منذ خواتيم القرن العشرين وبداية الألفية الثالثة شهد العالم الإسلامي ظهور حركات متطرفة – جهادية سلفية وتكفيرية (جماعة التكفير والهجرة)، ثم ظهرت طالبان في أفغانستان والدولة الإسلامية في العراق وسوريا (داعش)، وحركة الشباب الإسلامية في الصومال وبوكو حرام في نيجيريا والدولة الإسلامية في بلاد المغرب العربي وغيرها من حركات الاسلام السياسي التي تبنت العنف منهجاً في سلوكها. هذا التطرف والعنف والذي يوصفه الغرب بـ "الإرهاب" عمل على تشويه صورة الإسلام لدى الرأي العام العالمي بينما الإسلام في جوهره هو دين الاعتدال والوسطية والتسامح والتعايش السلمي. ترى هذه الورقة أن جماعات الغلو والتطرف والعنف هي أقلية في المجتمعات المسلمة وقد ظلت المجتمعات المسلمة تعاني من هذا التطرف والعنف والإرهاب أكثر مما تعانيه المجتمعات الأخرى – غير المسلمة. والسبب في ذلك أن هذه الحركات تعتقد أن الحكومات الإسلامية والمجتمع نفسه انحرف عن الدين الإسلامي، لذلك هم يقررون "تكفير" هذه المجتمعات و"يهجرونها" لأنها مجتمعات منحرفة وقياداتها فاسدة. تشرح الورقة كيف أن هذا السلوك أثر سلبا على صورة الإسلام الذي في تاريخه الطويل انتشر سلميا أكثر مما انتشر بالفتوحات. وتقترح الورقة معالجات فكرية ودعوية وإعلامية لاجتثاث الأفكار المتطرفة من عقول الشباب وذلك باستخدم القوة الناعمة (مثل الإعلام والتوعية والدعوة بالتي هي أحسن) والدخول في حوار مع هؤلاء الشباب، كما دعت إلى اتخاذ تدابير لتجفيف منابع هذه الحركات من حيث الفكر ومن حيث التمويل.
الملخص الانجليزي
The dramatic violent events in several Arab states and some parts in Africa are portraying a distorted image of Muslims and Islam.The answer is multi-faceted. “Extremism” - which has currently been linked to the militant Salafists in the Middle East and North Africa - is actually an outcome of many factors. This article is based on the hypothesis that: Religious extremism cannot be defeated by military actions and security measures alone, but could be eradicated by integrated efforts with highly coordinated policy interventions. The is to include intensive use of "soft power" – notably ideational enlightenment and improving awareness about the intrinsic Islamic values such as tolerance, brotherly relations and peaceful co-existence. To examine these factors one should look into the environment: (a) the soil in which the seeds of violence are sown and grown; (b) who nourishes them?; (c) the ground on which the world media stand, frame images and portray the other – notably the Muslims.
البروفيسور د عبده مختار موسى | ِprof dr Abdu Mukhtar Musa Mahmoud | 2557