اصنع قالباً ليرى إنجازك النور.
د.غازي الحيدري | Dr.Ghazi haidri
15/11/2024 القراءات: 127
لو سالتَ أكثر الناس إنجازاً في عالم البحث والتأليف عن سرّ سرعة إنجازاتهم وكثافتها ؛ لأجاب الكثير منهم ـ في ظني ـ بأنهم يعملون في ظل قوالب جاهزة أو يتعبون في إعدادها أولاً، وذلك يسهل عملية إضافة الجديد عليها ويعطي حافزاً للاستمرار وللمزيد من الإنجاز.
ذلك ما أظنه وأتوقعه حقيقة؛ لأني شخصياً استفدت كثيراً من هذه الاستراتيجية في الآونة الأخيرة لإنجازاتي الجديدة أو التي هي في طور الإنجاز.
ولو لم يكن ماقلته واضحاً ـ عزيزي القارئ ـ دعني أدلف قليلاً في التفاصيل وطرح الأمثلة، إذ بالمثال يتضح المقال.
فشخصياً عند إنجازي بعض الكتابات أو الرسائل أهتم كثيراً بصناعة القالب الذي سيظهر عليه هذا المؤلَّف، بل الصفحة شكلاً وحجماً وتنسيقاً وما إلى ذلك، ثم أجرب كتابة الموضوع الأول عليه؛ فإذا وجدته مناسباً اعتمدته كنموذج، ثم أكرر بعد ذلك كتاباتي بنفس المنوال، من خلال قص القديم وإضافة الجديد، وهكذا حتى أستوفي المهمة ويصبح المشروع جاهزاً بمجرد انتهائي من كتابة الورقة الأخيرة.
إذ وجدت نفسي في ظل هذه الاستراتيجية أكثر متابعة وأكثر إنجازاً بعكس السابق، حيث ما تزال بعض الإنجازات لدي في طور اللمسات الأخيرة، ولكنها قابعة في مكانها لانتظار حافز يحصل أو إلهام ينزل لاستكماله، والعودة ـ كما هو معلوم ـ فيها من الصعوبة الكثير ويعرف ذلك المجربون .
هذا مايتعلق بالكتابة ولا شك بأن غيرها من الإنجازات في مختلف المشاريع تتم بنفس الطريقة أو تكاد حسب نوع وطبيعة المشروع.
وعليه فإني أحمد الله وأثني عليه على إلهامي بهذه الاستراتيجية المهمة التي َلا أدري حقيقةً كيف تحصلتُ عليها، أهي من قراءة أم من مشاهدة أم من سماع نصيحة أو إرشاد صديق، لا أذكر ذلك، وعلى كل حال فالله هو الهادي والموفق، وعلى الله قصد السبيل.
د. عازي الحيدري
15 نوفمبر 2024م
من أسرار الإنجاز
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع