إشراقات حضارية ورؤى مستقبلية
معتز منتصر محمد خطيب | Mutaz Montaser Mohammad Khateeb
20/08/2023 القراءات: 763
دائما ما أقول أن ما يميز أي المجتمع هو تميز افراده , ولكن ما يجب على الأفراد الانتباه إليه هو أن مجتمعهم لن يكون أفضل بدون بذل وسعهم والإرتقاء بمجتمهم , ولربما يعتري هذا السعي إلى الرقي بعض العقبات والصعوبات وعلى ذلك يجب التنبيه إلى مصادر هذه الصعوبات لأن بعض هذه الصعوبات قد يكون داخلي , فمن الصعوبات الداخلية
الفرد: فالشخص السيء بسلوكه أو أخلاقه يعكس هذا على محيطه ومجتمعه , فيعرقل بذلك سير الأمة نحو الرقي
الفكر: الفكرة السيئة قد تكون تأثيراتها أكبر بكثير مما يتخيله البعض ولنضرب على ذلك مثال القنبلة النووية التي سقطت على هيروشيما , فمجرد فكرة كهذه أبادت آلاف البشر في طرفة عين وسببت شللا في دولة بأكملها
التناغم بين الأشياء: إن التجانس بين مكونات الحياة بأن يكون كل مكون يعمل برؤية واضحة ولهدف واضح يجعل من سير الحياة أسهل على الجميع , فمثلا إذا قمت بتمديد شبكة الكهرباء في المنزل بطريقة خاطئة فلن تحصل على إضاءة , ومن الذين كرسوا هذا التناغم ( فورد) صاحب شركة فورد حيث كان أول من أنشأ خط انتاج للسيارات بحيث يقوم كل فرد بمهمة محددة للوصول إلى المنتج النهائي
الثقافة هي (الخلق المستمر للذات) أما الحضارة فهي (التغيير المستمر للعالم ) و هذا هو تضاد الانسانية و الشيئية(علي عزت بيجوفيتش)
العلاقة ما بين السياسة والثقافة في البناء قلنا سابقا أن كل عناصر المجتمع تتكامل من أجل الوصول إلى مجتمع راقي ولا يمكن لأحد هذه العناصر أن يعمل لوحده , فالثقافة بمفهومها الشامل توجه طاقة الفرد لبناء أمته وأما السياسة فتعمل بشكل أعم حيث توجه طاقة المجتمع بالكامل لبناء المجتمع فما بدأت به الثقافة يترسخ بالسياسة , فلا يمكن للسياسة -وأنا أعني السياسة الصحيحة التي ترقى بالأفرد- أن تعمل في بيئة خالية من الثقافة , إذ أن ثقافة المجتمع شرط لصلاح سياسته. "الفرد هو المجتمع" المجتمع وتأثيره على الفرد إن المجتمع الذي يعلي من قيمة الفرد هو مجتمع متحضر سواء كان هذا المجتمع ريفي بسيط أم مجتمع متمدن ومتطور ماديا , فإذا قوبل الشخص في مجتمه بالإحترام فذلك سينعكس في سلوكه وتصرفاته مع الآخرين وبذلك ستكون انفعالاته منضبطة بهذا الإحساس مهما كان هذا الإنسان , وإنا نرى ذلك جليا في بعض دول العالم الذي يأخذ بعين الإعتبار رأي كل فرد من أمته صغيرا كان أو كبيرا , غنيا أو فقيرا جاهلا أو متعلما , مادامت هذه الفكرة تصب في صالح الكل , وأما من تقابل أفكاره بالإهانة والإحباط فسينعكس ذلك على شخصيته على المدى الطويل وسيصبح كل المجتمع محبط وغير قادر على التفكير والإنتاج . ان التقدم والحضارة هما نتيجة جهود العبقرية ، لا نتيجة ثرثرة الأكثرية كيف نعود إلى الحضارة أو ندخل بها؟ سؤال يلح علينا جميعا ولربما ما سأذكره في هذه المدونة هو ما يجول في أذهان الكثيرين , ولكن إن أردنا فعلا اللحاق بركب الحضارة فلا بد بداية من ترك اليأس والاستبشار بالمستقبل فلا يوجد مستحيل أمام الإرادة ثانيا علينا البدء ب( الفعل) فلو قام كل واحد بواجبه لوصل كل حق إليك بدون جهد منك كما أنك ستوصل حق الغير إليه , لأنك ترى ذلك واجبا عليك كما ان غيرك يرى حقك واجب عليه كذلك يجب علينا الاهتمام بالعناصر الأساسية المشكلة للحضارة ببعديها المادي والمعنوي كالعمران والهندسة و التكنلوجيا ونسخرها لخدمة البشرية , والثقافة والعلوم والأدب والفنون في الجانب المعنوي ويزين تاج الحضارة الأخلاق ببعدها المتجاوز والغير منحصر في فكر أو ثقافة أو مجتمع معين كذلك يجب أن يأخذ الدين ( سواء كونه علاقة روحية أو قواعد تشريعية) دوره الأساسي في تقويم السلوم وبناء الشخصية الإنسانية بمعزل عن أي مؤثرات أخرى هذه التكاملية بين الأفراد من شأنها أن ترقى بالمجتمع ككل , لكن ذلك لن يكون فجائيا أو عبثيا , بل يكون بالتحرك الفعلي والسعي من قبل كل أفراد المجتمع ومؤسساته لخدمة هذا الهدف حتى يصبح حقيقة وواقع يعاش. بقلم: أ.معتز السرطاوي
الفقه القانون أصول الفقه التشيريع الإسلامي المقاصد الشرعية الحضارة الإسلامية
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع
مواضيع لنفس المؤلف
مواضيع ذات صلة