسة التعليم عن بعد كبديل أنسب وضامن عن التعليم الحضوري، كاستخدام تطبيقات ومحادثات الفيديو عبر الأنترنت مثل تطبيق زووم وغوغل ميتينغ وويب إكس ميت وغيرها من التطبيقات.... وتقديم دورات ودروس عن طريق التلفاز وذلك بإنشاء منصات تعليمية لكل الأطوار التعليمية، وكذلك على مواقع التواصل الاجتماعي كالفيسبوك والتويتر واليوتيوب والتي سيكون لها النصيب الأكبر من العملية التعليمية.
  ومن جراء هذه الجائحة تضرر الاقتصاد العالمي بشكل رهيب وتزايدت الخسائر يوما بعد يوم بسبب عمليات الإغلاق التي فرضتها هذه الجائحة على الدول، لذا لجأت دول العالم إلى اتخاذ جملة من الإجراءات الاستعجالية كزيادة في حجم الإنفاق الحكومي وتخفيض في ميزانيات التسيير لتعويض العجز الحاصل في الميزان التجاري، وتقديم قروض ومساعدات للشركات المتضررة جراء الوباء وإلغاء الضرائب عنها إذا اقتضى الأمر، كذلك تقديم منح للعائلات المتضررة والتي تم تسريح عدد كبير من عمالها ـ
   أما بخصوص الدور الذي ينتظر المسلمين للقيام به أمام انتشار هذا الوباء والإقرار العالمي الذي بين بوضوح انهيار منظومة القيم التي بنيت عليها أسس الحضارة الحالية (سياسيا، اقتصاديا، اجتماعيا، أمنيا، ثقافيا وتربويا) أمام هذا وجب على المسلمين أن يغتنموا الفرصة لتقديم النموذج الرباني الذي يرتكز أساسا على " ففروا إلى الله" ولن يتأتى ذلك إلا بأربعة أمور:
1_ استخدام وسائل التواصل الاجتماعي من طرف الأئمة والدعاة لنشر الإسلام الصحيح وتقديم النصح والموعظة ورفع المعنويات.
2- التنسيق بين العاملين للإسلام في مختلف المجالات وتمكين أهل العلم منهم لصياغة المشروع المتكامل للنهوض بالأمة ـ
3- تمكين النزهاء نظيفي الأيدي مستنيري العقول من زمام الأمور في مختلف المستويات في العالم العربي والإسلامي لتقديم البدائل و اقتراح الحلول ـ
4- التواصل بين أهل الإسلام من جهة وأصحاب الرأي السوي من غير المسلمين من جهة أخرى لوضع تصورات جامعة دون تصادم.
   وهذه الأمور الأربعة تتطلب وعيا كبيرا فإما أن نقوم له أو ننتظر دورة أخرى لحضارة أخرى تليها هزات أعنف للبشرية قد تكون بعد عقد أو عقدين من الزمن.


فيروس، كورونا، جائحة، المسلمين، كوفيد 19


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع