مدونة هنادي مصطفى احمد


اشجار الزيتون استثمار واعد بالمملكة العربية السعودية

ا.د. هنادي مصطفى عبد الراضي احمد | Prof.Hanady Mostafa Abdelradi Ahmed


23/12/2020 القراءات: 2878  


عرفت أشجار الزيتون منذ أقدم العصور، وتؤكد كافة الآراء أن منطقة شرق المتوسط هي الموطن الأصلي لشجرة الزيتون، وانتقلت منها إلي باقي مناطق العالم، ولقد انتشرت زراعة الزيتون وازدهرت أيام الدولة العربية، وقام العرب خلال فتوحاتهم الإسلامية بنقل هذه الشجرة إلي كل البلدان التي حكموها، ويعد حوض البحر الأبيض المتوسط المنطقة الأساسية لزراعة أشجار الزيتون، حيث يوجد بها نحو 98% من أشجار الزيتون في العالم وتقدر أعداد أشجار الزيتون في العالم بحوالي أكثر من 750 مليون شجرة زيتون موزعة على جميع أنحاء العالم، ويعتبر جنوب أوروبا أكثر المناطق المنتجة للزيتون ومن ثم المغرب والمشرق العربي ، حيث أنه يوجد في إسبانيا ما لا يقل عن 230 مليون شجرة زيتون على مساحة تقدر بـ 2 مليون هكتار أي ما يعادل 27% من المساحة المزروعة بشجر الزيتون في العالم.تأتي إسبانيا في المرتبة الأولى في قائمة أول 10 دول في إنتاج زيت الزيتون في العالم لموسم 2019-2020 ، حيث تسهم إسبانيا من الانتاج العالمي لزيت الزيتون بنسبة 25% ، تليها إيطاليا بنسة 15% ، ثم اليونان بنسبة 11% ، ثم تركيا بنسبة 6% ويليها تونس بنسبة 4% ، والمغرب بنسبة 3.5% ، وسوريابنسبة 3.4% ومصر بنسبة 1.6% ، والبرتغال بنسبة 1.5% ، والجزائر نسبة 1.4%، ويعد انتاج الزيتون بالمملكة العربية السعودية حديثا بدأ عام 2007 حيث تمتلك المملكة حوالي 14.309 مليون شجرة منها نحو 9.307 مليون شجرة مثمرة تمثل حوالي 65% من اجمالي اشجار الزيتون بالمملكة. وتمتلك أكبر مزرعة زيتون عضوي في العالم، هي موطن لثلاثة من أكبر بساتين الزيتون الحديثة في العالم من حيث الكثافة والأبعاد وتقنيات الزراعة الميكانيكية بالكامل. ويوجه ما يقرب من 80 % من زراعة الزيتون في المملكة نحو إنتاج زيت الزيتون ونحو 20 % المتبقية لزيتون المائدة.ويمثل انتاج المملكة العربية السعودية نحو 1.38% من الانتاج العالمي للزيتون وتستورد ما يقارب 30 ألف طن من زيت الزيتون، وهناك ارتفاع كبير في الاستهلاك، بعد تغير الأنماط الغذائية ووعي كبير لدى المستهلك، فيما يعتبر النمو السنوي للاستهلاك يفوق الإنتاج المحلي، فمعدل النمو في الاستهلاك يصل إلى أكبر من 25%، بينما الإنتاج لا يتجاوز الـ 10%.
وتعتمد صناعة الزيتون علي استخلاص الزيوت دون الاهتمام بالأنماط الاستهلاكية الأخرى كاستخدام الزيتون (طازج – محفوظ- معلب) حيث بلغت قيمة واردات المملكة عام 2018 من الزيتون المحفوظ وزيت الزيتون نحو 28.53 مليون دولار ، 140.56 مليون دولار على الترتيب،بينما بلغت قيمة صادرات المملكة من الزيتون المحفوظ وزيت الزيتون حوالي 248 ألف دولار ، حوالي 1.54 مليون دولار على الترتيب وقد يعزى ذلك الى تغير النمط الاستهلاكي السعودى بالإضافة إلي أن عدد ليس بالقليل من معاصر الزيتون بالمنطقة تستخدم الأساليب الإنتاجية التقليدية كما أن إدارتها تتم بأسلوب غير اقتصادي، وهو ما يؤدي إلي عدم الاستفادة من الطاقة القصوى لتلك المعاصر، كما أنها تؤثر علي نوعية وخواص الزيت المنتج من العمليات التصنيعية.

وتتميز شجرة الزيتون بقدرتها العالية علي تحمل الظروف البيئية والمناخية القاسية وهو ما أدي إلى استمرارها حتى وقتنا الحالي، كما أنها تعيش في الأراضي الأقل خصوبة والتي قد لا تصلح لزراعة أشجار أخري، وتتفوق هذه الشجرة بقدرتها على حماية التربة نظرا لعمق الجذور والمدي الأفقي الواسع التي تصل إليه. هذا بالإضافة إلى انخفاض النفقات المالية المترتبة خلال عمرها الإنتاجي والذي يصل إلى فترات زمنية طويلة، حيث تقل احتياجاتها كلما تقدمت بالعمر.
وبحسب دراسات متخصصة، يبلغ متوسط إنتاج الشجرة الواحدة في السنة الثالثة من الزراعة حوالي 3 كيلو جرام، وتزداد في السنة الرابعة إلي 10 كيلو جرام ، ثم تزداد في الخامسة إلى 20 كيلو جرام، وفي السنة السادسة من الزراعة حوالي 40 كيلو جرام ، ثم تستقر بعد السنة الثامنة عند 70 إلي 100 كجم إذا كان هناك اهتماماً جيداً بخدمة التسميد والري

وشجرة الزيتون ذات أهمية اقتصادية كبري وذلك لعوائدها الكثيرة حيث يعتبر زيت الزيتون من المصادر الغذائية الرئيسية في العالم، فهو يستهلك في كافة أنحاء العالم لكونه عالي القيمة الغذائية باعتبارها من المواد السائلة القليلة التي يمكن أن تحتفظ بقيمتها الغذائية لفترة طويلة دون تلف. كما أن لخشب الزيتون صفات نوعية خاصة مميزة في الصناعات الخشبية، ويكون من أفضل وأجود الأنواع المستخدمة في الصناعات المنزلية وسواها من الصناعات الأخرى الكثيرة والمتعددة الأغراض. وأيضا للأوراق فائدتها الخاصة ومنافعها الكثيرة حيث تستخدم في صناعة بعض اللصقات لمعالجة بعض الحالات المرضية. وأخيرا فإنها تعتبر من الأشجار الحراجيه، والتي تفيد في حفظ التربة من الانجراف وحمايتها من العوامل البيئية.

وتتعدد أصناف الزيتون باختلاف المناطق التي تزرع بها، وقد يكون للصنف الواحد تسمية واحدة أو أكثر تبعا لاختلاف المناطق التي يزرع فيها ومن أهم اصناف الزيتون بالمملكة الصوراني، القيسي، الجلط، البشولين، البيكوال، المترنيلا،الدان، النيبالي والزيتي. وتختلف هذه الأصناف فيما يتعلق بوزنها فقد تصل في بعض الأصناف ما بين 10-18 جم وهي الأكبر حجما، وتتوسط ما بين 8-10 جم، أما الثمار الصغيرة فتتراوح بين 2-8جم. وفيما يتعلق بطبيعة استخدام ثمار الزيتون فقد تكون أحادية الغرض حيث تستخدم لاستخراج الزيت أو التخليل فقط، ويمكن أن تكون ثنائية الغرض، حيث يمكن استخدامها في استخراج الزيت والتخليل معا.

تزرع أشجار الزيتون بالمنطقة الشمالية وحائل منذ ما يقارب ثلاثون عاما وذلك مع بداية إنشاء الشركات المساهمة والشروعات الزراعية الكبرى وهو ما أدي إلي زيادة الاستثمار في مجال زراعة الزيتون، وذلك لأن الظروف الطبيعية المناخية بها تكون أقرب إلى طبيعة حوض البحر المتوسط مما يسمح بإمكانية الحصول على إنتاج اقتصادي من زراعة الزيتون.


الزيتون - الانتاج - الاستهلاك


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع