طوفان الأقصى، مواقف وعبر، (10) الثقة
سيف بن سعيد العزري | SAIF BIN SAID ALAZRI
25/10/2023 القراءات: 1347
أمامنا في #طوفان_الأقصى مشهدان مختلفان فيما يتعلق بالثقة:
الأول: المشهد الصهيوني:
يتسم بانعدام الثقة:
أولاً: على المستوى السياسي؛ فهناك مطالبات قويّة بعزل نتنياهو من رئاسة الحكومة على أساس أنّه غير صالح لقيادة المرحلة، وهناك أنباء من وسائل الإعلام الصهيونية تفيد بأنّهم "في مكتب نتنياهو يعملون على إخضاع وزراء "الكابينت" لآلة كشف الكذب على خلفية التوتر في القيادة السياسية".
وثانياً: على المستوى التنسيقي بينَ القيادة السياسية والقيادة العسكرية؛ فهناك خلافات قويّة في شأن توجيه ضربة استباقية في الشمال، وفي شأن الهجوم البرّي في الجنوب، حتى أنّ هناك وسائل إعلام صهيونية تفيد بأنّ "نتنياهو غاضب من الأخبار التي نشرت عن خلافات بينه وبين غالانت بشأن توجيه ضربة استباقية في الشمال"، كما أنّ هناك اتهامات متبادلة في أسباب الفشل الذريع يوم السابع من أكتوبر.
وثالثاً: على المستوى العسكري، أصبح المستوطنون يشكّون في قدرات الجيش في حمايتهم؛ على ما رأوا يوم السابع من أكتوبر من انهيار فرقة غزة وما تلاها، ومن ردّة الفعل المتأخّرة والعشوائية من الجيش، بل من الهرب الجماعي للجيش أمام المقاومين.
والمشهد الثاني: المشهد الفلسطيني:
يتسم بأعلى مستويات الثقة:
أولاً: على المستوى السياسي في غزّة؛ فهناك توافق منقطع النظير بين الشعب وبين المقاومة، وهناك اصطفاف على خطّ واحد، وهو السير في طريق النصر.
وثانياً: على المستوى التنسيقي بين القيادة السياسية والقيادة العسكرية، فهناك - كما يبدو - تفويض مطلق من القيادة السياسية للقيادة العسكرية باتخاذ ما تراه مناسباً من حراكٍ عسكريّ.
وثالثاً: على المستوى العسكري فيما بينَ فصائل المقاومة، نرى التوافق العالي والتنسيق التام فيما بينَها، وهذا ما يتمّ التأكيد عليه من الفصائل نفسها، بل شدّ انتباهي تصريح مجموعات عريــن الأســود حين قالَ المتحدّث باسمها: "الضفة الغربية لن تكون لغزّة إلا سنداً ودرعاً، الضفة الغربية غير متضامنةٍ مع غزة، الضفة الغربية هي شريكة في هذه الحرب مع إخوتنا في غزة، هي النصف الآخر للمقاومة، الضفة الغربية بأكملها هي سيف بيد القائد محمد الضيف".
ولا شكّ أنّ الثقة العالية في المشهد الفلسطيني هي إحدى ضمانات السير في طريق النصر، بينما فقد الثقة في المشهد الصهيوني هو أساس الانحدار في هاوية الهزيمة بإذن الله.
وهذه الثقة المتبادلة هي أساس النصر للمسلمين على يد الرسول - صلى الله عليه وسلم -، فقد كانوا يثقون فيه ثقة كبيرة جعلتهم يقبلون صلح الحديبية رغمَ كونه لم يكنْ لصالح المسلمين حسب الظاهر، وكان هو كذلك يثق فيهم ثقة عالية، جعلته يقبل رأيهم في الإقدام على القتالِ في معركة بدر بعد أن استشارَهم في ذلك.
فالعبرة من ذلك:
أنّ أبناء أمّة الإسلام قيادات ومقودين ينبغي أنْ يتربّوا على الإخلاص والنزاهة وأن يكونوا على قدرِ المسؤولية فيما يُناطُ بهم من أعمالٍ؛ وذلك حتى تكونَ الثقة هي الحالةَ السائدة بين الجميع.
طوفان الأقصى، فلسطين، القدس، كتائب القسام، اليهود، السياج العازل،
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع
مواضيع لنفس المؤلف
مواضيع ذات صلة