مدونة الباحث/محمد محمد محمود إبراهيم


تعلموا العلم وتعلموا للعلم السكينة والحلم

باحث /محمد محمد محمود إبراهيم | MOHAMED MOHAMED MAHMOUD IBRAHIM


17/06/2023 القراءات: 1649  


قال عمر: تعلموا العلم وتعلموا للعلم السكينة والحلم وتواضعوا لمن يعلمكم وتواضعوا لمن تعلمون ولا تكونوا من جباري العلماء فلا يقوم عملكم مع جهلكم.
وقالت عائشة: تغفلون عن أعظم العبادة. التواضع وقال الشعبي: اتقوا الفاجر من العلماء، والجاهل من المتعبدين، فإنه آفة كل مفتون وقال الثوري: نعوذ بالله من فتنة العالم الفاجر، والعابد الجاهل فإن فتنتهما فتنة لكل مفتون. ذكر ذلك البيهقي.
وقال الفضيل بن عياض - رحمه الله - إن الله يحب العالم المتواضع ويبغض العالم الجبار. ويأتي الخبر في فصول كسب المال في الأئمة المضلين.
وعن كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف المزني عن أبيه عن جده مرفوعا «إني أخاف على أمتي من بعدي زلة العالم، ومن حكم جائر، وهوى متبع» .
وفي لفظ بهذا الإسناد «اتقوا زلة العالم وانتظروا فيئته» كثير كذاب متروك، وهذا مذكور في ترجمته، وقد صحح له الترمذي وعن زيد بن أبي زياد عن مجاهد عن ابن عمر مرفوعا إن «أشد ما أتخوف على أمتي ثلاث: زلة عالم، وجدال منافق بالقرآن، ودنيا تقطع أعناقكم، فاتهموها على أنفسكم» يزيد ضعيف ولم يترك وقال داود بن أبي هند قال عمر بن الخطاب يفسد الناس ثلاثة: أئمة مضلون، وجدال منافق بالقرآن والقرآن حق، وزلة العالم.
وقد قال منصور عن شقيق عن أبي الدرداء - رضي الله عنه -: إني لآمركم بالأمر وما أفعله ولكن لعل الله أن يأجرني فيه قال البيهقي محمول على المستحبات أو أنه قاله على وجه التواضع وقال أبو داود الطيالسي ثنا الصعق بن حزن عن عقيل الجعدي عن أبي إسحاق عن سويد بن غفلة عن ابن مسعود قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «يا عبد الله أتدري أي الناس أعلم؟ قلت: الله ورسوله أعلم قال: فإن أعلم الناس أعلمهم بالحق إذا اختلف الناس وإن كان مقصرا في العمل وإن كان يزحف على استه» . قال البخاري في
عقيل: منكر الحديث يروي عن أبي إسحاق، وتكلم فيه ابن حبان وقال البيهقي: غير معروف قال ويمكن إجراء الخبر على ظاهره ويكون تركه العمل زلة منه تنتظر فيئته.
ولما حج سالم الخواص لقي ابن عيينة في السوق فأنكر عليه كونه في السوق فأنشد ابن عيينة:
خذ بعلمي وإن قصرت في عملي ... ينفعك علمي ولا يضررك تقصيري
وأما قول بعض المتأخرين:
خذ من علومي ولا تنظر إلى عملي ... واقصد بذلك وجه الواحد الباري
وإن مررت بأشجار لها ثمر ... فاجن الثمار وخل العود للنار
فالمراد إذا كان أهلا لأخذ العلم عنه ولكنه مقصر في العمل وإلا كان مردودا على قائله.
وقال في الرعاية في كتاب الجهاد ومن لزمه تعلم شيء وقيل أو كان في حقه فرض كفاية وقيل أو نفلا ولا يحصل له في بلده فله السفر في طلبه بغير إذن أبويه وبقية أقاربه، انتهى كلامه.
وكلام أحمد السابق في رواية إسحاق بن إبراهيم يدل لهذا القول، وغيرها عن أحمد يخالفها قال القاضي ومما يجب إنكاره ترك التعليم والتعلم لما يجب تعليمه وتعلمه نحو ما يتعلق بمعرفة الله تعالى وبمعرفة الصلوات وجملة الشرائع وما يتعلق بالفرائض ويلزم النساء الخروج لتعلم ذلك وقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم - «في الصبيان واضربوهم على تركها لعشر» فأولى أن يضرب المكلف على تعلم ذلك.

وواجب على الإمام أن يتعاهد المعلم والمتعلم كذلك ويرزقهما من بيت المال لأن في ذلك قواما للدين فهو أولى من الجهاد لأنه ربما نشأ الولد على مذهب فاسد فيتعذر زواله من قلبه.
وروى البيهقي من حديث الثوري عن منصور عن ربعي عن علي {قوا أنفسكم وأهليكم نارا} [التحريم: 6] قال: علموهم الخير.
وقد روى الخلال في أخلاق الإمام أحمد أنه قال خرجت إلى الكوفة فكنت في بيت تحت رأسي لبنة فحممت فرجعت إلى أمي ولم أكن استأذنتها.
وقال الفضيل: العلماء ربيع الناس إذا رآهم المريض لا يشتهي أن يكون صحيحا، وإذا رآهم الفقير لا يشتهي أن يكون غنيا، وعن الشعبي قال شرار كل ذي دين علماؤهم غير المسلمين.
وروى الخلال أنبأنا محمد ثنا وكيع عن المسعودي عن القاسم قال: قال: عبد الله: كفى بخشية الله علما، وبالاغترار بالله جهلا. وعن أبي الدرداء قال لا يكون الرجل عالما حتى يكون به عاملا.
وقالت: عائشة «ما سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - ينسب أحدا إلا إلى الدين» رواه أبو داود.
وعن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال لو أن أهل العلم صانوا العلم ووضعوه عند أهله لسادوا أهل زمانهم، ولكنهم وضعوه عند أهل الدنيا لينالوا من دنياهم فهانوا عليهم رواه الخلال.
وروى ابن ماجه والبيهقي وغيرهما من رواية معاوية بن سلمة البصري عن نهشل وهو كذاب متروك عندهم عن الضحاك عن الأسود عن ابن مسعود قال لو أن أهل العلم صانوا العلم ووضعوه عند أهله لسادوا أهل زمانهم ولكنهم أتوا به أهل الدنيا فاستخفوا بهم.
سمعت نبيكم - صلى الله عليه وسلم - يقول: «من جعل همومه هما واحدا كفاه الله سائر همومه. ومن تشعبت به الهموم وأحوال الدنيا لم يبال الله في أي أوديتها هلك» .
وفي حواشي تعليق القاضي أبي يعلي ذكر المدائني في كتاب السلطان عن علي - رضي الله عنه - قال لو أن حملة العلم حملوه بحقه لأحبهم الله عز وجل وملائكته وأهل طاعته من خلقه. ولكن حملوه لطلب الدنيا فمقتهم الله وهانوا على الناس.
وقال مالك وجه إلي الرشيد أن أحدثه فقلت يا أمير المؤمنين إن العلم يؤتى ولا يأتي. فصار إلى منزلي فاستند معي على الجدار فقلت له يا أمير المؤمنين إن من إجلال الله إجلال ذي الشيبة المسلم، فقام فجلس بين يدي قال فقال بعد مدة: يا أبا عبد الله تواضعنا لعلمك فانتفعنا به، وتواضع لنا علم سفيان بن عيينة فلم ننتفع به.


تعلموا العلم وتعلموا للعلم السكينة والحلم


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع